مفتاح
2024 . الأربعاء 24 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله – " كنا حابين نتعلم ونستفيد، ولما تعرفنا على "مفتاح" بدت مرحلة جديدة في حياتنا. بالأول ما كان عندنا معرفة لا بالمجالس المحلية ولا بغيرها.. "مفتاح" حطتنا على أول الطريق".

بهذه العبارات الموجزة استهلت سهير خالد الخطيب "أم يوسف"، عضو مجلس بلدي عتيل، ونائب رئيس المجلس حديثها، وهي تسهب في رواية قصة نجاحها كواحدة من رياديات المجتمع المحلي في محافظة طولكرم، وكعضو فاعل في مجلس بلدية عتيل، ترفض أن تكون فيه مجرد رقم، أو إضافة بلا معنى، ولا تنسى في المقابل أن تشيد بالدعم الكبير الذي حظيت ولا تزال تحظى به من قبل زميلها رئيس البلدية نشأت أبو دقة الذي لا يتردد في توفير كامل الدعم لها ولعضوتين أخريين في المجلس يحثهن على ممارسة دورهن كما هو الحال بالنسبة للأعضاء الذكور الآخرين".

تقول" نحنا ثلاث عضوات في البلدية، اشتغلت علينا "مفتاح" بطريقة مرتبة، بالورشات، والزيارات التبادلية، وكيف نحكي مع الصحافة.. ما كنا نعرف من البلدية غير مبناها... لكن اليوم إحنا إشي ثاني.. ما بنرضى نقعد في البلدية كراسي وبس.. إحنا فرضنا وجودنا، ولو ظلينا في بيوتنا كان عمرنا ما تعلمنا..."

حين التقينا "أم يوسف"، في مقر بلدية عتيل بحضور رئيس البلدية، كانت تتهيأ لاستقبال وفد كبير من طالبات ومعلمات مدرسة عتيل للإناث، لاطلاعهن على طبيعة عمل المجلس بأقسامه المختلفة، والخدمات التي يقدمها لسكان البلدة، وشرح أولويات العمل، وما يعترض تنفيذ بعض المشاريع الحيوية من عراقيل أبرزها توافر الموارد المالية.

كان من الطبيعي أن تستهل "أم يوسف" اللقاء بالترحيب بالطالبات ومعلماتهن، وأن يكون مطلع الحديث التعريف ب"مفتاح"، وبدورها في دعم المرأة الفلسطينية والنهوض بأوضاعها وتمكينها سياسيا ومجتمعيا.. ولم تنس أن تعرف أيضا بكادر "مفتاح" الذي تصادف وجوده خلال اللقاء مع وصول الوفد الطلابي من طالبات مدرسة عتيل.

في المستهل، وقبل أن يشرح رئيس البلدية للطالبات عن مجلسه البلدي كانت "أم يوسف" تواصل انطلاقتها في الحديث، وبدا رئيس البلدية مستمعا جيدا لما تتحدث به نائبته للطالبات، فيما ظهر أنه ثقة مطلقة منه ب"أم يوسف" وبقدرتها على مخاطبة الجمهور.

بدا المشهد تفاعليا، وهو ما حرصت عليه "أم يوسف" حين تقاسمت الحديث والإجابات مع رئيس البلدية. سألنا "أم يوسف": هل كان يحدث مثل هذا التفاعل في السابق بين المجلس البلدي كهيئة محلية والمجتمع بفئاته المختلفة؟ وسألناها أيضا " هل كنت في وضع يتيح لك الحديث بحرية وتقاسم الكلام مع رئيس البلدية؟؟.

لم تخف "أم يوسف" صراحتها حين قالت بأن بلدتها عتيل تتميز بهذا الانفتاح بين مكونات المجتمع، وبأنها في الغالب كما زميلاتها تتلقى الدعم من قطاعات كبيرة في البلدة، وإلا لما بقيت حتى الآن في موقعها، وما حققته من نجاح يعود بالفضل كما تقول لما وفرته لها "مفتاح" من دعم في مجالات التدريب وورش العمل، فمكنتها حتى تمكنت من أن تقوم بدورها على أكمل وجه.

تقول "أم يوسف" بهذا الخصوص" قبل ذلك، ما كنت أعرف أي شيء عن الكوتا، ولا شو معنى الكوتا.. والقوائم... "مفتاح" أعطتنا كل ما كنا نحتاجه.. وقبل ما أترشح فعلا للبلدية انحطيت حط في القائمة، وكان البعض يحكي لي صعب تنجحي في الانتخابات.. لكن لما تعرفت على "أم احمد"، واللي كانت شاركت في تدريبات كثيرة مع "مفتاح"، تشجعت أكثر.. وشجعتني المدربات، خاصة د. رجاء سرغلي منسقة "مفتاح" في المحافظة اللي ما قصرت معنا.. ولقيت منها كل الدعم...".

وعن تجربتها في خوض الانتخابات والفوز بعضوية المجلس، تقول "أم يوسف" بلهجتها الاعامية:" في البداية انوضعت في كثير من المواقف، لكن قدرت في جميع ما تعرضت له التصرف بحكمة... الناس في عتيل تقبلوا وجودي كامرأة في المجلس.. وكمان زملائي في المجلس، باستثناء البعض اللي ما عجبوا إنه تكون إمرأة في المجلس ونائبة لرئيس البلدية..."

مع ذلك ترى "أم يوسف" أن حسن أدائها واقتدارها وكفاءتها في أداء مهامها غير كثيرا من المفاهيم والأفكار والمعتقدات لدى بعض أعضاء المجلس الذين كانوا متحفظين من وجودها..

ولعل تجربتها في المجلس حفزات نساء أخريات على التفكير بجدية مستقبلا في الترشح وخوض الانتخابات... حيث كانت "أم يوسف" مثالا وقدوة لهن...

في هذا السياق، وحين كانت "أم يوسف" تواجه إشكالية ما ، لم تتردد في التوجه من حين لآخر إلى د. سرغلي منسقة "مفتاح" لاستشارتها بحثا عن أجوبة وحلول لهذه الإشكالية... أو كما قالت "كانت د. سرغلي نقطة استشارية بالنسبة لي..."

هذا التواصل المستمر بين "أم يوسف" العضو في واحدة من كبرى المجالس البلدية في محافظة طولكرم، ومؤسسة "مفتاح" عبر منسقتها هناك، عكس ديمومة العلاقة بين الطرفين، وبأن "مفتاح" لا تتخلى عن نسائها مهما بلغنا من المكانة والحضور... فالصلة غير منقطعة، والتواصل دائم ومستمر..

هذه المكانة التي وصلتها "أم يوسف" شكلت دافعا لنساء بلدتها للتوجه إليها في قضايا خاصة، سواء ما تعلق منها بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لتلك النساء وعائلاتهن، وهو توجه عكس شكلا آخر من النجاح ومن الثقة التي باتت تحظى بها نائب رئيس البلدية لتساعد في إيجاد حلول لبعض مشكلات النساء في البلدة، وهو أمر ليس بمقدورهن التوجه مباشرة إلى رئيس البلدية، أو أي عضو آخر في المجلس البلدي.

لعبت "أم يوسف" أيضا دورا في التمكين الاقتصادي لنساء بلدتها عتيل من خلال عقد دورة في المطبخ عبر كلية الطيرة، والمساعدة في توريد منتجاتهن... إيمانا منها بأن هذا التمكين يطور من دورهن مجتمعيا ويزيد من فاعليتهن في المجتمع...

حديثنا مع "أم يوسف" كان بحضور رئيس البلدية، نشأت أبو دقة، الذي حرص على إبداء الدعم لنائبته، وأكد أن وجود "أم يوسف" بحضورها وقوة شخصيتها في المجلس ميز عتيل عن هيئات محلية كثيرة، وهو "أمر نفخر ونعتز به .." كما قال. وفي الشرح التفصيلي للطاليات من مدرسة عتيل تطرق رئيس اللبلدية إلى الدعم الذي قدمته "مفتاح"، لعضوات المجلس، سواء بالتدريب أو بالعلاقة الدائمة والمستمرة وتقديم المشورة لهن، وهو أمر انعكس إيجابا على أدائهن وممارستهن لمهامهن.

هذا الانسجام في أداء المهام بين رئيس البلدية والعضوات الأخريات وعلى رأسهن "أم يوسف"، كان مرده الثقة من قبل الرئيس بقدرتهن وكفاءتهن. وقد خاض معهن الانتخابات في كتلة واحدة نجحت في الانتخابات، ثم جرى تدوير الرئاسة بواقع سنتين لكل رئيس، وبالمناصفة بين الرجال والنساء، أي إعطاء المرأة دورا كاملا في المجلس يوازي دور زميلها الرجل...

يتفق رئيس البلدية مع نائبته "أم يوسف"، بأن عتيل لا تتحكم بها العائلية، أو الفصائلية، ولا تنقسم إلى حارات: حارة فوقا أو حارة تحتا...لهذا فاللقاءات الجماهيرية تعقد دوريا، وهي تفعل دور المواطن، وتنمي روح المواطنة لديه، كما تعزز من دور أعضاء المجلس أنفسهم....

في هذا الإطار يعمل الاثنان رئيس البلدية ونائبته، سواء في اتخاذ القرارات والمشاركة في صنعها جنبا إلى جنب مع باقي الأعضاء والعضوات، أو في تنفيذ المشاريع الحيوية ومتابعتها، وتقديم الخدمات للمواطنين، لتظل عتيل متميزة في أداء مجلسها البلدي، وفي تفوق أبنائها في التعليم خصوصا حيث لا يكاد يمر عام، دون أن يحتل تلامذتها من الذكور والإناث مراتب متقدمة في امتحان الشهادة الثانوية العامة "التوجيهي"...

"أم يوسف" هذه، هي قصة نجاح الفضل فيها لها أولا بفضل تصميمها ومثابرتها وإيمانها بأن المرأة لا تقل في أداء ما يعهد إليه من أدوار للرجل، وهي أيضا قصة نجاح ل"مفتاح" التي واكبتها منذ الأول الذي قررت فيه أن تكون، فكانت، وباتت أكثر حضورا في مجتمعها...

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required