جولة اوباما بين التشاؤم والأقل تشاؤماً
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2013/3/20

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14670

أشارت صحيفة القدس إلى أن 77% من الفلسطينيين صرحوا أن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة لن تساعد في دفع عملية السلام، حسب أحدث استطلاع للرأي أجرته شركة الشرق الأدنى للاستشارات، يأتي هذا الاستطلاع في الوقت الذي يبدأ فيه الرئيس أوباما جولته اليوم للمنطقة (إسرائيل)، وغدا ًإلى فلسطين حيث سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في مقره في المقاطعة.

إن هذا الاستطلاع يترجم بل ويؤكد حالة الإحباط الشعبي واللامبالاة تجاه هذه الزيارة، التي لن تحمل معها أي جديد للفلسطينيين سواء على صعيد العلاقات الفلسطينية الأمريكية أو على صعيد العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، بل أن المؤشرات التي ترافقت مع هذه الزيارة تدلل على النوايا الأمريكية تجاه الفلسطينيين وقضاياهم ليس على مستوى المطالب بالحقوق الفلسطينية العادلة فحسب، بل على صعيد مقدار الاحترام التي تظهره الإدارة الأمريكية ممثلة برئيسها للفلسطينيين قيادة وشعب، إذ أوضحت المصادر رفض أوباما لزيارة قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة في رام الله، فأياً أي كان موقف أوباما من عرفات، إلا أنه كان رمزا ًللقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وعلى أوباما أن يحترم ذلك.

وهنا نقول أن "المكتوب واضح من عنوانه"، بمعنى أن هذه الزيارة واضحة من برنامجها، الذي تضمن وللأسف زيارة الرئيس أوباما للقبة الحديدية، ولقبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين، بما يظهر تميزا ً غير مبرراً ومحاباة واضحة وضوح الشمس، فكيف للإدارة الأمريكية إذاً، وهي التي لا تظهر الحد الأدنى من الاحترام للشعب الفلسطيني ورموزه القيادية، وهي التي رفضت الاستحقاق الفلسطيني بوجود دولة فلسطينية للفلسطينيين، أن تنتصر للقضايا الفلسطينية العادلة، كمواجهة الاستيطان المتغول في أراضي الضفة الغربية وخاصة القدس، والأسرى خاصة المضربين عن الطعام، في الوقت الذي يرفض فيه الرئيس الأمريكي حتى الالتقاء بأبناء الأسرى كما أوضحت المصادر؟

حتى إن أردنا أن نكون أقل تشاؤما بهذه الزيارة، فإذا ما كان أوباما يحمل معه بالفعل أي اقتراحات سواء على مستوى العملية السلمية أو المفاوضات، فهي ستصب مباشرة في مصلحة الإسرائيليين وحدهم، ما دامت لن تتعرض لأي من الملفات الفلسطينية المصيرية، و تصريحاته التي ألقاها اليوم لدى وصوله إلى تل أبيب تؤكد ذلك إذ قال إن "أمريكا تفخر بوقفها معكم كأقوى حليف".

ليس ثمة جديد يحمله إلينا أوباما، باستثناء رغبته في الاستكشاف والاستماع لوجهات النظر كما صرح، فما حاجتنا إذن لأوباما وزيارته، التي تأتي في إطار ترفيهي سياحي لا يريد أن يسمع فيها هموم وأوجاع الفلسطينيين، حتى لا يتعكر صفوه ولا يتكدر مزاجه؟؟؟ فأي برود ذا تجاه ما نعانيه من تدهور خطير في أوضاعنا المعيشية جراء الممارسات الإسرائيلية العدوانية الخطيرة والمستمرة.

المفارقة أن أوباما هو ذات الشخص الذي تشدق قبل سنوات في خطابه الذي ألقاء في القاهرة، بالحريات والعدالة والمساواة، لكنه الآن يغمض عينيه السوداويين عن ما يعانيه الشعب الفلسطيني من امتهان وذل وقهر يومي، فكيف لشخص مثله يدرك معنى التمييز العنصري، أن يتجاهل سياسة التمييز العنصري، والتطهير العرقي التي تنتهجها دولة الاحتلال الإسرائيلي!

إن ما تقدم يؤكد تماماً ما حملته لنا الأيام الماضية من تشاؤم حول هذه الزيارة، فكل التصريحات السابقة والحالية لن تقدم أي مفيد للشعب الفلسطيني، ولم تنحاز لقضاياها العادلة، بل حتى لن تقف معه على الحياد ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتجاوزاتها المستمرة، وكما توقع الكثيرون فهي لن تكون قادرة على زعزعة الموقف الإسرائيلي المتعنت حيال الاستيطان، فقد باءت المحاولات الأمريكية السابقة حيال هذا الموضوع بالفشل، فكيف سيكون الحال مع التشكيل الحكومي الإسرائيلي الجديد الذي جدد ولاءه لموضوع الاستيطان!!

http://www.miftah.org