مفتاح
2024 . السبت 20 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
الاجماع السياسي الاسرائيلي في هذه المرحلة هو على الاستيطان والتهويد للقدس والضفة من جهة، وعلى تفكيك الملفات والحقوق والتطلعات الفلسطينية نحو الاستقلال والدولة من جهة اخرى، غير ان الاجماع السياسي الاسرائيلي - الامريكي الى حد كبير فيما يتعلق بعملية السلام، هو على ضرورة استئناف المفاوضات، واجبار الفلسطينيين الذين كل متنهم من هذه المفاوضات، اذ خرجوا منها بعد ثمانية عشر عاما من الاجتماعات والمؤتمرات والتفاهمات والتنازلات صفر اليدين...!

ورغم انهم هناك في "اسرائيل" يسقطون من حساباتهم امكانية التوصل الى تسوية مع السلطة الفلسطينية لاعتبارات ايديولوجية واستراتيجية، الا انهم تكتيكيا بحاجة الى عملية سياسية تمويهية تعطيهم الوقت لبناء حقائق الامر الواقع على الارض.

الادارة الامريكية بدورها ورغم فشلها في تحصيل حتى تجميد للاستيطان من نتنياهو، الا انها ايضا حريصة على استئناف المفاوضات من اجل المفاوضات فقط.

تحرص الادارتان الاسرائيلية والامريكية على سيناريو قديم جديد متجدد بينهما يطلقون عليها"رسائل الضمانات الامريكية لاسرائيل"، وما اكثر رسائل الضمانات والتعهدات الامريكية التي قدمت ل"اسرائيل" في حين ما اكثر رسائل التطمينات والوعود التي قدمت للفلسطينيين والعرب على نحو خاص، وان كنا هنا لسنا بصدد استعراضها الا انها كلها تعطي الفلسطينيين والعرب الوعود الكلامية ، بينما تعطى "اسرائيل" في الجانب الثاني الضمانات الحقيقية لوجودها وتفوقها واستيطانها وسيطرتها على الارض.

وتطفو على سطح مسرح المفاوضات في هذه الايام ما يطلق عليها رسالة الضمانات التي بعث بها الرئيس الامريكي اوباما لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الذي لم يأبه للحليف الامريكي الاستراتيجي ولم يجامله فرفض الرسالة بمنتهى الوقاحة.

تشتمل رسالة الضمانات الاوبامية على جملة من التعهدات الاستراتيجية لنتنياهو اذا ما وافق على "تمديد تجميد الاستيطان لمدة شهرين فقط"، فتحدثت ثلاث صحف إسرائيلية عن "عرض سخي" لم يقدمه حتى الرئيس السابق جورج بوش "في كل سنوات صداقته لإسرائيل"، مستغربة رفض نتنياهو له، وقالت يديعوت أحرونوت -في خبر رئيسي بعنوان "الجزرة والعصا"- أن أوباما مستعد -من أجل أن تواصل إسرائيل التجميد- لدفع الكثير، وقالت إن الوثيقة كان يفترض أن تصبح "رسالة رئاسية" لو قبلها نتنياهو، لكنه رفضها رغم جهود إيهود باراك لإقناعه بها، مما جعل البيت الأبيض ينفي ما نشر بشأنها/ الجزيرة 1/10/2010".

ونقل عن مصدر كبير في الكونغرس قوله "إذا كان هذا ما يبدي الرئيس الأميركي استعداده لإعطائه لإسرائيل مقابل تجميد لستين يوما، فما الذي سيتعهد بإعطائه مقابل اتفاق سلام شامل؟". ولعل من شأن رسالة الضمانات هذه ان تستحضر تلك الضمانات التي كان قدمها الرئيس بوش لشارون، التي قال فيها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اولمرت"أن الضمانات التي قدمها بوش في رسالة العام 2004 حول ضرورة الاعتراف بـ "الواقع الديموغرافي" في الضفة الغربية، تسمح لإسرائيل بمواصلة البناء الاستيطاني".

ففي مطلع نيسان عام 2004 وفي اطار قمة ثنائية ايضا جمعت بوش وشارون آنذاك اعلن الرئيس بوش عن "وعده لشارون" المتمثل بسلسلة تعهدات لاسرائيل، وكان "وعد بوش" لشارون آنذاك ليس فقط يكرس ويعمق النكبة والمعاناة والظلم والطغيان التاريخي الذي لحق بالشعب العربي الفلسطيني، وانما ينتج نكبة فلسطينية اخرى، ويلحق بالفلسطينيين المزيد من المعاناة والألم والعذاب، فاذا كان وعد "بلفور" قد ادى في المحصلة الى ضياع 78% من فلسطين لصالح الدولة الصهيونية هكذا ظلماً وافتراءً وارهاباً، فان"وعد بوش" انما اجهز في الرؤية الاسرائيلية –والفلسطينية-على ما تبقى من فلسطين ويصادرها ايضا هكذا ظلما وافتراءً وطغياناً وارهابا لصالح تلك الدولة.

وما بين الامس ووعد بلفور مرورا بوعد بوش البلفوري ايضا، يطل علينا الرئيس اوباما بوعد بلفوري جديد وبضمانات بلفورية جديدة حينما اعلن قبل نحو عام ان:"أرض فلسطين التاريخية هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي"...!

فالرئيس اوباما يطل علينا اذن ليقدم ما يشبه وعدا بلفوريا جديدا ل"اسرائيل" يمنحها فيه اعترافا متجددا بان"فلسطين هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي"..اليس هذا الوعد هو ذاته وعد بلفور الذي منح " فلسطين- ارضا بلا شعب لشعب بلا ارض- كوطن قومي لليهود" قبل نحو ثلاثة وتسعين عاما...!

. ويضيف اوباما: "بعد دقائق من إعلان دافيد بن غوريون عن "استقلال إسرائيل" ، وتحقيق الحلم بدولة للشعب اليهودي في وطنهم التاريخي ، كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بإسرائيل"...!

فيا للعجب ...!

بل ان اوباما الذي كان قد اعلن في وقت سابق عن اعجابه ب"اسرائيل المعجزة"، عاد في رسالته ليبدي تقديره لما أسماه "الإنجازات غير العادية التي حققها الشعب الإسرائيلي"، واية انجازات يا ترى...؟

سياسات التطهير العرقي والمجازر والمحارق والسطو المسلح على وطن وممتلكات وتاريخ وتراث الشعب العربي في فلسطين...! فالواضح اذن في المشهد ان "اسرائيل" تعيش في ظل الرئيس اوباما –على خلاف الكثير من التقديرات-

حالة دلال امريكي لم يسبق لها مثيل الا في عهد الرئيس بوش، بل ان اوباما وفقا لمضامين الضمانات التي يقدمها ل"اسرائيل" تباعا اانما تتكامل مع ضمانات الرئيس بوش لشارون المشهورة، التي اعترف فيها بحقائق الامر الواقع الاستيطانية على الارض الفلسطينية...!

انها اجندات امريكية متأسرلة ووعود وتعهدات بلفورية- وحصاد اسرائيلي كامل، تستدعي من الفلسطينيين اولا ان يستيقظوا من اوهام التسوية واوهام الدور الامريكي المنحاز بالكامل للدولة الصهيونية، وان يعودوا الى"الوحدة الوطنية الفلسطينية" و"القيادة الجماعية من اقصى الاسلام مرورا بفتح الوسط وصولا الى اقصى اليسار" ...فهي المخرج من المأزق الفلسطيني المتفاقم وهي البديل الذي يوصل الى شط الامان الفلسطيني، والممر الاجباري امام الفلسطينيين لتمكينهم من تصليب مواقفهم في مواجهة خرائط الطرق الاسرائيلية المتجددة الهادفة الى شطب القضية الفلسطيني شطبا كاملا وشاملا وبالضمانات الامريكية ...؟!

* كاتب وباحث متخصص في الشؤون الإسرائيلية، يقيم في الأُردن. -

nawafzaru@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required