مفتاح
2024 . الثلاثاء 16 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

منذ نحو خمس سنوات وتحديدا في العام 2011، انضمت حنين رمضان، وهي محامية متدربة من مدينة نابلس، وناشطة شبابية، إلى شبكة الشباب الفلسطيني الفاعل سياسياً و مجتمعياً، لتصبح واحدة من أعضائها إلى جانب العشرات من زملائها وزميلاتها الشباب.

بدايات على الطريق

تقول حنين:" كانت هذه بداية علاقتي مع مؤسسة "مفتاح"، ثم تطورت هذه العلاقة لاحقا، فاندمجت في عمل المؤسسة من خلال المؤتمرات والنشاطات التي تنفذها مع مؤسسات أخرى. وخلال أخر مشاركة لي مع "مفتاح"، كنت جزء من مشروع ال shadowing ( الرفيق الظل لشخصية سياسية أو حزبية معينة)، حيث رافقت الدكتور صبري صيدم، نائب رئيس المجلس الثوري و المتحدث السابق للرئيس محمود عباس فيما يختص بشؤون التكنولوجيا و المعلومات، وزير التربية والعليم العالي حاليا".

تجربة فريدة

تؤمن حنين، أن الإنسان مسيَر في حياته. وهذا ما حدث معها من خلال تجربتها في مشروع أمل. عن ذلك تقول:" كان لدي العوامل و المؤهلات لخوض تجربة مشروع أمل، ولكنني لم تكن لي تلك القدرات. ولم يكن لدي الحافز أو الجرأة لخوض تجربة كهذه. لكن تجربتي مع مفتاح كانت عاملا محفزا لكي أصقل شخصيتي وأحدد المسار والقرارات التي أريد أن أختارها .. "قدرت أعرف أكتر أنا وين بدي أكون".

تغيير جوهري في العمل

ولكن ما الذي جعل تجربة حنين تختلف عن سابقاتها؟ تجيب:" الفرق الذي استطعت أن ألاحظه بين "مفتاح" ومؤسسات أخرى هو دور هذه المؤسسة في مساعدة الشباب على استثمار قدراتهم بالمسار الذي يتوافق مع طموحهم وتمكين المتدربين منهم من توصيل المعلومة على غرار المؤسسات التي تستعمل الشباب كأدوات أكثر من استثمار قدرات. "مفتاح" غيرت هذه النظرة لدي حول عمل المؤسسات التي تعمل مع الشباب عندما بدأت أنخرط في العمل معها، واستطعت أن أستغل قدراتي ووقتي في العمل مع مؤسسات تربط ما بين الجانب العملي والنظري، وأن أستثمر وجودي فيها للتأثير على بيئتي وعلى من حولي لكي أستفيد و أفيد من حولي، و"من خلال مشروع أمل استطعت أن أعرف أكثر أنا وين بدي أكون .. تحديد توجهي وصقل شخصيتي".

تضيف:" بالرغم من أنني ناشطة سياسيا في محيطي، إلا أن مفتاح ساعدتني على أن أحدد المجال الذي أريد أن أسلكه. وأحد النشاطات التي شاركت فيها مع "مفتاح"، كانت تحث على فكرة تغيير التشريعات وكيفية الرتقاء بقيمة المواطن، وهو ما أطمح إليه من خلال دعم قضية تعزيز قيم المواطنة في مجتمعي. ومن الممكن القول بأنني حاليا في مرحلة لا أستطيع التأثير بشكل مباشر بقيم المواطنة أو أن أصل لهذا الهدف، إلا أنني على الأقل أقوم بالخطوات التكتيكية حتى أصل لهدفي. وبالإضافة إلى كوني ناشطة سياسيا، فإنني أرى أنني بحكم مهنتي كمحامية أصبح لدي قناعة بأنه بعد مشروع أمل أن وضع المرأة، الفرد و المواطن في المجتمع الفلسطيني لا يتم إلا عن طريق سيادة القانون وسن التشريعات التي تكفل للمواطن الحريات العامة. يمكنني القول بأنني بعد مشروع أمل استطعت أن أحدد مساري واهتماماتي كمحامية وناشطة سياسية من خلال التركيز على هدفي في تحقيق العدالة ما بين جميع أفردا المجتمع من خلال التشريعات.. ".

تتابع حنين:" وكشخص قانوني أصبحت مقتنعة بأن القانون هو الأساس، يجب أن يكون لدينا قانون عادل يكفل لجميع الناس حقوقهم. أستطيع أن أرى نفسي في أماكن صنع القرار في المجال التشريعي و القانوني في فلسطين لأننا بحاجة لهذا التغيير و أرى أنني كمحامية و إنسانة أستطيع أن أوصل الرسالة التي أحملها و التي تتضمن المساواة بين الأفراد و بين الرجل و المرأة و نبذ العنصرية و الطائفية. كما أنني استطعت أن ألمس هذا التغيير في جو العمل، إذ أصبحت أشعر أن لي حق بوجودي في المحكمة و أصبحت أشعر بارتياح في جو المحكمة أو أثناء وجودي في العمل مع أنني في البداية كنت أشعر أن جو المحكمة ذكوري.

حنين وتجربة الظل

كان لحنين تجربة مهمة ومؤثرة على حياتها كناشطة سياسية وشبابية، وأيضا كمحامية، من خلال مرافقة الظل لوزير التربية والتعليم الحالي، د. صبري صيدم. تقول:" على المستوى الشخصي، فقد تعلمت من تجربة الدكتور صبري صيدم الشخصية ومن خلال النظر إلى إنجازاته، أن الإنسان لديه طاقة هائلة ، وأنه من الممكن أن يكون طاقة متجددة، مما جعلني أتساءل: هل من الممكن أن تنتهي البشرية؟. أصبح لدي تساؤلات حول إمكاناتي وما يمكن إنجازه نظراً لأنه إنسان نشيط جداً و جريء واستطعت من خلال مرافقته أن أرى عمله في كثير من الميادين. فهو يعمل في منصب مجتمعي وفي المؤسسات الأهلية ويتطوع للعمل كرئيس مجلس إدارة، وآخر ما تقلده من مناصب وزيرا للتربية والتعليم العالي.. بالفعل بإمكان الإنسان أن يختار إن كان يريد أن يكون طاقة متجددة أو يقتل نفسه وهو على قيد الحياة. تعلمت منه حب الوطن و الانتماء إليه، إذ كان لدي ميول للهجرة للخارج حيث الوضع المجتمعي أفضل. ولكنني ما لبثت أن غيرت نظرتي هذه، " اسمه مشروع أمل و استطعت من خلاله أن أجد بصيص أمل بين كل هذا الدمار" إذ أنني تعلمت من خلال تجربة الظل و من خلال اتخاذي دكتور صبري كمثال أن أرى الجانب المشرق و الجميل في الأوضاع السيئة. ( التفاؤل و النظر إلى النصف المليء من الكأس). على سبيل المثال، استطعت التأثير على أختي الصغيرة من خلال زرع الطموح و الثقة لديها. كما أنني بدأت أدرك التضحيات و الجهود التي قدمتها والدتي في حياتها العملية و الأسرية".

التأثير الأهم

من خلال مشاركتي في مشروع أمل، أصبحت أكثر جرأة، وتميزت في شخصيتي وحضوري. لقد شجعتني مرافقتي للدكتور صبري على أن أكسر الحواجز، وأن أعتبر كل شيء قابلا للتجربة ويمكن إنجازه. كما مدتني هذه التجربة بالطاقة الإيجابية اللازمة لتحقيق النجاح. بالرغم من توفر الدعم و التشجيع اللازم من محيط عائلتي لتكوين قناعاتي الخاصة وتحقيق أهدافي إلا أن الخجل والخوف يبقى عاملا يجب التغلب عليه. لكن إحدى التغييرات الأخرى التي حصلت هي قدرتي على التأثير على تفكير الناس المحيطين بي، إذ أنني أتحدث عن أهمية قيم المواطنة ومكانة المرأة مع زملائي المحامين. أنا أؤمن أن هذا الأمر يشكل تغييرا في تفكيرهم أيضاً، وأصبح زملائي يعرفون بأنني مناصرة للمرأة و الإنسان و أنا أحاول أن أنقل هذه الأفكار لهم".

المعني بالتغيير

سألنا حنين، وقد خاضت هذه التجربة الفريدة: من المعني بالتغيير؟ فكان ردها:" أنا معنية أساسا بالتغيير لأنني أود أن أرى المجتمع الذي أعيش فيه في حالة أفضل، و لأنني أريد أن أرى دعاة التغيير الحقيقي والفعلي على أرض الواقع. كما أنه يمكن القول بأن مؤسسة مفتاح تمهد الطريق لهذا التغيير من خلال توظيفها لكوادر بشرية وإدارية من أجل إحداث الفرق لدى الشباب. استطعت أن أرى في عمل مفتاح التطبيق العملي من خلال المصطلحات التي تتعلق بحقوق المرأة والمساواة و العدالة ( العمل على الجانب العملي وليس النظري فقط). أنا أؤمن بهذه المصطلحات، ولكن لم أرها عمليا في بعض المؤسسات، في حين، رأيت هذا التطبيق من خلال العمل مع مؤسسة مفتاح، حيث انخرطت في التعامل مع أناس يملكون هذا التفكير أو التوجه تجاه هذه المصطلحات ويؤمنون بها، ما شجعني وحفزني على أن أطرح الفكر الذي أحمله لمجتمعي من خلال إيصال المعلومة، نظراً لأنني أعيش في مجتمع يحمل أفكارا وتوجهات متحفظة تجاه المرأة ولا يمنحها حقوقها في كافة المجالات.

بالنسبة لي، فإن هذا التغيير مهم لأنه كان نتيجة تجارب سابقة وكان لدي مواد خام أستثمر بها من قدرات و خبرات، ولكن لم تكن موجهة بالطريقة التي أحتاجها. إوذا لم أعر هذا التغيير الاهتمام اللازم، فلن تكون هناك استمرارية لهذا التغيير والاستمرارية هي الأساس لتحقيقه. أنا أؤمن أنه من خلال استمرارية التغيير سأتوصل لأفكار جديدة وأن أحافظ على التفكير الإيجابي حتى أستطيع أن أبقي على الحافز بداخلي وأن أؤثر فيمن حولي".

تختم حنين حديثها عن تجربتها مع مشروع "أمل"، بدعوة "مفتاح" إلى الاستمرارية في هذا المشروع، وفي برامج مماثلة مع شرائح مختلفة من المجتمع، و أن تطال أكبر عدد من الشباب سواء إناث أو ذكور، بما في ذلك ضم الشباب الذكور للانخراط في مشروع الshadowing، أو ما يرعف بمرافقة الظل.

 
 
الانجليزية...
 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required