شرك اللاجئين
بقلم: روني شكيد
2007/11/11

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=8174


مسألة اللاجئين في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين كانت على مدى السنين احدى المسائل المشحونة إن لم يكن اكثرها شحنا. ويقول سكان مخيمات اللاجئين في الضفة عشية مؤتمر أنابولس ان "ابو مازن لن يجرؤ على التوقيع على اتفاق دون حل مسألة اللاجئين. اذا فعل ذلك، فسيزاح في غضون 24 ساعة".

القيادة الفلسطينية ستصل الى انابولس مع صيغة واحدة للحل: قرار الامم المتحدة رقم 194 للعام 1948. وجاء في هذا القرار ان "اللاجئين الذين يرغبون في العودة الى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، سيسمح لهم بعمل ذلك في اقرب وقت ممكن من الناحية العملية. بالنسبة لاملاك اولئك الذين يفضلون عدم عمل ذلك تدفع تعويضات حسب مبادىء القانون الدولي".

اما اسرائيل هي الاخرى فستصل الى انابولس مع موقف عنيد في مسألة اللاجئين: عن العودة الى الاراضي الاسرائيلية لا يوجد ما يمكن الحديث فيه. حق العودة سيكون فقط الى نطاق الدولة الفلسطينية – عندما تقوم. وسيكون استعداد لاستيعاب رمزي للاجئين والمساعدة في اقامة صندوق دولي لاعادة تأهيلهم.

الدهيشة

مريم عبدالسلام، 63 سنة، التقيناها في احد الازقة الضيقة لمخيم الدهيشة للاجئين قرب بيت لحم. والدهيشة هو واحد من 19 مخيم للاجئين في الضفة. يشكل سكانها 40 في المائة من سكان الضفة – نحو 675 الف نسمة. في الدهيشة وحدها يسكن 11 الف لاجيء. معظمهم لاجئو العام 1946 من القرى في منطقة رواق القدس داخل الخط الاخضر. حتى ما قبل نحو 50 سنة سكن اللاجئون في الخيام، وبعد ذلك بنت لهم الامم المتحدة بيوتا، وعلى مدى الزمن اضيفت طوابق اخرى لكل بيت. الاكتظاظ صارخ، ولكن النظافة النسبية محفوظة. الرسومات على الجدران بل وحتى الصليب المعكوف على كل جدار وحائط تدل على الاجواء المشحونة.

مريم عبدالسلام تلبس ثوبا أسود مطرز عليه بالالوان الصفراء والحمراء والخضراء. وعلى رأسها حجاب تقول: "ولدت في قرية الجريش قرب بيت شيمش". وهي تروي قائلة: "انا مثل كل جاراتي، اريد العودة الى بيتي، الى قريتي – الى ارضي، هذا حقنا".

- هل زرتِ قريتك؟

+ "زرت القرية. لم يبقَ منها شيء. جبل مكشوف فقط. عندما نعود، ان شاء الله، سنزرع، سنبني وسنرتزق من اراضينا. هذا ما نريده".

ماهر فرحان، 42 سنة، هو قريب من مريم. أب لتسعة أطفال، جيل ثانٍ من اللاجئين، ولد في الدهيشة. "الحل لمشكلتنا فقط هو العود الى الجريش. الى ديارنا"، يقول بحزم. في منزل والدي ماهر فرحان، مثلما في كل منزل للاجئين يوجد مفتاح البيت الذي غادروه في العام 1948. لمعظمهم حلم بالعودة الى البيت والقرية التي سكنوها حتى 1948.

جنين

وهناك من يتحدث بصوت عال عن أن حق العودة لن يتحقق بكامله. ويقول عدنان الهندي، لاجيء من حيفا يسكن مخيم جنين للاجئين: "سكان المخيمات في الضفة يجب ان يقرروا اذا كانوا يريدون العودة او تلقي التعويضات. يجب الا تكون عودة اللاجئين الى اسرائيل رمزية. يوجد واقع جديد، هذا واضح لنا. نحن لا نريد هدم اسرائيل بل ايجاد حل تعويضات أو ارض بديلة. لي شخصيا من الصعب القول بصوت عالٍ اني لن اعود الى دياري". التغيير الذي طرأ بالنسبة لحق العودة يمكن أن يُرى في اعلان ابو مازن، الذي هو ايضا لاجيء ولد وترعرع في صفد، قال قبل شهر "لي الحق بالعودة الى بيتي في صفد. هذا لا يعني اني سأعود الى هناك، بل ان حقي قائم". - يديعوت 11/11/2007 -

http://www.miftah.org