الكرامة المبعثرة ...على الأرض المسلوبة
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2013/2/27

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14606

إن الاعتداء العنصري الذي أقدمت عليه أمس يهوديات متطرفات من مدرسة دينية قمن بمهاجمة فتاة مقدسية خلال تواجدها في محطة القطار في حي "كريات موشيه" بالقدس، هو واحد في سلسلة من الممارسات العنصرية المتكررة بحق العرب والفلسطينيين، والتي دخلت في سياق ممنهج وسياسة إسرائيلية واضحة.

وقال شهود عيان إن واحدة من مجموعة المتطرفات بادرت بتوجيه ضربة بقبضة يدها إلى الفتاة الفلسطينية بلا سبب، وبدأت المشاجرة بينهما لتنضم باقي المجموعة إلى الأولى ويعتدين جميعا على الفتاة، وحاولن خلع الحجاب الذي ترتديه لكنها قاومت، قبل أن ينجحن في انتزاعه، وساعدها رجل مسن كان في المكان في حين وقف أفراد من شرطة الاحتلال دون تدخل.

إن هذا المشهد يعبر على الحقد الدفين الذي يحمله هؤلاء اليهود المتدينون المتعصبون للعرب، بل ينشئون عليه حيث يتم تعلميهم وتربيتهم بأن العربي ناقص الإنسانية، ويجب أن يعامل كما تعامل الأشياء.

وقد أصبح هذا التصرف، ثقافة سائدة بين الأوساط اليهودية المتعصبة، ليتحول إلى ممارسة يومية بحق الفلسطينيين في كل أماكن التماس بالمستوطنين والإسرائيليين عامة في مختلف مناطق الضفة الغربية، لكن القليل منها يتم تسجيلة وتوثيقه، وليس جديدا أيضا أن تشترك قوى الأمن الإسرائيلية في جرائم المتطرفين اليهود بصمتها وتفرجها، وكأنه مشهد عادي بل وفي معظم الأوقات تقدم الدعم والحماية لهؤلاء، في دلالة واضحة على تبني الحكومة الإسرائيلية هذا المنهج المتطرف، الذي يتعامل مع الفلسطينيين العرب بدونية ويمارس سلطته عليهم بحقد وتمييز عنصري واضح ومتداخل في سياستها العامة.

وفي الوقت الذي يشتعل فيه الفلسطينيون في الضفة الغربية وفي كل مكان غضبا وحزنا على استشهاد الأسير عرفات جرادات الأحد الماضي، حيث اشتبك الشبان خلال الأيام الماضية في مواجهات مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز ونقاط التماس وإضافة إلى كل القهر والذل الذي يمارس بحق الفلسطينيين في كل مكان، خاصة بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية، يمارس المستوطنون تطرفهم وعدوانهم بدورهم، بمعنى "فوق حقه دقه"!!

والسؤال الذي يطرح نفسه دائما ً، ماذا لو حدث هذا السيناريو بالاتجاه المعاكس، أي ماذا كان سيحدث لو أن امرأة يهودية اعتدي عليها من قبل فتيات فلسطينيات؟؟ الإجابة ستكون كالآتي: لقامت الدنيا ولم تقعد، ولوصفنا بأبشع الأوصاف الإرهابية، واتهمنا بالهمجية والبربرية ومعادة السامية، ولجرجر الفاعلون على وجوههم، ورُميوا في غياهب السجون.

إن الحاجة ملحة الآن لتوثيق هذه الانتهاكات اللا إنسانية، وفضح الممارسات الإسرائيلية العنصرية تجاه كل ما هو فلسطيني وعربي، وتدويل صورة هذا الاعتداء إعلامياً، ورفع شكوى للمؤسسات الحقوقية والإنسانية والنسوية، وقد دعت عضو الكنيست حنين زعبي الفتاة للتوجه إليها كي تتقدم بالطلبات اللازمة والتفاصيل الضرورية لتقديم الفاعلين للمحاكمة، حيث توجهت زعبي مساء أمس، إلى مدير عام وزارة الأمن الداخلي ورئيس بلدية الاحتلال في القدس برسالة للمطالبة بإلقاء القبض على الشلة المعتدية.

وطالبت زعبي في رسالتها وبالضرورة القصوى بأن يتم اعتقال المشتبهين فورا وتقديمهم للمحاكمة، وتقديم ضابط البلدية الذي تواجد في المكان إلى المحاكمة أيضا كونه لم يحرك ساكنا ووقف بعيدا رغم الحادث الأليم.-كما أفادت المصادر-.

سيدتي المجهولة..ماذا عسانا أن نقول لك لمواساتك؟؟ بعد أن تم الاعتداء عليك لأنك عربية على أرضك العربية..في زمن حكمها فيه أهل التطرف والعنصرية...فكرامتك صُودرت كما الأرض المسلوبة..سيدتي تحية إكرام لك ولمن انتشلك من بين براثن الذئاب.

http://www.miftah.org