'أحفاد يونس'.. حكاية أخرى...
بقلم: محمد عبد ربه لمفتاح
2013/3/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14680

فوق تلة تقابل مستوطنة "معاليه أدوميم" حي فلسطيني أقامه قبل أيام مئات من النشطاء الفلسطينيين في إبداع جديد للمقاومة الشعبية... بعد "باب الشمس" و"الكرامة"، و"صمود القدس" على أراض فلسطينية صادرها الاحتلال في القدس ليوسع مستوطناته، ويبني جديدا من هذه المستوطنات التي لم تبق للمقدسيين متنفسا من سماء وأرض...

لماذا "أحفاد يونس...؟"

قال محمود العالول عضو مركزية حركة فتح الذي شارك في إقامة الحي الجديد... اختيارنا هذه التسمية رداً على ما يزعمه المحتلون في أساطيرهم بأنهم أبناء وأحفاد يونس ... إذا كان الحال كذلك، فنحن الأحفاد الحقيقيون ليونس، ... نحن أصحاب هذه الأرض، ونحن من نقرر وفي أي وقت البناء فوق كل شبر من أرضنا التي نهبت غصبا لتبنى المستوطنات ودفيئات التطرف ويجلب إليها من يجلب من أصقاع الدنيا...أضاف العالول:" هي أيضا امتداد لقرية "باب الشمس".. وأحفاد يونس حي من أحياء هذه القرية يتاخم أكبر مستوطنة يهودية شرق القدس...وهي رسالة ذات مغزى، فهمها الإسرائيليون، لكن الإعلام انشغل عن فهم هذه الرسالة بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، رغم أن رسالتنا أيضا موجهة لسيد البيت الأبيض لنقول ونذكره بفظاعة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس .. لعل الرسالة بلغته رغم المديح الذي أغدقه على حليفه الإسرائيلي وغزله دون حدود بإبداعات هذا الحليف...

حتى اللحظة تنتصب الخيام فوق التلال على مدخل بلدة العيزرية.. وبجوارها ينتصب علم فلسطين..

حكاية أخرى تواجه الاستلاب اليومي .. كي تسترد القدس عافيتها .. وكي تستعيد وجهها العربي الذي شوهته أشباح الإسمنت وجدران الكراهية والحديد...

أن تنصب خيمة في القدس، فأنت موجود... والخيمة حكاية أخرىلا زالت عائلة كستيرو – مثلا- تقيم فوق أنقاض منزلها المهدم في بيت حنينا...

وفي "خلة العين" من أراضي الطور لا تزال عائلة زبلح في بيت الطوب والصفيح بعد هدم منزلها...

أما عائلة المواطن رشدي غيث، فلا زالت تترقب بقلق ما سيؤول إليه مصير منزلها الذي حاصرته جرافات الاحتلال قبل أكثر من شهرين وكادت أن تهدمه لكنه نجا في اللحظة الأخيرة من أنياب تلك الجرافات...

هل تتحول القدس بعد حين إلى مدينة خيام...؟

يقول العارفون: ربما..!!

في القدس اليوم لجوء بعد لجوء... هل سمعتم بالمسن المقدسي أيوب شماسنة...؟

في منطقة أسموها ب "كبانية أم هارون" يقيم هذا المقدسي منذ عقود طويلة... فجأة أصبحت الأرض وما عليها ملك للمستجلبين.. وفي كل حين قد تجد العائلة نفسها في العراء داخل خيمة بالكار تقيهم البرد والحر...

وخيام المقدسيين كثيرة...

تأتي "أحفاد يونس".. لتكتب من جديد حكاية صمود أخرى...

رسمته "باب الشمس" و"باب الكرامة"..

إنها حكاية صمود...

http://www.miftah.org