مفتاح
2024 . الجمعة 19 ، نيسان
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

اذا أردنا أن نخمن ما الذي قاله رئيس الحكومة اولمرت أمس لوزيرة الخارجية رايس التي جاءت لتناول الطعام على مائدته في بيت رئيس الحكومة في القدس، فان الامر جرى على هذا النحو بالتقريب: "لنفترض أنني أعلن بموافقتي على تقسيم القدس وجعل الجزء الشرقي من المدينة عاصمة الدولة الفلسطينية، هل تتخيلين ماذا سيحدث هنا؟ ولنفترض أنني أُسلم المنطقة لتكون من مسؤولية اجهزة فتح الأمنية، هل يخطر في بالك ماذا سيحدث هناك بعد دقيقة من مغادرتنا؟".

إن ما يحدث في هذه الساعات حقا هو محاولة اسرائيلية لانزال كوندوليزا رايس والشريك الفلسطيني أبو مازن عن الشجرة العالية التي يقومان عليها في الاشهر الاخيرة. يحاول اولمرت الآن قبل دقيقة من سقوطه في شرك عسل المحادثات الحميمة مع أبو مازن، أن يهرب مع دعاوى كثيرة ومتنوعة.

أصبحت نائبته وزيرة الخارجية تسيبي لفني قد اومأت أمس الى الاتجاه: "يجب علينا أن ننسق التوقعات بين قدرة الجانب الفلسطيني وبين استعداد الجانب الاسرائيلي ليعلن الآن نواياه".

بعبارة اخرى، قال اولمرت لرايس انه اذا مضى بعيدا جدا نحو أبو مازن في القضايا الجوهرية فقد يفقد كرسيه، وسيكون مصيره كمصير اهود براك الذي مضى الى كامب ديفيد، وعاد بلا اتفاق، وفقد رئاسة الحكومة لاريئيل شارون. يبدو أن اولمرت قال لرايس إن "الشريك الفلسطيني لا يملك في الأصل أدوات السيطرة على الضفة، وسيبقى الجيش الاسرائيلي هناك في المستقبل القريب لكي يضمن أمن الاسرائيليين في الخط الاخضر".

لرايس من جهتها برنامج عمل خاص. وجهت المراسلين في هبوطها في شمال بريطانيا، الذين يصاحبونها، وأرسلت برسالة شديدة الى اولمرت: إن من يعتقد أن اللقاء في واشنطن يرمي الى فرصة التقاط صور اخرى مع الرئيس بوش مخطيء"، قالت. أضافت رايس أن اللقاء سيعقد اذا توصل اولمرت وأبو مازن فقط الى اتفاق في القضايا الحرجة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني: بعبارة اخرى اذا ما صاغا فقط "اعلان مبادىء" في القضايا الجوهرية التي تتصل بحدود الدولة الفلسطينية، وتقسيم القدس بين الدولتين، وحل مشكلة اللاجئين ومخطط يعالج المشكلات الأمنية بين الطرفين.

تبينت رايس، بتأخر أكثر من ست سنينن، أن فترة ولايتها تنفد، وانها ستبقى فقط مع كوارث السياسة الخارجية الامريكية التي كانت شريكة كبيرة في صياغتها. العراق مثلا. يتحدثون في واشنطن عن محاولاتها انشاء "تركة" تتركها وراءها بعد انقضاء ولايتها. ستصغي اليوم الى مطالب أبو مازن في رام الله وستلتقي اولمرت مرة اخرى بعد ذلك. ستعود وزيرة الخارجية الى هنا مرة واحدة على الأقل لتفحص هل يمكن ارسال الدعوات الى اللقاء في واشنطن.

يفترضون في المحيط القريب من اولمرت أن ما يحدث الآن في المحادثات مرحلة فقط من "إنزال أيدٍ من اجل تحسين الصياغات التي ستظهر في الاعلان المشترك". وهم مقتنعون بأن الدعوات الى واشنطن ستأتي في موعدها. إن الوجهة التي يسعى اولمرت اليها تعبير عن استعداد للاعلان بأنه بعد اللقاء في واشنطن فورا سيبدأ التفاوض في التسوية الدائمة بين الجانبين.

مع ذلك قال مسؤول كبير في الجهاز السياسي الاسرائيلي، شارك في مفاوضة الفلسطينيين في فترة براك، قال امس انه أصبح يُعد مكانا على الرف لوثيقة واشنطن، لتوجد هناك الى جانب الوثائق التي كُتبت لفترة الرئيس كلينتون. يقول المسؤول الكبير إن الرؤيا المتصلة بدولتين تعيشان واحدة الى جانب الاخرى بسلام، ستنتقل من جورج بوش الى الرئيس الامريكي القادم الذي سينتخب في نهاية السنة القادمة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required