مفتاح
2024 . الثلاثاء 16 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

حين قررت خوض تجربة الانتخابات الأولى في العام 2012، لم يكن عمرها قد تجاوز الخامسة والعشرين.. خاضتها بثقة واندفاع رغم أنها لم تكن تمتلك في حينه القاعدة المعلوماتية اللازمة والضرورية حول مهامها كعضو في مجلس محلي لقرية الساوية الواقعة على الطريق الرئيس ما بين نابلس ورام الله.

هبة عرار محامدة البالغة من العمر اليوم تسعة وعشرون عاما ، وبعد تجربة الانتخابات الأولى قررت خوض الانتخابات في دورتها الأخيرة مستفيدة من التجربة الأولى، وقد بنت على نتائجها واستخلاصاتها ما أهّلها لمواصلة ما بدأته، ولكن هذه المرة بدعم وإسناد من أهالي قريتها الذين رأوا فيها نموذجا مبدعا يمكنها أن تعطيهم أكثر وأن تنهض بقريتهم إلى ما يطمحون.

بين التجربتين الأولى والثانية، كانت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" دور كبير في إيصال هبة إلى ما أرادته ووضعته هدفا لها. لم تكن هبة تفوّت تدريبا أو ورشة عمل تنفذها "مفتاح" إلا وتشارك فيها. وكما تقول:" بفضل مفتاح" ومساندتها وصلت إلى ما كنت أتمناه.. ضاعف من ذلك ثقتي بنفسي وإيماني بأن المرأة لا يمكن أن تقل عطاء عن الرجل".

أنهت هبة دراستها الجامعية في تخصص العلوم المصرفية والمالية، وهي كما تعرّف نفسها "ناشطة نسوية وشبابية.. محبة للعمل التطوعي، وعضو لدورة ثانية في مجلس قروي الساوية". بعد أن فازت في قائمة توافقية وكان ترتيبها الرابع في القائمة، تشاركها عضوية المجلس ناشطة أخرى، إلى جانب سبعة من الأعضاء الذكور.

أسست هبة مجلسا شبابيا في قريتها نهاية العام 2016 من مجموعة من المتطوعين الشباب من كلا الجنسين من أبناء القرية ممن تتراوح أعمارهم ما بين 22 عاما إلى 29 عاما، وكان ذلك استخلاصا مهما من تجربتها في عضوية المجلس وقناعتها بأن من ينهض بالقرية هم أبناؤها فقط خاصة الشباب ذكورا وإناثا، ومنذ انطلاق هذا المجلس تبدلت أحوال القرية ولا تزال، من خلال ما نفذ من أعمال تطوع شملت تحسين مظاهر البيئة، وتنظيف الشوارع وزراعة الأشجار، والقيام بجولات على المدارس.

تقول هبة:" كان كل ذلك بدعم من خلال مؤسسة "مفتاح" ودعمها لمبادرات مناصري قضايا النوع الاجتماعي، والتي من خلالها حولنا معظم شوارع القرية إلى جدارية جميلة، ولم ننس واجباتنا الاجتماعية اتجاه أبناء قريتنا، حيث كان شهر رمضان الفضيل مناسبة لنا كي نتواصل معهم من خلال توزيع سلال غذائية، وإقامة إفطار جماعي للأطفال الأيتام".

تجربتان: تحدٍ ونجاح

لا تزال هبة تتذكر دافعها لخوض الانتخابات لأول مرة في العام 2012، رغم عدم امتلاكها الخلفية الكاملة عن طبيعة عمل المجالس المحلية، أو مهامها كعضو في مجلس الساوية إلى جانب مجموعة من الأعضاء الذكور الذين لم يتعودوا وجود نساء إلى جانبهم. تقول هبة:" كما كان عليه الحال في الانتخابات الأخيرة، كانت مشاركتي في الدورة السابقة من الانتخابات من خلال قائمة تم التوافق عليها. كنت قد أنهيت دراستي الجامعية. لم يكن لدي أية خلفية عن طبيعة عملي في المجلس، كما تعرضت في البداية لهجوم من بعض الأفراد لمشاركتي كامرأة في الانتخابات، وسمعت أقوالا من قبيل" أنت زيادة عدد".. " حضرتي أو ما حضرتي كله واحد ما بتفرق".. شعرت أنني أمام تحدٍ كبير، وأن أكون أو لا أكون، فقررت مواجهة هذا التحدي لكي أكون وأثبت خطأ الآخرين وبأنهم ليسوا على صواب. كان الداعم الأساسي لي في هذه المعركة والدي الذي أرادني أن أثبت قدرتي على العطاء رغم كل ما يقال.. ولهذا لم أكن أفوّت أي دورة تنظمها "مفتاح"، ولهذه المؤسسة الفضل الكبير في أن أواصل طريقي، وأن أنهي تجربة أولى في خوض الانتخابات، لأخوض غمار تجربة ثانية في العام الحالي 2017، وهذه المرة كنت مدعومة ومدفوعة بدعم كبير من أهالي قريتي تطالبني بالترشح وخوض التجربة مرة ثانية، وفعلت ذلك، وفي هذه المرة كان لمؤسسة "مفتاح" إسهام ودعم كبيرين، حيث كانت من أوائل المؤسسات التي نمّت ثقافتي ومعرفتي وأثرت معلوماتي في كل ما يتعلق بعمل البلديات، ما ترك أثرا كبيرا ونجاحا في الدورة الثانية من الانتخابات لأعود إلى المجلس هذه المرة تسندني أمور ثلاثة: أولاها ثقتي بنفسي وبأنني جديرة بموقعي.. دعم والدي ومجتمعي في الساوية، ثم دعم "مفتاح".

كانت هذه التجربة قصة نجاح.. في البداية كانت "صعبة وجميلة" كما تقول هبة، واليوم هي تتسلح بمعلومات كافية وبدافعية أكبر لمزيد من النجاحات على صعيد التفاعل مع مجتمع القرية وإحداث التغيير والتأثير المطلوبين من خلال مشاركة أوسع لفئة الشباب من كلا الجنسين للنهوض بقريتهم.

تقول هبة:" .. في هذا السياق استحدثنا لجنة جديدة هي لجنة التطوير والإنماء، وهدفها الارتقاء بجميع القطاعات وعلى رأسها الشباب، والاهتمام بالبنية التحتية خاصة الطرقات والشوارع المهملة، والاهتمام بتطوير التعليم ليكون مغايرا لما هو سائد الآن".

كيف ترى هبة المستقبل..؟

المستقبل بالنسبة لهبة هو في تحديد الاحتياجات وبلوغها. وأهم هذه الاحتياجات كما تقول:" أن لا يكون الدعم الخارجي من قبل المؤسسات العاملة في مجال دعم المرأة والشباب مجرد مشاريع تنفذ لمرحلة ما ثم يتوقف كل شيْ. نريد ديمومة هذا الدعم واستمرار الاتصال والتواصل. وأرى أن تأثيري في المجلس يمكن أن يحقق ذلك من خلال استجلاب مشاريع تنموية وتطويرية يرى المواطن ويتلمس تأثيرها عليه".

من بين ما تطلبه هبة أيضا، هو أن تترجم التدريبات وورشات العمل إلى واقع على الأرض، ليبدو أثره وتأثيره واضحا للناس وللمستهدفين منها. كما ترى أهمية لتبادل الخبرات والتجارب ما بين عضوات المجالس المحلية في مختلف المحافظات ليطلعن على تجربة كل محافظة، ويستخلصن العبر منها.

تطمح هبة أيضا للتغلب على تحدٍ آخر، يتعلق هذه المرة بدعم الحكم المحلي للنساء. وهي تعتقد أن دوره ليس داعما بالمستوى المطلوب. مع ذلك لن تتوقف عن تحقيق ما تصبو إليه من مشاريع أنجز بعضها، ومن تنفيذ المبادرة التي دعمتها "مفتاح" وتم تنفيذها من خلال مناصري قضايا النوع الاجتماعي، حيث قام المجلس القروي بوضع حاويات للقمامة وسط القرية، وفي المرافق العامة، بينما ينتظر المجلس الحصول على موافقة الارتباط العسكري لوضع مظلتين للركاب على الشارع الرئيس نابلس - رام الله المتاخم للقرية، علما أن الوقوف على رصيف هذا الشارع دون هذه المظلات يعرض مواطني القرية لأخطار من أبرزها اعتداءات المستوطنين في المنطقة عليهم.

في المحصلة، كما تقول هبة:" بالنسبة لي التجربة مستمرة ومتواصلة.. تجاوزت تحديات كثيرة.. وما بقي من تحديات سنتغلب عليها. اليوم الآن أحظى بدعم عائلتي وأبناء قريتي جميعا.. نجحت بدعم من "مفتاح" في التغيير وإحداث الأثر والتأثير المطلوب في نظرة المجتمع للمرأة ودورها، وإلا ما كنت أحظى بدعمه في الدورة الثانية من الانتخابات. اليوم أشعر بسعادة أكبر خاصة أنني بت أمتلك المعلومة كاملة في كل ما يتعلق بدوري ومهامي سواء في المجلس أو اتجاه أبناء قريتي".

 
 
الانجليزية...
 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required