واقع جديد أنتجته الجائحة أكثر تعقيداً..
جلسة حوارية ل'مفتاح' حول أثر جائحة كورونا على المشاركة السياسية للنساء والشباب

بقلم: مفتاح
2020/6/6

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15424

رام الله - 3/6/2020 - عقدت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" أول من أمس وعبر تطبيق zoom، جلسة حوارية حول "أثر جائحة كورونا على المشاركة السياسية للنساء والشباب".

وأوضح المشاركون من شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسياً ومجتمعياً خلال الجلسة، أن الجائحة تعدّت الآثار الصحية المباشرة إلى المساس بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. فبرغم من المعيقات التي كانت تحد من مشاركة الشباب قبل الجائحة إلا أنّ التغيرات التي رافقت جائحة كورونا نتج عنها واقع أكثر تعقيداً، حتى أنّ الأدوات التي كانت متاحة لأي حراك شبابي أصبحت الآن غير متوفرة وتوجد صعوبة لاستخدامها مثل المؤتمرات أو المسيرات أو الحملات المباشرة.

وعبّر المشاركون عن اعتقادهم، بأن أزمة كورونا كانت السبب وراء تعزيز التضامن بين الفئات المجتمعية المختلفة والتي طغت على النعرات الجهوية أو السياسية، حيث خاض بعض من أعضاء الشبكة تجربة كونهم جزءاً من لجان الطوارئ التي تشكّلت عقب إعلان حالة الطوارئ في أماكن سكناهم. وفي هذا السياق تحدث يوسف السويطي من شبكة الشباب عن تجربته الميدانية خلال جائحة كورونا، فأشار إلى أن ما نسبته 70% من المتطوعين في لجنة الطوارئ التي عمل بها في محافظة رام الله الطوارئ كانت من النساء، كما أن حالة التضامن العامة التي أوجدتها الجائحة انعكست بضرورة انخراطه في مثل هذه الفعاليات، وتعززت هذه الحالة بمعرفة أكبر بالواقع الذي عاشه المواطنون آنذاك، نتيجة تعطل مصالحهم في العديد من المجالات. وأضاف:" لقد تركزت مهمتي على العمل الإغاثي المباشر، ومن ضمن ذلك تسهيل حركة انتقال المواطنين ومساعدتهم في الوصول إلى الخدمات المطلوبة".

بيد أن هذا التضامن – كما يقول المشاركون -"كان لفترة وجيزة ولم ينعكس على الأرض بالشكل الذي طمحنا إليه حيث تشكّلت العديد من لجان الطوارئ خلال الأزمة وشاركت فيها قطاعات مختلفة وتحت قيادة شبابية، إلا أن بعضها كان يعاني احتكاراً سياسياً رافقه تغطية إعلامية متحيّزة.

وفي الفترة الحالية التي يمرّ بها الجميع، صنّف المشاركون الأزمات المتعاقبة والتي لها أثر مباشر على مشاركتهم السياسية، حيث ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بين الشباب مما سيغير الأولويات المتاحة لدى الشباب وانحراف بوصلة نضال الشباب الفلسطيني للتركيز على إدارة شؤون حياتهم بدلاً من التركيز على خلق واقع شراكة جديد مع النظام السياسي الفلسطيني، كما أن استغلال الأزمة لصالح تغيير موازين القوى المجتمعية، وكذلك إعلان حالة الطوارئ بشكل مستمر ستقيد أي حراك حالي، بالإضافة إلى أن الكثير من الحقوق سيتم تعليقها بسبب التركيز الحالي على مواجهة أزمة كورونا وتغير الأولويات الوطنية على المستوى السياسي والمواطنين أيضاً، فيما سجلت خلال الأزمة هجمة غير مسبوقة من الاحتلال الاسرائيلي تمت ترجمتها بسياسات ضمّ واسعة للأغوار وأجزاء من الضفة الغربية ومحافظة القدس.

واقترح المشاركون عدداً من الخطوات التي من الممكن أن تعزّز من حضور الشباب في المشهد السياسي الحالي وأهمها قيامهم بأنشطة من شأنها مقاومة سياسات الضم الإسرائيلية من خلال الحملات الإعلامية المكثفة التي من شأنها تعزيز حضور مناطق الأغوار في الذهنية الفلسطينية، وتبيان الآثار المترتبة على الاستمرار في سياسات الضم الاسرائيلية، وتكثيف الحملات الاعلامية التي تفضح ممارسات الحكومة الاسرائيلية المبنية على أساس سياسات التشريد والتهجير للسكان الفلسطينيين والممارسات العنصرية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.

أما على مستوى الشأن الداخلي، فقد طالب المشاركون في الجلسة، بضرورة التحرك على مستوى التجمعات الشبابية المختلفة في توحيد مطالبهم لإنقاذ الوضع الحالي والبدء في عملية إصلاح جديدة يقوم بها مجلس إنقاذ وطني يتشكّل من شخصيات وطنية، تتركز مهمته في تحقيق الوحدة الوطنية والتحضير لانتخابات عامة قادمة.

يذكر أن اللقاء تضمن اقتراح عدداً من المبادرات منها تفعيل قناة يوتيوب لنشر محتوى وقيم الشبكة، والقيام بمبادرات دعم وإسناد لتخفيف معناة الشباب الذين فقدوا أعمالهم بسبب الجائحة، بالإضافة إلى حملات إعلامية لتسليط الضوء على حقوق المهمشين من النساء والشباب.

تأتي هذه الجلسة، ضمن مشروع تعزيز المشاركة السياسية للنساء والشباب، والذي تنفذه "مفتاح"، بدعم من الممثلية النرويجية.

http://www.miftah.org