رصدها الشباب المدافعون عن حقوق الانسان
جلسة خاصة ل'مفتاح' تناقش سلسلة الانتهاكات في محافظة خانيونس

بقلم: مفتاح
2020/6/24

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15426

رام الله – 22/6/2020 – عقدت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، وباستضافة من المؤسسة الشريكة في منطقة جنوب قطاع غزة - جمعية ضياء الغد، يوم الخميس الموافق 18/06/ 2020 جلسة حوارية في خانيونس ، بحضور 23 ممثلاً/ة عن المؤسسات المجتمعية (11 إناث – 12 ذكور)، وذلك ضمن أنشطة مشروع "الشباب الفلسطيني كمدافعين عن حقوق الإنسان" المنفَّذ من قبل مؤسسة "مفتاح" في كل من القدس والخليل وقطاع غزة، بتمويل ودعم من الاتحاد الأوروبي.

وعرض فريق المدافعين عن حقوق الإنسان من مؤسسة "مفتاح" الخاص بمنطقة جنوب قطاع غزة التقرير الربعي الثالث الذي صدر عنهم مؤخراً عن فترة كانون الثاني – آذار 2020 ، والذي يغطي الانتهاكات الواقعة ضمن حقيْ الصحة والعمل في المنطقة الجنوبية لقطاع غزة بواقع 215 حالة انتهاك وثقت من قبل فريق المدافعين ككل في قطاع غزة، خلال جلسة خاصة ضمَّت ناشطين/ات وممثلين/ات عن المؤسسات المجتمعية ومؤسسات حقوق الإنسان والمهتمين بالشأن الحقوقي.

تأتي هذه الجلسة في إطار النقاشات والمشاورات التي أطلقتها "مفتاح" مع مكوّنات المجتمع الفلسطيني لدعم حملة الضغط والمناصرة التي تنفذها في قطاع غزة تحت شعار "كن سالماً آمناً"، وذلك في إطار تشكيل حاضنة وبناء شراكة مجتمعية لدعم الحملة والتي تسلط الضوء على الانتهاكات الواقعة على المزارعين والصيادين، باعتبار الفئات المخاطبة تتنوع ما بين مسؤولين مجتمعيين وفئات مستهدفة ومتضررين من هذه الانتهاكات.

استُهِلَّت الجلسة بشرح عام من قبل وعد قنام منسق مشروع "الشباب الفلسطيني كمدافعين عن حقوق الانسان" في "مفتاح"، وفاطمة عاشور المنسقة الميدانية للمؤسسة في قطاع غزة، حول أهداف المشروع وأنشطته المنفذة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وأنواع الانتهاكات التي يهتم المشروع بتوثيقها في هذه المناطق تبعاً لخصوصية كل منطقة، كما عرض أهداف حملة الضغط والمناصرة التي أطلقتها "مفتاح" في قطاع غزة تحت شعار "كن سالماً آمناً" والتي تهدف بشكلٍ أساسي إلى المساهمة بتسليط الضوء على واقع المزارعين والصيادين في القطاع ورصد الحقائق على الارض من توثيق للانتهاكات التي يتعرض لها المزارعون والصيادون، وبما يساهم بالضغط على المؤسسات الدولية ذات العلاقة لتحمُّل مسؤولياتها لكفالة حقوق الإنسان وكفالة اجراءات الحماية اللازمة للمواطن الفلسطيني من اعتداءات الاحتلال المستمرة، حيث تهدف هذه الحملة بشكلٍ أساسي إلى توفير حماية دولية للمزارعين والصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة من انتهاكات الاحتلال بحقهم، وحماية التربة الزراعية من المواد الكيماوية التي يقوم الاحتلال بتلويثها من خلال ما يتم من اعتداءات عسكرية بواسطة طائرات الاحتلال ما يؤدي إلى أضرار صحية واقتصادية واسعة، إضافة لمطالبة الجهات الدولية بتوفير نقاط طبية على امتداد المناطق الحدودية الممنوع الوصول إليها في قطاع غزة.

واستعرض المدافعان أروى قديح ووائل أبو رجيله نتائج وتوصيات التقرير الربعي، وشرحا أهم الانتهاكات التي رصدها ووثقها المدافعون عن حقوق الإنسان خلال الفترة الواقعة ما بين كانون الثاني وآذار الماضي في منطقة جنوب قطاع غزة قبل جائحة الكورونا، وتوضيح أهمية توثيق الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان لتشكل بدورها معلومة موثَّقة، ومؤشر قياس على الواقع الحقوقي، والاستناد إليها في إطار حملات الضغط والمناصرة لمنع استمرارها وكفالة حقوق المواطنين.

وتخلل اللقاء الحديث عن ضرورة تعزيز صمود المزارعين المتضررين من انتهاكات الاحتلال، من خلال تشكيل "نقطة أمان" ومساحة آمنة لجمع المحاصيل الزراعية (الأمن الغذائي) وحماية المنتوج المحلي من المواد الكيماوية المستخدمة بشكل مستمر من قبل طائرات الاحتلال، وضرورة دعوة وفود دولية إلى مناطق عمل المزارعين والتضامن معهم في عملهم الزراعي بشكل يحميهم من استهداف الاحتلال، عبر توفير الأدوات والمعدات اللازمة لهم والعمل على توفير خزانات مياه لري الأراضي الزراعية التي دائماً ما تتعرض لاستهداف الاحتلال، الأمر الذي يعيق عمل المزارع بالكامل ويهدد كل منتجاته الزراعية.

في حين اقترح توفير بعض الأدوات الحيوية البسيطة التي لا يستطيع المزارع الاستغناء عنها، وأن يكون هناك نقاطاً طبية للمزارعين ايضاً في الجنوب من قبل المؤسسات الدولية المحمية دولياً بموجب القانون الدولي الإنساني، وتوفير سيارة إسعاف من قبل الصليب الأحمر الدولي على مدار الساعة على طول الشريط الحدودي، وضرورة وجود نقاط رصد تابعة للأونروا باعتبارها جهة دولية تابعة للأمم المتحدة تقدم حمايه للاجئين الفلسطينيين. كما تم استعراض مشكلة وصول المياه من البلدية للمزارعين مما يعيق عملهم أيضاً، ويحملهم عبئاً جديداً يضاف لعبء مواجهة الاحتلال، مع الإشارة أيضاً إلى الانقطاع الدائم للكهرباء مما يعيق عمل المزارعين.

وأكدت المداخلات، أن منطقة جنوب قطاع غزة، منطقة مهمّشة ولا يصلها العديد من الخدمات، وضعف عمل المؤسسات بها، ما يستدعي تكثيف العمل لكفالة حقوق الأطفال في منطقة الجنوب، حيث أن الاطفال يقع عليهم انتهاك شديد في منطقه جنوب قطاع غزة وهم من أكثر الفئات المهمشة.

وطرحت بعض الشكوك حول ازدياد نسبة مرضى السرطان في قطاع غزة، حيث وصلت هذا العام إلى 12600 حالة وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، نتيجة التلوث البيئي للمياه والتربة، والتي من أحد أسبابها المباشرة استخدام طائرات الاحتلال لرش مبيدات كيماوية مجهولة المكونات بشكل مستمر، وأنَّ هناك احتمالية كبيرة لوجود رابط ما بين هذه المواد (كسبب) وانتشار أمراض السرطان في قطاع غزة (كنتيجة لذلك)، وبالتالي وجود العلاقة السببية ما بين مبيدات الاحتلال والأمراض الصحية المزمنة بالقطاع، لذلك أكدت على أهمية توجه المدافعين الشباب عن حقوق الإنسان بمطالبة الجهات الدولية بتوفير مختبرات علمية لفحص التربة الزراعية لنستطيع تحميل الاحتلال مسؤولية جرائمه بحق الإنسانية.

وأكدت المداخلات على أنّ جنوب قطاع غزة يعد سلّة غذائية للقطاع بكامله، وهو جزء أصيل من المنتوج المحلي يجب حمايته والعمل على رفع جودته التي ستعود بالنفع الصحي والاقتصادي على المواطنين. وجرى الحديث عن مشكلة الكلاب الضالة التي يطلقها الاحتلال من الشريط الحدودي على مزارع المواطنين، حيث تقوم بمهاجمة المواطنين في هذه المنطقة، وترهيب حركتهم تحديدا في الصباح الباكر وهو وقت الحصاد.

وتم التأكيد على أهمية توثيق الانتهاكات الواقعة على حقي الصحة والعمل، وضرورة التنسيق مع الهيئة المستقلة لحقوق الانسان والجهات الاخرى ذات العلاقة اتجاه أي انتهاكات لهذين الحقين على المستوى الداخلي لمتابعتها من طرفها.

وأوصى بعض المشاركين بأهمية تقديم تعويضات للمزارعين/ات المتضررين/ات نتيجة العدوان المتكرر من الاحتلال الاسرائيلي سواء من المؤسسات الرسمية الفلسطينية أو من خلال المؤسسات الدولية، إضافة إلى توعية المواطنين بحقوقهم وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ليكونوا مدافعين عنها، والعمل على رفع موازنة وزارة الزراعة الفلسطينية لتقديم الدعم اللازم للمزارعين والأراضي الزراعية.

http://www.miftah.org