مفتاح
2024 . الخميس 18 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

رام الله – 11/12/2018 - بحضور ذوي الاختصاص من القيادات النسوية والمجتمعية والنخب السياسية الفلسطينية، عقدت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" ولجنة "وفاق" للجان المصالحة الوطنية أمس الاثنين الموافق 10/12 2018 – في فندق جراند بارك برام الله جلسة حوار موسّعة حول ملفات المصالحة الوطنية، تم خلالها عرض أوراق حقائق عكست مواطن اقصاء واستبعاد النساء من ملفات المصالحة الثلاث:؛ الحريات، المصالحة المجتمعية، وملف منظمة التحرير الفلسطينية، في إطار سعي "مفتاح" لوضع أجندة المرأة السلام والأمن ضمن الحوارات المتعلقة بملفات المصالحة الوطنية، حيث عملت "مفتاح “على دعم لجنة (وفاق) النسوية في بلورة أوراق حقائق تناولت الملفات الثلاث، واستندت فيها إلى بيانات موثّقة تناولتها تقارير "مفتاح" والمؤسسات الحقوقية التي وثقت انتهاكات لحقوق الانسان، وبالتركيز على تلك الواقعة على المرأة الفلسطينية خلال فترة الانقسام السياسي، ومن خلال اللقاءات المعمقّة مع المجتمع المحلي في الضفة الغربية (بما فيها القدس) وقطاع غزة ، حيث سلطت الضوء على رؤيتهم/ن للواقع الفلسطيني خلال فترة الانقسام الفلسطيني. واعتبرت الجلسة منصة لمشاركة العديد من المعلومات والبيانات المتعلقة بتطورات العمل داخل اللجان الثلاث واطلاع الحضور على العقبات والتحديات التي تواجه عمل اللجان المختصة بمتابعة ملفات المصالحة الوطنية، والتي تقف عائقا أمام تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام والتي في مجملها عكست غياب الشارع الفلسطيني عنها.

تضمنت الجلسة كلمة ابتسام حصري المدير التنفيذي لمؤسسة "مفتاح" التي رحبت فيها بالحضور، مشيرة إلى أن الهدف من عقد الجلسة هو فتح باب حوار موسع يضم الأطراف المختلفة والممثلة للمجتمع الفلسطيني على المستويين السياسي والمجتمعي، وأن طرح أوراق الحقائق الثلاث هدفه الخروج بورقة موقف تتضمن توصيات للتنفيذ على مستوى صانع القرار، وعلى المستوى الشعبي، للخروج برؤى الحركة النسوية فيما يتعلق بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، حيث تعتبر هذه الأوراق مكملة لتقارير مفصلة كانت أصدرتها "مفتاح" تناولت في مجملها توثيقاً لانتهاكات حقوق النساء والفتيات الفلسطينيات خلال فترة الانقسام، وجاء أحد التقارير بشكل مركز حول الانتهاكات على المستوى الاجتماعي والأمني بالنسبة للمرأة الفلسطينية في قطاع غزة أثناء الانقسام".

أوراق الحقائق الثلاث

وفيما يتعلق بالملف الأول، وهو ملف الحريات عرضت ميسر عطياني عضو لجنة "وفاق" ورقة عمل بعنوان:" نحو رؤية سياساتية لحماية وتعزيز الحريات العامة في ظل الانقسام الفلسطيني"، تطرقت فيها إلى ما أظهرته التقارير الحقوقية على مدار عمر الانقسام منذ العام 2007 من تدهور في منظومة الحقوق والحريات العامة بفعل الوضع الداخلي الذي أحدثه الانقسام.

ودعت ورقة العمل هذه إلى طرح إطار سياساتي للتدخلات التي ينبغي من خلالها الحد من الانتهاكات الواقعة على الحريات والحقوق العامة لما يرتبط ذلك بمفهوم أمن الإنسان وكرامته. وفي هذا السياق تم التأكيد على مجموعة من البدائل التي تنهي آثار الانقسام وانتهاكاته لحقوق وحريات المواطنين بشكل عام والنساء بشكل خاص أولاها: تبني مجموعة إجراءات عاجلة تحترم الحقوق والحريات العام للمواطنين، واحترام القانون الفلسطيني الأساسي المعدل، ، ومعالجة الخلل القائم في اللوائح التنفيذية والتناقض الصارخ ما بين القوانين المكتوبة والإجراءات المطبقة على المواطنين، وتعزيز الرقابة الذاتية والوطنية والمؤسساتية من قبل مؤسسات المجتمع المدني على القوانين والتشريعات الفلسطينية ومراقبة إصدارها، وتشكيل جبهة عمل وطنية للحد من تغول السلطات في قمع الحريات، ومواءمة اللوائح والقرارات التنفيذية الخاصة بعمل السلطة التنفيذية بما يتلاءم مع المبادئ الواردة ضمن الشرعية الدولية. وفصل القضايا الإنسانية والحقوقية عن العمل السياسي. والدعوة إلى تبني خطة وطنية – مؤسساتية للحد من التعدي على الحقوق والحريات العامة، من خلال تدخلات تشمل الحماية والتوجيه، إضافة إلى تدخلات وقائية تستهدف منظومة القوانين والتشريعات المرتبطة بحقوق النساء بوجه خاص، وإشراك القاعدة الشعبية في الدفاع عن الحقوق والحريات العامة للحد من الانتهاكات القائمة على الحقوق والحريات من خلال مجموعة من الخطوات أبرزها: تغيير استراتيجيات العمل في قضايا التوعية والضغط والمناصرة، وتعزيز ثقافة الحوار والتناظر الشعبي من خلال إشراك النساء والشباب في عرض قضاياهم ومناقشتها، إضافة إلى تعزيز آليات الحماية المجتمعية والاستعانة بتجربة اللجان الشعبية>

بدورها، استعرضت رانه دعنا ، عضو لجنة "وفاق"، ورقة حقائق حول "أثر الانقسام على المصالحة الوطنية والمجتمعية"، تطرقت من خلالها إلى تداعيات الصراع الدامي بين فتح وحماس والتي مست بجوهر القضية الفلسطينية ومشروعها الوطني التحرري، وتأثيرها على تركيبته وبنيته الاجتماعية، وعلى النسيج المجتمعي، وما تخلل ذلك من مبادرات ولقاءات لإنهاء الانقسام لم تسفر عن أية نتائج.

وفي تطرقها إلى البنية التشريعية والتنفيذية والقضائية أشارت الورقة إلى أن الانقسام ساهم في بلورة سياقين سياسيين لقيادة مؤسسات السلطة الفلسطينية، أحدهما في الضفة الغربية والآخر في قطاع غزة برؤى اجتماعية واقتصادية وثقافية وتشريعية مختلفة عن الأخرى، إضافة سياقين قضائيين وتشريعيين مختلفين بين الضفة وغزة.

في حين كان لهذا الانقسام تأثيرات اقتصادية واجتماعية، تجلت بتفشي البطالة في صفوف الشباب، وارتفاع معدلات الفقر، إضافة إلى تأثيراته على الصحة والتعليم والثقافة، ما ترك تأثيرات سيئة على واقع الحريات وانتشار العنف، وارتفاع في مستوى الجريمة والمشكلات الاجتماعية بين العائلات خاصة في السنتين الأخيرتين ألقت بظلالها على النساء اللواتي بتن أكثر انكشافا ومعاناة للسياق الاقتصادي والسياسي المعاش.

وحددت ورقة الحقائق مجموعة من الرؤى العملية من خلال عدة مسارات أبرزها: تبني خطاب نسوي تنوعي ونوعي يحاكي فئات المجتمع المختلفة، والدعوة إلى منظور جندري قائم على إدماج النوع الاجتماعي في السياسات، والانتقال من ردة الفعل الإشكالية إلى الفعل الممارس على الأرض، وعقد تحالفات تضمن مصالح ورؤية الفئات المهمشة والمقصيّة من الحقلين السياسي والاقتصادي، والاستثمار بالمساحات والمنابر المختلفة المتاحة على مستويات قاعدية للتحشيد الجماهيري الفاعل، والشروع بالمساءلة والمحاسبة.

أما الملف الثالث من جلسة الحوار الموسّعة، فكان حول منظمة التحرير الفلسطينية، عرضت خلاله رتيبة النتشة، عضو لجنة "وفاق" ورقة حقائق حول المنظمة بعنوان "إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية كضرورة وطنية"، اشتملت على ما تواجهه منظمة التحرير من إشكاليات وتحديات من حيث تراجع فعاليتها وتمثيلها وانكماش صلاحياتها لصالح السلطة الفلسطينية بعد انتقال مركز القيادة الفلسطينية إلى داخل الوطن المحتل، في وقت لم يرافق هذا التغيير الجغرافي والسياسي تغيرات تتناسب والمرحلة الجديدة في منظمة التحرير، ما استوجب المطالبة في إعادة بناء وهيكلة منظمة التحرير الفلسطينية كأساس يحاكي الكل الفلسطيني، ووفق برنامج سياسي جامع يعيد لها هيبتها وزخمها.

وأشارت ورقة الحقائق هذه إلى قصور واضح في تمثيل النساء عبر سنوات عمل منظمة التحرير، وهو ما أظهره تمثيل المرأة في دورة المجلس الوطني في العام 1996 التي عقدت في غزة والتي لم تتجاوز أل 7.5% بواقع 56 امرأة من أصل 730 عضوا، في حين بلغت النسبة 10% في دورة العام 2018.

وحددت ورقة الحقائق هذه عدة قضايا تؤسس لتأطير سياساتي بمنظور جندري، أهمها: إشكالية التمثيل الفلسطيني أهمها التمثيل السياسي والحقوقي، وإشكالية مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني، وإشكالية عمل وتداخل العمل المؤسساتي الفلسطيني، وإشكالية صنع القرار وآليات اتخاذه، وإشكالية الرؤية والمسار والمرجعية، إضافة إلى إشكالية مسار العمل بمفهوم المصالحة في سياق منظمة التحرير الفلسطينية.

وعرضت لجنة "وفاق" خلال الجلسة مجموعة من البدائل تحت عنوان" سياسات وطنية فاعلة لإصلاح منظمة التحرير وتمثيل الكل الفلسطيني من أبرزها: عقد انتخابات دورية من القاعدة حتى اللجنة التنفيذية، إعداد برنامج لإصلاح وتفعيل المنظمة، كجامع للفلسطينيين في الداخل والشتات. علما

مداخلات

واشتملت الجلسة على العديد من المداخلات من أبرزها مداخلات لكل من د. خليل عساف، عضو لجنة الحريات الذي عقًب على ما ورد في الجلسة الأولى المتعلقة بملف الحريات بالإشارة إلى محاولات اللجنة المستمرة لعقد اجتماعات لها لمناقشة القضايا المتعلقة بالحريات العامة، علماً بأن اجتماعات هذه اللجنة في الضفة الغربية كانت تتم بمعزل عن اجتماعات اللجنة في قطاع غزة، ودون أن يتم التطرق إلى القضايا المتعلقة بالانتهاكات ووعد بضم إحدى مؤسسات المجتمع إلى عضوية لجنة الحريات هذه.

أما المداخلة الثانية فكانت للسيد هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، حيث عقب على ما جاء في ملف المصالحة المجتمعية، بالإشارة إلى مواقف حماس قبل الانقسام حيث كانت تطرح نفسها نداً وبديلا لمنظمة التحرير، كما انتقد اتفاق أوسلو الذي اعترف بحق إسرائيل في الوجود وهو أمر يختلف تماما عن الاعتراف بها كدولة، كونه يضرب الرواية التاريخية الفلسطينية.

وحذر المصري من تداعيات الانقسام واستمراره على الوحدة الوطنية داعيا إلى الحفاظ عليها، وعلى التمسك بحقوق شعبنا في تقرير مصيره، وحق العودة للاجئين باعتبارها تمثل جوهر القضية الفلسطينية، مؤكدا أن مواجهة الانقسام وتداعياته يستوجب التأكيد على العقد الاجتماعي في الميثاق الوطني الفلسطيني، والاتفاق على الأسس والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها وآلية الوصول إليها، مشددا على دور المرأة والمجتمع المدني ، وعلى أهمية الانتخابات وهي قضايا يجب أن يشارك الجميع في الضغط لتحقيقها، وصولا إلى قيام دولة فلسطينية ديمقراطية، تضمن التعددية السياسية بوجود معارضة حقيقية.

في حين دعا د. صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مداخلته والتي عقب عليها على مرقة اصلاح منظمة التحرير إلى التفريق بين مشروعين قائمين الآن في الساحة الفلسطينية. مشروع وطني تقوده منظمة التحرير الفلسطينية يلتزم بالشرعية الدولية وحقوق الإنسان، ومشروع حزبي ديني يعتقد بأن غزة هي مدخل لولاية وخلافة إسلامية، منوها إلى أن حماس بدأت انقسامها على منظمة التحرير حين رفضت في العام 1988 الانضمام إلى القيادة الوطنية الموحدة وعملت منفردة خارج إطار هذه القيادة. مؤكدا رفضه لتعددية السلطات مع تأييده للتعددية السياسية.

ودعا عريقات الحضور إلى الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني وعلى م. ت. ف باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، مؤكدا دعمه لتمثيل عادل للمرأة في دوائر منظمة التحرير بما لا يقل عن 30%، وهو ما تم التصويت عليه في جلسة المجلس المركزي الأخيرة. وقال :" تحديد العلاقة مع إسرائيل يتطلب أمرين: الأول: استقلالية دوائر منظمة التحرير، وإنهاء الانقسام".

توصيات

فيما أكدت مداخلات المشاركين والمشاركات من القيادات النسوية على دور الأحزاب الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني في مواجهة الاستبعاد والاقصاء الجندري والطبقي والذي يلقي بظلاله على المجتمع الفلسطيني والنظام السياسي الفلسطيني متمثلاً بحالة من الاستقطاب والتشرذم للمجتمع الفلسطيني، وضرورة اتخاذ خطوات جدية مشتركة للوقوف في وجه الانقسام والحفاظ على المشروع الوطني.

كما دعت التوصيات إلى الاتفاق على مشروع وطني جامع، وإعادة النظر في إجراءات فرض العقوبات على قطاع غزة، واحترام الحقوق والحريات العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنح الخطاب النسوي وسائل الضغط المناسبة على طرفي الانقسام، ومطالبة منظمة التحرير في القيام بدورها في موضوعي المساءلة والمحاسبة، وتفعيل دور الفصائل والأحزاب المختلفة على هذا الصعيد، والدعوة إلى مراجعة سياسية موحدة تقوم على الشراكة السياسية الحقيقية، وتعديل آلية العمل الوطني لتقوم على أساس الحوار.

تجدر الإشارة إلى أن (وفاق) هي مبادرة نسوية وطنية تسعى لوضع أجندة المرأة على طاولة الحوار الوطني كاولوية وتعزيز الوعي الجماهيري الواسع من أجل المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام السياسي، وتضم العديد من الكوادر النسوية على مستوى الضفة والقطاع، والتي تنسجم برؤيتها مع اجندة النساء الفلسطينيات للأمن والسلام، وقامت (مفتاح) بتشكيلها منذ 2016 ضمن تدخلاتها التي تسعى من خلالها إلى تعزيز مشاركة النساء في السلام والأمن وبتمويل من أوكسفام OXFAM .

 
 
الانجليزية...
 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required