مفتاح
2024 . الخميس 28 ، آذار
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله – نظم في قاعة جمعية البر والإصلاح في بلدة عزون بمحافظة قلقيلية مؤخرا ، اجتماع لأهالي البلدة ملبين دعوة لجنة عزون المحلية – ضمن مشروع تجاوب التي بادرت لعقد لقاء مساءلة مع صناع القرار ومقدمي الخدمات، والاستماع منهم إلى ردود حول أنجع السبل لتطوير آليات المساءلة المجتمعية للمؤسسات التعليمية لتحسين مستويات التحصيل الأكاديمي والحد من العنف.

وكان من بين صناع القرار الذين تصدروا عناوين المساءلة من قبل أهالي البلدة أولياء أمور التلاميذ فيها، ثروت زيد مدير عام الإشراف والتأهيل في وزارة التربية والتعليم، وخضر عودة نائب مدير التربية والتعليم في محافظة قلقيلية، ورائد الخطيب رئيس بلدية عزون.

نتائج وتقييمات

حظيت ملاحظات الجمهور، ومساءلتهم لمقدمي خدمات التربية التعليم باهتمام هؤلاء المسؤولين، وكان من ابرز ما تمخضت عنه جلسة المساءلة تشكيل لجنة مشتركة من وزارة التربية والتعليم بأقسامها المختلفة، والمجتمع المحلي لوضع خطة وطنية تستهدف رفع مستوى التحصيل، والحد من العنف، ما ترك أثرا طيبا لدى الحضور، الذين أجمعوا على أن تشكيلها هو نتاج طبيعي لما طرحوه من استفسارات كانوا ينتظرون الإجابة والردود عليها من قبل المسؤولين، وهو ما تحقق من خلال مبادرة لجنة تجاوب المحلية في البلدة.

وفي تقييمها لنتائج الجلسة، قالت فاطمة البطمة، المتخصصة بقضايا الضغط والمناصرة والمشرفة على حملة اللجنة المحلية في عزون، أنه تم الاتفاق في جانب تعزيز العلاقة بين المدارس والمجتمع المحلي، أن تقوم اللجنة المحلية - تجاوب - عزون- بتطوير الدور التفاعلي، من خلال الدعوة لمشاركة أكبر من قبل المجتمع المحلي مع المدارس، والاضطلاع بدور أكبر في تعزيز العلاقة بطرق إبداعية تتيح مشاركة الأهل للأهداف التربوية المشتركة بين المجتمع المحلي ، وإدارة المدارس والهيئة التدريسية.

التزام بالنتائج والتوصيات

فيما التزمت وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنة من الطاقم الفني بمديرية التربية والتعليم في قلقيلية، مع ممثلين وممثلات عن المدارس، وممثلين من اللجنة المحلية تجاوب - عزون، وممثلين ونشطاْ آخرين عن المجتمع المحلي في البلدة لتوسيع دائرة التمثيل، على أن تقوم هذه اللجنة بالعمل على وضع خطة عملية حسب أولويات واحتياجات الطلبة في مدارس عزون، يتم العمل وفقها من قبل مديرية التربية، والإدارة والهيئات التدريسية، وبمشاركة الأهالي وبإشراف الوزارة، إضافة إلى عقد لقاء آخر مع المسؤولين لمتابعة العمل على ذلك.

رفع مستوى التحصيل الأكاديمي

المواطنة روضة طبيب، وهي أم لأطفال في مدارس البلدة وقفت لأول مرة أمام هؤلاء المسؤولين، لتطلب منهم إجابة واضحة ومحددة حول أسباب تدني تحصيل أبنائها في ثلاثة مباحث رئيسية هي: اللغتان الإنجليزية والعربية، والرياضيات، وما إذا كان وزارة التربية عبر مديريتها في المحافظة قد اتخذ إجراءات خاصة مستجيبة لمطالب المجتمع المحلي المتكررة، لرفع نسبة التحصيل من خلال مساءلة معلمي هذه المواد.

الأساليب التدريسية

بينما انتقدت حياة عبد الله عدوان، عضو مجلس بلدي عزون تركيز بعض المعلمين على عدد محدود من الطلبة، وتجاهل الباقين في تحصيلهم التعليمي، وزيادة عبء الواجبات على الطالب والبيت، إضافة إلى ما يواجهه التلاميذ من صعوبة الحصول على المعلومة من الانترنت.

المرحلة الأساسية

بدورها، تطرقت واجدة رضوان، وهي مدرسة لغة إنجليزية للصف الحادي عشر إلى ضعف الطالبات في مادة اللغة الإنجليزية، واقترحت التركيز على التعليم في المرحلة الأساسية، مشيرة إلى الفجوة الكبيرة في مستوى التعليم من الصف الأول وحتى الصف الرابع، فيما تبرز مشكلة أخرى في الصف الخامس ألا وهي ضعف الكتابة والقراءة.

أساليب البحث العلمي

فاطمة السيوري، مدرسة لغة انجليزية اقترحت من ناحيتها تدريس أساليب البحث العلمي للتلاميذ بما يمكنهم من رفع مستواهم الأكاديمي وإثراء معلوماتهم.

ضعف القدرة على الكتابة

أما بالنسبة لخولة أبو صفية، فهناك مشكلة أخرى في موضوع التحصيل لدى التلاميذ، ألا وهي: الخلل في تمييز الحروف، وضعف القدرة على الكتابة. وهنا سألت زيد" ما السبب في هذا الضعف؟. فما إن يصل الطالب الصف الرابع نجده لا يعرف شيئا".

الدور التفاعلي للأهالي

من ناحيته انتقد مدير مدرسة ذكور الشهيد ياسر عرفات، ما أسماه ب"حالة اللامبالاة" من قبل أولياء الأمور والتلاميذ حين توجه لهم الدعوات لمراجعة المدرسة للتعرف على مستويات تحصيل أبنائهم، حيث لا يلبي الدعوة سوى عدد ضئيل جدا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. ووجه حديثه لأولياء الأمور:" أين أنتم من أبنائكم في المدارس؟"، مذكرا الحضور بأنه كان وجه دعوات لإحدى الاجتماعات مع أولياْ أمور 45 طالبا يعانون من ضعف في التحصيل لم يحضر منهم سوى اثنين، في حين حضر طالب واحد". وأشار في هذا السياق، إلى الحضور المتواجد في القاعة لمساءلة صناع القرار، وقال " غالبيتهم من الأكاديميين، ونسبة أقل بكثير من الطلاب وأهاليهم، حيث كان يفضل وجود هؤلاء للاستماع منهم.

مفهوم العنف في المدارس

المواطن عمر عدوان من مجلس الآباء في مدرسة عزون، وجه سؤالا للمسؤولين من وزارة التربية عن مفهومهم للعنف، وقال" هل رفع المعلم صوته على تلميذه يعد عنفا؟ وهل تربية الوالد لولده يعتبر عنفا؟ داعيا وزارة التربية والتعليم إلى النظر في سياستها حول كيفية التعامل مع التلاميذ.

مداخلات لأخرى

من بين المداخلات التي أسمعت خلال لقاء المساءلة، أيضا، مطالبة الوزارة الاستماع إلى ما يقوله المجتمع المحلي بشأن ضعف الإشراف، وقلة الميزانيات في موضوع المكتبات، وحاجة التلاميذ إلى تفريغ الطاقات لديهم بنشاطات وفعاليات لا منهجية، في جدوى الامتحان الوزاري للصف الرابع ، الذي هو أعلى من مستوى الطالب، وهل تقوم الوزارة بالاستناد إلى النتائج بإحداث تعديلات أو تغييرات في المنهاج أو الأساليب التربوية.

وحملت إحدى المداخلات لأولياء الأمور المعلم الضعيف مسؤولية ضعف التلاميذ، وطالبوا الوزارة باستبدال المعلم غير الكفؤ، بمعلم كفؤ، مشيرين إلى خلل في معايير التوظيف، كما تساءلوا عن موقف وزارة التربية والتعليم من لجوء بعض المعلمين لإعطاء دروس خصوصية لتلاميذه.

الدليل الوطني للمعلم الفلسطيني

أبرز الردود على مداخلات الحضور، ما كان تحدث فيه ثروت زيد مدير الإشراف والتأهيل في وزارة التربية والتعليم، الذي استعرض نتائج استمارة بحثية تحدثت حول تدني نسبة النجاح في مدارس قلقيلية، وفي بلدة عزون على نحو خاص، وهي نسبة متدنية جدا مقارنة مع التدني الموجود على مستوى الوطن، مشيرا إلى التدني لدى الذكور أكثر منه لدى الإناث، متسائلا: هل المشكلة في ضعف المعلم، وعدم قدرته على إيصال معلوماته للتلاميذ؟ أم هي في تقييمه لمستويات التحصيل لدى التلاميذ، جيد، وضعبف، وأكثر ضعفا؟". وأضاف" المعالجة لهذا الوضع ستتم من خلال الوقوف على الأسباب الحقيقية، ووضع الخطط لذلك بالتعاون مع المعلم، ومدير المدرسة، ووزارة التربية ومدراء المدارس.".

وأشار زيد من ناحية أخرى، إلى أن وزارته بصدد الإعلان عن الدليل الوطني للمعلم الفلسطيني، كما اعترف بوجود بعض الخلل والأخطاء في المنهاج، ووعد بتعديلها إن وجدت.

من المدرسة تتطور العملية التعليمية

أما نائب مدير تربية قلقيلية، خضر عودة، فأكد على أن عملية التعليم لا تتطور إلا من خلال المدرسة، وهي تبدأ بالمدير. كما تطرق إلى أهمية المهارات والتطبيق، والاختبارات المحددة، ودعا المدير والمعلم إلى دراسة نقاط الضعف وتحديها. وقال " الفروق الفردية هي في كل مدرسة. وبين كل معلم وطالب، وهي التي تحدد طبيعة المشكلات وسبل حلها.

الفجوة بين المعلمات والطلاب

في حين أثارت مداخلة رئيس البلدية رائد طبيب حول جدلا بين الحضور بعد أن أرجع الضعف في مدارس الذكور إلى ما أسماه تأنيث الهيئات التدريسية فيها، مشيرا إلى أن الضعف هو في هذه المدارس وليس في مدارس الإناث، حيث اتسعت الفجوة بين المعلمات والطلاب، وبين الهيئات التدريسية من الإناث وأولياء الأمور الذين يجدون حرجا في الذهاب إلى هذه المدارس والاستماع إلى معلماتها عن تقارير حول التحصيل المدرسي لأبنائهم.

بيانات ومعطيات

واستنادا لبيانات معطيات اعتمدت عليها لجنة تجاوب في عزون في إطلاق مبادرتها حيال التعليم والحد من العنف، وشكلت دافعا لها لمواجهة هذه الظاهرة، فإن 3% - 7 % من الطلبة اجتازوا بعض الاختبارات الوزارية بنجاح، في حين أظهرا السجلات وجود 88 إنذارا وجهت لتلاميذ إحدى المدارس.

وأشارت البيانات إلى وجود 2650 طفلا وطفلة ملتحقون بمدارس عزون، تشكل نسبة الإناث فيها 51,7%، والذكور 48,3%.

أما فيما يتعلق بالعنف، فقد وصلت اللجنة المحلية لتجاوب شكاوى عديدة من جيران المدارس حول تصرفات التلاميذ لدى قدومهم ومغادرتهم مدارسهم، فيما سجلت عشرات حالات الاعتقال بين تلاميذ المدارس والتي تعتبر الأعلى على مستوى الوطن.

بدورها، أشارت عبير الزغاري، منسقة مشروع تجاوب لدى "مفتاح"، أن جلسة المساءلة هذه تأتي ضمن مشروع تجاوب والذي ينفذ بالشراكة ما بين "مفتاح"، وإئتلاف "أمان"، والرؤيا الفلسطينية، والمجلس الثقافي البريطاني، وبدعم من DFID، بهدف تعزيز أدوات المساءلة المجتمعية وتمكين المواطنين من إعلاء صوتهم، وطرح مطالبهم على صناع القرار.

أما لميس الشعيبي، مديرة مشاريع في "مفتاح"، فقالت، إن عقد جلسات المساءلة المجتمعية التي تم التركيز عليها في مشروع تجاوب هذا، هي إحدى الأدوات لتقليل الفجوة ما بين الجهات الرسمية وأصحاب المسؤولية والمجتمعات المحلية، وتعزيز مبدأ الشراكة ما بين المؤسسات الرسمية والمواطنين في خطوة لإيجاد آليات وسياسات تلبي وتتفاعل مع احتياجات وأولويات المواطنين في المناطق المختلفة، خاصة أولئك الذين يصنفون بالمجتمعات الأقل حظا في الحصول والوصول إلى الخدمات.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required