الانتخابات المحلية في مرحلتها الثانية 'حضور النساء والشباب في القوائم والدعاية الانتخابية'
بقلم: مفتاح
2022/4/6

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15590

مقدمة:

تم إجراء الانتخابات المحلية خلال المرحلة الثانية في 26 من شهر آذار للعام 2022، في 50 هيئة محلية في الضفة الغربية، وبحسب البيانات النهائية الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية، فقد بلغ عدد المقاعد في الهيئات المحلية والتي تمت المنافسة عليها 632 مقعداً، بينما فازت 23 هيئة محلية بالتزكية، كنتيجة لتقدم قائمة انتخابية واحدة و29 هيئة لم تجري فيها الانتخابات بالمرحلتين، وبلغت نسبة الاقتراع النهائية 53.69% من العدد الإجمالي لمن يحق له التصويت، والبالغ 715,413 ناخباً وقد شهدت المرحلة الثانية من الانتخابات نسب تصويت ضئيلة في محافظات رئيسية مثل رام الله 38.4% ونابلس 41% والقدس 38.6%، بينما كانت سلفيت 77.5% هي الأعلى من حيث التصويت تليها طوباس بـ 86.8%.

تم عقد الانتخابات المحلية بالمرحلتين الأولى والثانية في ظل ظروف سياسية غير مستقرة وانعدام للأفق السياسي، خاصة أنها غابت في المرحلتين من قطاع غزة في استمرار لتوقف العملية الديمقراطية بشكليها العامة والمحلية منذ الانقسام السياسي. وقد جاء قرار مجلس الوزراء بتاريخ 6/9/2021 بإجراء الانتخابات المحلية على مرحلتين في ظل انتقادات ومعارضة من قبل مؤسسات المجتمع المدني بحكم رفضها لقرار التجزئة.

جاءت المرحلة الثانية للانتخابات في الهيئات المصنفة "أ، ب “والمناطق التي لم تجرِ فيها الانتخابات خلال المرحلة الأولى من "ج، ومجالس قروية"، وقد شملت المرحلة الأولى 154 هيئة محلية تم حسم مجلسها بالاقتراع و162 هيئة محلية بالتزكية، بينما تم ترحيل 62 هيئة محلية تم ترحيلها للمرحلة الثانية.

حضور النساء والشباب في القوائم الانتخابية

تمثيل الشباب في القوائم الانتخابية:

بلغت نسبة الشباب الفائزين في انتخابات الهيئات المحلية بمرحلتها الثانية 16% في الفئة 25-35 عاماً مقارنة بـ 21.7% في المرحلة الأولى، و27% في الفئة 36-45 عاماً مقابل 27.4 في المرحلة الأولى، و30% في الفئة ما بين 46-55 عاماً مقابل 28.6% في المرحلة الأولى، 27% أكبر من 55 عاماً مقابل 22.3% في المرحلة الأولى، ما يعكس تراجعاً لحضور الشباب في المرحلة الثانية عن المرحلة الأولى، مع أن نسبة الترشح للشباب "25-45" كانت أعلى بواقع 59% من إجمالي المرشحين، بينما لم تحقق إلا 43% من المقاعد.

حضور النساء في القوائم الانتخابية

من خلال المقارنة بين مرحلتي انتخابات الهيئات المحلية، يمكن ملاحظة تواجد أعلى للنساء في القوائم المتنافسة، خاصة في الهيئات الكبرى مثل عواصم المحافظات وبلغت النسبة 27% من إجمالي المرشحين، بينما شهدت نسبة فوز المرشحات من خلال الاقتراع تراجعاً، فقد شهدت المرحلة الثانية فوز 19% فقط من النساء من خلال التزكية والاقتراع، بواقع 18% بالاقتراع، و21% تزكية، في تراجع عن المرحلة الأولى التي شهدت فوز النساء بنسبة 20.5% من خلال الاقتراع، و21.8% بالإجمالي "اقتراع وتزكية"، ما يعني أن هذه النسب بمجملها تؤكد على ان تواجد النساء في الهيئات المحلية حافظ عليه وجود الكوتا فقط، وأن الالتزام بها كان هو الكفيل الوحيد لتواجد النساء في القوائم الانتخابية بشكل عام.

النساء بين الترتيب الخامس وأبعد.

شهدت انتخابات الهيئات المحلية بمرحلتها الثانية تواجد 8 قوائم ترأسها النساء، بواقع قائمتين في مدينة رام الله، وقائمتين في مدينة بيت لحم، وقائمة في كل من نابلس وطولكرم وبلدة يعبد في محافظة جنين، وقائمة نسوية كاملة في بلدة بيت أمر في محافظة الخليل، لم تفز أي من القوائم التي ترأسها النساء في هيئاتها المحلية بأعلى نسبة تصويت بين القوائم المتنافسة، بينما حلت قائمة "منارة رام الله" في المركز الثاني بالترتيب بعد قائمة أبناء البلد"

حسب بيانات جمعتها مفتاح من القوائم التي تنافست خلال الانتخابات المحلية بمرحلتها الثانية، أظهرت النتائج تقارب وجود النساء بين المرحلتين وذلك من خلال التركيز على الترتيب الخامس وأبعد في تشكيل القوائم.

  • أظهرت النسب تواجد 26.67% في الترتيب الخامس بالقوائم المتنافسة، وتليها 13.25% في الترتيب السابع، و11.74% بالترتيب الثامن.
  • تظهر البيانات أن 68.93% من المرشحات في القوائم تركز ظهورهم ما بين الترتيب 5 إلى 9، وهو ما تحتمه الكوتا النسائية على القوائم بشكل أساسي، وهذا ما يظهر جلياً من خلال القوائم الظاهرة.
  • 1.34% من النساء كن في المقاعد الأولى بواقع 8 قوائم فقط، و1.84% كن في الترتيب الثاني، و6.2% في الترتيب الثالث.

حضور النساء في الدعاية الانتخابية.

شهدت المرحلة الثانية لانتخابات الهيئات المحلية، زيادة كبيرة في حضور النساء في الملصقات الدعائية والمنشورات الخاصة بالقوائم خلال فترة الدعاية، فوصل حضور النساء في الدعاية الانتخابية كمعدل 83.3% من القوائم، في حين اقتصرت على مقارنة على 28% خلال المرحلة الأولى للانتخابات.

  • شهدت محافظة بيت لحم، وأريحا، وسلفيت، وقلقيلية، وطولكرم حضور النساء بنسبة 100%
  • محافظة طوباس كانت الأقل حضوراً للنساء في القوائم المتنافسة بواقع ظهورهن في 39.5% من القوائم فقط، تليها جنين بنسبة 46.1% والقدس 51.5%
  • محافظات الخليل، ورام الله والبيرة، ونابلس شهدت حضور النساء في 100% من القوائم في عواصم المحافظات "المدن الرئيسية" في حين غاب حضورهن من الدعاية الانتخابية في بعض الهيئات المحلية الأخرى التابعة للمحافظة ومعظمها تعد المرحلة الثانية استكمالاً لهذه الهيئات بعد عدم تشكيلها أي قائمة في المرحلة الأولى.

تحليل:

  • تشير البيانات إلى أنّ نسبة النساء لم تتغير في مجمل القوائم الانتخابية وكانت 20% من المقاعد للمرحلتين، ما يؤكد على أنّ تواجد النساء في القوائم الانتخابية كان سببه العمل بنظام الكوتا، ما يشير إلى غياب الدعم المجتمعي والسياسي لمشاركة المرأة السياسية.
  • حضور النساء في الدعاية الانتخابية شهد ارتفاعاً ملحوظاً، بل وكان في بعض الأحيان أعلى من حضور الرجال في عواصم المحافظات، فكانت زيادة نسبة النساء في القائمة وحضورهن في الدعاية الانتخابية جزءاً مهماً من الصورة الحضارية التي تريد تقديمها القوائم المتنافسة. فقد شهدت المدن الرئيسية بشكل خاص مشاركة النساء في كل فعاليات الدعاية الانتخابية والزيارات والمهرجانات الخطابية، والتواجد في الدواوين العائلية وغيرها من الفعاليات التي لم تكن النساء حاضرات فيهن بشكل أساسي في الانتخابات المحلية السابقة، خاصة في محافظات مثل الخليل. ويمكن تفسير ذلك إلى أن الانتخابات المحلية في المرحلة الثانية أجريت في مناطق لديها تنوعاً سكانياً كبيراً، بالإضافة إلى وجود خطاب مدني ولو بشكل نسبي ساعد على حضور النساء في الدعاية الانتخابية خاصة في القوائم المتنافسة والتي ترأسها امرأة في عدة مدن "2 رام الله، 2 بيت لحم، 1 طولكرم، 1 نابلس" جعل من حضورهن كرئيسات للقوائم ظاهراً بشكل واضح في كامل الملصقات أيضاً. وإذا أعدنا حساب النسبة بدون المناطق التي تم ترحيلها من المرحلة الأولى إلى الثانية، فستكون النسبة لحضور النساء تقترب من 100% إلا في مدينتي جنين وطوباس فقط.
  • الشباب في المرحلة الثانية ما بين عمر 25-35 عاماً، فازوا بـ 16% فقط مقارنة بـ 21.7 بالمرحلة الأولى، وتظهر النتائج زيادة الحظوظ في المرحلة الثانية كلما زاد عمر المرشح، حيث تشير الإحصائيات إلى أن هنالك علاقة طردية ما بين عامل العمر وفرص الحصول على مقاعد في الهيئات المحلية.
  • تشير البيانات حول ترتيب النساء في القوائم إلى عدم وجود اختلافات كبيرة في ترتيبهن عن المرحلة الأولى للانتخابات، فقد جاء التركيز متوائماً مع الكوتا الخاصة بالنساء في أغلب القوائم، فقد أظهرت النتائج وجود 26.67% من النساء في الترتيب الخامس بالقوائم، و68.93% في المنطقة الوسطى ما بين الترتيب الخامس والتاسع، بينما الترتيب الأول والثاني والثالث مجتمعات لم تتجاوز 9.38% من مجمل المرشحات.
  • تشير البيانات إلى أن هيئة محلية واحدة تجاوز النساء فيها الكوتا المخصصة لهن وهي في مدينة رام الله، حيث حصلت النساء على 5 مقاعد من أصل 15 ويعود ذلك إلى تواجدهن في القوائم من حيث الكم والترتيب بشكل أعلى من المناطق الأخرى.

توصيات:

  • عدم تكرار اللجوء إلى تجزئة الانتخابات وعقدها بيوم انتخابي واحد وفي كافة المحافظات الفلسطينية.
  • إقرار نصوص قانونية ملزمة للقوائم الانتخابية بحضور النساء في الدعاية الانتخابية وعدم اقتصارها على المدونات مثل مدونة مناهضة المساس بحقوق المرأة في الانتخابات المحلية وميثاق الشرف الذي وقعت عليه الأحزاب الفلسطينية.
  • فتح حوار مجتمعي حول التعديلات القانونية المطلوبة وذات الأولوية لضمان عملية ديمقراطية داعمة لوجود النساء والشباب في الهيئات المحلية، وأهمها رفع القيد عن سن الترشح، وزيادة الكوتا المخصصة للنساء لتصل 30% وصولاً للمساواة الكاملة، تخفيض نسبة الحسم للقائمة بحيث تصبح 5% بدلاً من النسبة الحالية وهي 8%، ومراجعة المواد القانونية ذات العلاقة بعدد المرشحين في القوائم الانتخابية مما يعظم من الحظوظ لفرص تمثيل النساء والشباب بشكل أكبر.
  • تجديد الحوار حول تعديل النظام الانتخابي بما يساهم في تعزيز حرية الاختيار للمرشحين والمرشحات ضمن القوائم وضبطها بشكل لا يؤثر على تمثيل النساء داخل الهيئات المحلية.

للاطلاع على ورقة الحقائق بصيغة PDF

http://www.miftah.org