نجاة ارميلية: مسار من الكفاح والاصرار وصولاً الى مراكز صنع القرار
الموقع الأصلي:
بدأت نجاة محمود ارميلية، الناشطة السياسية والمجتمعية، رحلتها في العمل السياسي والمجتمعي الحافلة بالتحديات، لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة طريقها كناشطة في منطقة الأغوار وهي أكثر المناطق تهميشاً في الضفة الغربية. تنحدر ارميلية المولودة في العام 1968 من بلدة نعلين بمحافظة رام الله. وهي اليوم رئيسة بلدية تقيم في قرية الديوك قضاء محافظة أريحا مع أسرتها المكونة من أربعة أبناء وبنتين، وتسعة أحفاد. لم يمنعها واجبها كأم وربة بيت، من تمكّين ذاتها من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية في كافة المجالات.. كما شاركت في العديد من المؤتمرات والدورات المحلية والدولية في مسعى منها لتطوير شخصيتها وبناء قدراتها، أو كما قالت:" لم أقتنع يوماً بأنّ دوري في المجتمع كأم وربة بيت فقط.. بل بحثت عن العديد من الوسائل التي توصلني لهدفي كإمرأة منتجة ومشاركة في مجتمعي ". في هذا الإطار تبرعت ارميلية بغرفة من منزلها لصالح جمعية تنمية المرأة الريفية لمدة عام لعقد أنشطة تتعلق بقضايا النساء، وفي عام 1996 افتتحت الجمعية مقراً لها في القرية، ما أتاح لها ترؤس النادي النسوي لمدة ست سنوات. لم يتوقف طموح ارميلية عند هذا الحد، بل امتد إلى نطاق مجتمعي واجهت فيه كثير من التحديات، حيث ترشحت في العام 2005 لعضوية المجلس المحلي في قريتها، وفازت بعضويته ومن موقعها ساهمت إلى حد ما في نهضته، ثم شقت طريقها باتجاه آخر من خلال تأسيس جمعية زراعية وقفت على رأسها، واستطاعت من خلالها أن تخدم مجموعة من المزارعين والمزارعات كون القرية تعتمد على الزراعة. كما أسست روضة اطفال وعملت مديرة للروضة دون أي مقابل مادي، كما أسست جمعية نسوية خيرية تخدم قريتي الديوك والنويعمة، والهدف الرئيسي من تأسيسها إيجاد بدائل لتشغيل النساء بدل العمل بالمستوطنات. إضافة إلى نشاطها الواسع في ميدان العمل المجتمعي، شغلت ارميلية عضوية منصب دائرة المرأة في اتحاد نقابات عمال فلسطين، إضافة إلى عضويتها في اللجنة التنظيمية التابعة لحركة فتح. كما كانت عضواً مؤسساً في شبكة المساءلة الاجتماعية في العالم العربي، وعضوية عدد آخر من المؤسسات واللجان من بينها إدارة تكية الصحابية نسيبة المازنية ، ولجنة الطوارئ لمواجهة فايروس كورونا.
"مفتاح" تجربة مميزة من العمل لكن ارتباطها بالمبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، كان أكثر تجاربها تميزاً حيث كان تراكميا وتطويريا وتمكينيا على الصعيد الذاتي والمهني. فقد عملت في مؤسسة "مفتاح" منذ 2010 من خلال تشكيل ائتلاف مؤسسات أريحا والأغوار لتطبيق القرار الأممي 1325، وكان نتاج تدريبات نظمتها المؤسسة لمجموعة من النساء الناشطات في المحافظة وكانت ارميلية واحدة منهن. ومن خلال تلك التدريبات التي تلقتها وزميلاتها، تمكنت نجاة ارميلية في القيام بمبادرات تتعلق بحقوق النساء ضمن القرار 1325، واستطاعت بجهدها ومثابرتها الحصول عام 2013 على وظيفة منسقة ل “مفتاح" في أريحا والأغوار لتعمل بعد ذلك في برنامج دعم الانتخابات لمدة ثماني سنوات حول أهمية المشاركة السياسية للمرأة... المواطنة والحقوق والواجبات والعديد من البرامج التوعوية والاقتصادية للنساء. مما تقوله ارميلية بهذا الشأن: "لقد عملت "مفتاح" على تمكيني وبناء قدراتي ومهاراتي ومعلوماتي، وأعطتني فرصة لعمل وظيفي ما غيّر مسار حياتي ككل، وأتاح لي الفرصة للتعرف على مختلف شرائح وقطاعات المجتمع في محافظة أريحا وقراها، خصوصا مسؤولي المؤسسات الرسمية والقاعدية من خلال الزيارات التبادلية للمحافظات الأخرى". عضويتها في المجلس البلدي بالنسبة لنجاة، كان عملها في عضوية مجلس بلدية النويعمة والديوك تجربة أخرى لم تخل من التحديات، لكنها واجهت هذه التحديات وأثبتت حضورها. فبعد أن تم حل بلدية النويعمة والديوك تشكلت لجنة محلية مسّيرة لأعمال البلدية، وكانت هي من ضمن الأسماء الخمسة المكونة لهذه اللجنة، بل أكثر من ذلك تم التوافق بين الأهالي والعشائر والمؤسسات الرسمية بأن تكون هي رئيسة البلدية، وقد سلمت كتاب تعيينها هذا موقعاً من قبل وزير الحكم المحلي. الوصول إلى مركز صناعة القرار النجاح الأهم بالنسبة لارميلية وصولها إلى مركز صنع قرار كما تقول. وتضيف:" في الواقع هذا هدفنا في مؤسسة "مفتاح". " لقد حظيت بقبول من الجميع، والأهم من ذلك ثقة الناس في البلدة على تغيير واقعهم. منذ استلامي قبل شهور لهذا الموقع، أبذل كل جهد لحل مشاكل المواطنين أولاً بأول، وتحسين واقع الخدمات الأساسية المقدمة لهم". ما حققته ارميلية في موقعها الجديد، نجاحها في تحصيل الديون المتراكمة على المواطنين، والحصول لصالحهم من وزارة الحكم المحلي على خصم للمواطنين بنسبة 50% على رسوم مياه الشرب. لقد حصلت فعلاً على الموافقة وهناك إقبال واستجابة من قبل المواطنين. كما عملت على تشغيل عمال نظافة ميدانيين ، وهذه الخدمة لم تكن متوفرة سابقا.. ورفعت قائمة بعدد من المشاريع لصالح البلدية، بتضافر جهودها مع فريق العمل.
http://www.miftah.org |