جهود متواصلة لتطبيق توصيات مؤتمر 'النساء يردن.. '
لميس الشعيبي: ندفع حاليا باتجاه تجسيد حراك جماهيري بقيادة نسوية لإنهاء التشرذم والانقسام

بقلم: مفتاح
2015/9/22

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15037

رام الله - بعد مرور نحو ثلاثة أشهر على اختتام مؤتمر "النساء يردن..."، تواصل المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" التي قادت أولى الخطوات وأهمها في انعقاد المؤتمر، وما تمخض عنه من نتائج وتوصيات، جهودها حاليا نحو الخطوة التالية، أي ما بعد التوصيات، والوسائل المثلى لترجمة هذه التوصيات إلى واقع والدفع باتجاه تحقيق المصالحة.

الضغط من خلال الجماهير

تقول لميس الشعيبي، مديرة برامج في "مفتاح"، والتي قادت اللجنة التحضيرية للمؤتمر" بالنظر إلى أن مؤسسة "مفتاح" هي مؤسسة مجتمع مدني قادت الجهود الوطنية والتجمع الوطني ضمن الحشود التي شاركت في أعمال المؤتمر الأخير ، فإنها في هذه المرحلة، تستكمل العمل على الضغط من خلال الجماهير النسوية والوطنية في الوطن، للتأكيد على ما ورد من توصيات في البيان الختامي سواء على مستوى صنع القرار السياسي، أو على صعيد الميدان والمتمثل بحالة من ردود الفعل بين الحين والأخر، وحالة الصمت الإعلامي اتجاه الانقسام السياسي أو تجسيد مواقف من خلال التجاذبات والتراشق الإعلامي. وعليه فإن "مفتاح" تعمل حالياً وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والناشطات والناشطين السياسيين على الدفع باتجاه تجسيد حراك جماهيري بقيادة نسوية لمطالبة القيادة الفلسطينية بضرورة تحمل مسؤولياتها اتجاه حالة التشرذم التي يعاني منها القرار السياسي الفلسطيني وما يلحقه من حالة اللا فعل من قبل طرفي الانقسام، والتأكيد على التوجه إلى مستوى صنع القرار السياسي سواء بالضفة او غزة.. وسواء بالداخل أو في الخارج عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والحلقات الحوارية الميدانية لدعم تمثيل النساء الفلسطينيات في اللقاءات الحوارية لمناقشة الشان السياسي الفلسطيني والتاكيد على ضرورة تمثيل صوت وحضور النساء الفلسطينيات في مناقشة الشان السياسي الفلسطيني، حيث أكدن في المؤتمر أن صوتهن كنساء لن يغيب عن ساحة الهم الوطني".

دور الحركة النسوية

وعن دور النساء في إنهاء الانقسام، وكيف يمكن أن تساهم وحدة الحركة النسوية في تحقيق الأهداف المرجوة تقول الشعيبي: "هنالك حاجة لضرورة توحيد صف الحركة النسوية الفلسطينية، ووضع أجندة سياسية موحدة ( توافقية) تحتوي جميع الأطياف والأقطاب السياسية الفلسطينية، ليكون خطابا نسويا موجها ومنطلقا من قاعدة جماهيرية منظمة. فالحركة النسوية مطالبة الآن بضرورة اتخاذ التدابير التفاعلية الشعبية والشبابية لدعم وجود حراك شعبي منظم يدعم الخطاب النسوي الموحد والمطالب بإنهاء الانقسام، ويطالب القيادات الفلسطينية والممثلة بالفصائل والحركات السياسية بضرورة تحقيق مصالحة وطنية لإعادة اللحمة للصف الوطني الفلسطيني، ووضع هذه القيادات أمام مسؤولية خروج جيل شبابي فلسطيني فاقد الأهلية لحمل قضيتنا الوطنية الفلسطينية، ما يهدد باندثار تاريخ كفاحي نضالي فلسطيني، دفع أبناء شعبنا الدماء دفاعا عن قضيتنا الوطنية، والتأكيد على المطلب المشروع في الحرية وتقرير المصير.

توسيع لجنة المتابعة

وفيما تتجه النية لدى لجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر إلى توسيعها وضم مزيد من الفعاليات والقوى المؤثرة محليا سواء نسوية أو شبابية، تؤكد الشعيبي، على "ضرورة وجود حراك نسوي قادر" على إحداث الضغط والتأثير على الفرقاء للمضيِّ الجديِّ في تنفيذ اتفاق المصالحة دون إبطاء، وتفعيل لجان إنهاء الانقسام، بما فيها لجنة المصالحة المجتمعية، وإشراك النساء في سائر هذه اللجان" ، إضافة إلى ما تناوله البيان في إحدى فقراته" مبادرة الحركة النسوية، بأُطرها ومنظماتها الشعبية والأهلية، إلى تنظيم حراك شعبي سلمي ضاغط ودعمه، تحت عنوان النساء قادرات على استعادة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وضمان الحريات".

النساء قادرات

تعتقد الشعيبي، بأن النساء وقد أعلن صراحة أنهن "يردن إنهاء الانقسام" قادرات على تحقيقه، مهما كانت المعوقات والصعوبات. وتضيف: " برأيي، لا يمكن الحديث عن فشل أو نجاح فيما يتعلق بإنهاء الانقسام، ولكن ما يمارسه الرجال من فنون المراوغة والتكتيك السياسي وادوات الكولسات السياسية وضبابية الارادة السياسية والتي يتحكم بها القادة الرجال، والذي ما زالت الأغلبية من النساء تواجه تحديات جمة في هذا الإطار، ينعكس من خلال غياب حضور صوت النساء على الساحة السياسية. فالنساء يتقن العمل التنفيذي الكامل بجدية والتزام، بدليل الدور البارز الذي لعبته النساء الفلسطينيات في كافة مراحل النضال الوطني الفلسطيني وعلى كافة الأصعدة وتمركز دورها في المد الجماهيري للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الاسرائيلي، وبروز دور نسوي مرتبط ببعض الشخصيات النسوية بالعمل السياسي والمشاركة في القرار السياسي الفلسطيني.

وعليه، فان التئام الحركة النسوية الفلسطينية، وتوحيد الخطاب النسوي، والعمل على ردم الفجوة ما بين النخب والقاعدة الجماهيرية والكوادر الشبابية، وترتيب الأدوار في العمل السياسي، ومراجعة الأدوات التنفيذية النسوية وضم عناصر شبابية قادرة على إحداث حراك وحالة شعبية تنادي بإنهاء الانقسام.

آليات التواصل مع الأوساط الشعبية

إلى ذلك، دعت الشعيبي الحركة النسوية إلى انتهاج أدوات جديدة تضم وتحتضن الكوادر الشبابية القيادية لإحداث حراك شعبي سريع ومد جماهيري قادر. وإيجاد قيادات شابة ونسوية تغييرية قادرة على التواصل مع كافة فئات المجتمع الفلسطيني، وتحتضن القضايا الفردية المتأثرة والمتضررة من حالة الانقسام السياسي، والقضايا الوطنية المرتبطة بانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي، ليضم ملف شامل لقضايا الانتهاكات وضحايا العنف الممارس بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

كذلك على الحركة النسوية التشبيك مع الشبكات والكوادر الشبابية النشطة سياسياً واجتماعياً، للمطالبة بوجودها كاعضاء مراقبين ضمن لجان المصالحة والتأكيد على ضرورة حضورها للاجتماعات المختلفة كالتزام سياسي من قبل الأحزاب والفصائل والحركات الفلسطينية. وإجراء حلقات دراسية وتثقيف سياسي على مستوى القاعدة و التنظيمات السياسية لتعزيز مبدأ السلم الأهلي، وأدوات المساءلة المجتمعية، وتعزيز مبدأ المواطَنة، وحقوق الإنسان،" استناداً إلى وثيقة الاستقلال ووثيقة حقوق المرأة الفلسطينية المُقَرة من جميع أطياف الحركة النسوية في فلسطين". وإجراء حملات ضغط ومناصرة تؤكد على ضرورة مشاركة المرأة السياسية والتأثير بالرأي العام لدعم مشاركة المراة السياسية ودعم حضور كوادر شبابية مشاركة في آليات صنع القرار السياسي. وتوجيه رسائل مباشرة عبر الإعلام للتأثير بالرأي العام تعزز من دور المرأة القيادي في العمل السياسي، والضغط باتجاه توحيد خطاب إعلامي موحد يجتمع تحت قضية إنهاء الانقسام عبر برامج اذاعية مفتوحة، وبرامج تلفزيونية تساهم في التفاعل الشعبي. والخروج بمسيرات شعبية في كافة المحافظات بتنظيم من كوادر نسوية وشبابية، تحمل شعار إنهاء الانقسام وعودة اللحمة الوطنية، وتوحيد الصف الوطني والشعبي لإنهاء الاحتلال. ومطالبة القيادات الفلسطينية عبر وسائل الاعلام المختلفة بالحديث والخروج بخطاب مباشر للشعب الفلسطيني للتصارح مع الشعب الفلسطيني في الجهود المبذولة لانهاء الانقسام.

المصالحة المجتمعية

وفيما يتعلق بموضوع المصالحة المجتمعية، ترى الشعيبي، أن الحديث عن مصالحة مجتمعية شاملة لا تتعامل مع القطاع والضفة بحالات مختلفة لأن ما يمارس في غزة وما يتعرض له المواطنون سواء في الضفة أو غزة هو سيان، ولا يمكن التعامل بمكيالين في هذه المعادلة. فالطرفان سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة مساءلين أمام المجتمع الفلسطيني الواحد إزاء جميع ما يتم ممارسته بحق أبناء شعبنا الواحد، وعليه فإن الطرفين ملزمان بتقديم أجندة اجتماعية تنفيذية تعيد لحمة الصف الوطني، ولتخرج الحركة النسوية الموحدة بمقترح تنفيذي مواز لإحقاق اللحمة الوطنية والاجتماعية.

دور الإعلام المحلي

أما بالنسبة للإعلام، فهو ما زال يلعب دورا موجها من قبل طرفي الانقسام – كما تقول الشعيبي - مما ينعكس على حالة الصمت التي تنتاب الشارع الفلسطيني اتجاه حالة الانقسام السياسي. فالمجتمع الفلسطيني في حالة من الإقصاء عن الصورة السياسية الحقيقية في هذاالإطار. ولأن الإعلام هو السلطة الرابعة، جب العمل على الضغط باتجاه تبني وسائل الاعلام المختلفة خطابا محايدا بعيداً عن التجاذبات السياسية، وأن يستقل بنقل الخبر والحقائق على الأرض، للتأثير بالرأي العام الفلسطيني وتوجيه رسائل تنادي بوحدة الصف الوطني الفلسطيني، وتنظيم حلقات تساءل فيها القيادات الفلسطنية عن مسؤولية الصف القيادي اتجاه تحديد البوصلة الوطنية للشعب الفلسطيني وتوحيد الجهود الوطنية والشعبية اتجاه مواجهة الاحتلال، وأن تبقى القضية الوطنية حاضرة على طاولة المسؤولين على المستوى الوطني والاقليمي كاولوية الشعبي الفلسطيني.

وتعزيز مبدأ حرية الرأي، وحماية حقوق الصحفيين والناشطين سواء السياسيين والاجتماعيين في نشر آرائهم ومقالاتهم التي تعبر عن قلق الشارع من حالة التوتر والانقسام السياسي.

الاستفادة من تجارب الشعوب

من جانب آخر، ترى الشعيبي، أن الحالة الفلسطينية فيما يتعلق بالانقسام، مغايرة لتجارب الشعوب الأخرى التي عانت من ويلات الانقسام والحروب الداخلية. وتضيف" لا شك أن الحالة الفلسطينية تعتبر مغايرة عن باقي قضايا النزاعات المسلحة والحروب الأهلية التي عايشتها وشهدتها دول كثيرة ، إلا أن النساء في بعض البلدان قادت حراكات دعت من خلالها إلى تحقيق السلم الأهلي ، وانتهاج سياسة التسامح، رأفة بأبنائها وبناتها، حيث خرجت النساء في ايرلندا يلبسن الأبيض ويقرعن أبواب البيوت وينادين بالسلام دفاعاً عن أبنائهن، وحقناً للدماء. إن اغلب مبادرات السلام كانت تنادي بها وخرجت إليها النساء لأنهن الأقرب إلى معايشة آثار ومخلفات الحروب، وأقرب إلى معاناة الشعوب والفقراء والفتيات والشباب والذين يعتبرون الخط الأول لضحايا الحروب بفعل ممارسات الاعتقال، التعذيب، القتل، الاغتصاب، التنكيل والتشرد والتنكيل

http://www.miftah.org