جلسة نقاش ل'مفتاح' تؤكد على أهمية دمج النساء في عملية التخطيط العمراني
بقلم: مفتاح
2017/2/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15144

دعا المشاركون والمشاركات في سلسلة جلسات النقاش حول دمج النساء في عملية التخطيط العمراني، والتي نفذتها "مفتاح" بالشراكة مع برنامج تمكين النساء في صنع القرار في الشرق الاسط المنفذ من قبل ال GIZ بتمويل من ال BMZ، ضمن مشروع "دعم المشاركة السياسية للمرأة في الحكم المحلي من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين"، حيث هدفت الجلسات إلى توسيع دائرة التفاعل بقضايا النوع الاجتماعي، وإلى ضرورة إدماج النوع الاجتماعي في التخطيط العمراني، والتي من شأنها أن تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية التي تتعلق بالنساء وبالفئات المهمشة في المجتمعات المحلية، وضرورة شمول التدريبات التي تنفذها "مفتاح" على هذا الصعيد عنصري الرجال والنساء على حد سواء، وعدم اقتصارها على النساء فقط.

جاء انعقاد هذه الجلسات على ضوء تجربة مؤسسة "مفتاح" في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالإسكان والتنمية والحضرية المستدامة ( الموئل الثالث) 111 Habitat الذي نظم في كيتو بالأكوادور في تشرين الأول من العام 2016، وتركزت فيها مشاركة مفتاح حول أهمية إدماج النوع الاجتماعي في التنمية والتخطيط الحضري وانعكاس فرص مساهمة النساء من العضوات والعاملات في الهيئات المحلية على إحداث التغيير على المستوى العمراني في البلدات والمدن الفلسطينية وعرض تجارب محلية تعكس مشاركة النساء في عملية التخطيط الحضري ومنها تجربة عرابة.

مداخلات

وتخلل الجلسات مداخلات من قبل المشاركين ممثلين عن اللجان الفنية من محافظات الوسط: القدس، رام الله، أريحا والأغوار، ومن محافظات الشمال: نابلس، طولكرم وجنين، ، كان من أبرزها، الدعوة إلى تطوير أدوات المشاركة الجماهيرية لتشمل جميع مكونات المجتمع المحلي المستفيدة من المشاريع التنموية وتحديد معايير اختيار الفئات التي يجب إدماجها في عملية التخطيط والتنفيذ والمتابعة لمخرجات المشاريع التنموية التي يتم تنفيذها، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين الهيئات المحلية ضمن المجالس المشتركة، سيما وأن عملية التخطيط الحضري هي عملية تنموية وتعتبر أداة من أدوات تعزيز الصمود أمام ممارسات الاحتلال والتوسع الاستيطاني والذي يضيق على عملية التخطيط والامتداد العمراني داخل المدن والبلدات والقرى الفلسطينية.

كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز النهج التشاركي مع فئات المجتمع المختلفة، وضرورة العمل على دعم المشاركة السياسية للمرأة من خلال الأحزاب والفصائل في تشكيل القوائم الانتخابية، ودعم تمثيل النساء فيها والأشخاص المؤهلين بحيث يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، والتأكيد على التنسيق المستمر بين الاعضاء المنتخبين وبين الفريق الفني في مجالس الهيئات المحلية والذي حتماً سيؤثر ايجابا على دعم التوجهات الاستراتيجية وترجمتها في عملية التخطيط والتنفيذ للخطط التنموية المختلفة للنهوض بواقع مجتمعاتنا المحلية نحو الأفضل.

تجربة "مفتاح" في الأكوادور"

وكانت "مفتاح" تقدمت بطلب للمشاركة بزاوية خاصة في المؤتمر ( الموئل الثالث) في أيار 2016 بهدف تسليط الضوء على أهمية مشاركة النساء في التخطيط الحضري للمدن وتعزيز إدماج النوع الاجتماعي في التنمية الحضرية بالشراكة مع برنامج تمكين النساء في صنع القرار في الشرق الأوسط المنفذ من قبل التعاون الألماني.

وكانت "مفتاح: قد ساندت في نقل تجربة د.رولا جاد الله، المحاضرة في الجامعة العربية الأميركية في جنين، وعضو بلدية عرابة، حيث مثلت تجربة واقعية لمشاركة المراة في التخطيط الحضري والتي ساهمت في إحداث التغيير على المستوى العمراني في البلدة

مشاركة النساء في التخطيط الحضري - تجربة بلدية عرابة

في حين عرضت د. رولا جاد الله، نائب رئيس بلدية عرابة، الأستاذ المساعد في الجامعة العربية الأميركية بجنين، تجربة بلدة عرابة في التخطيط العمراني "الفرص والتحديات" من خلال فيلم مصور عكس تدخلات النساء ومشاركتهن في التخطيط العمراني للبلدة،

وأكدت د. جاد الله، على الفائدة القصوى من عقد جلسات النقاش حول دمج النساء في عملية التخطيط العمراني، مشيرة إلى أن من شأن هذه الجلسات تعزيز وعي النساء بدورهن على هذا الصعيد، وإعطائهن فرص تحقيق إنجازات ونجاحات تعكس هذا الدور. وأضافت:" مثل هذه الجلسات تؤثر كثيرا في النساء أكبر تأثير، من خلال الاطلاع على قصص نجاح، وكيفية التغلب على التحديات التي تواجههن في عملهن بالمجالس المحلية، وتمنحهن فرصة التساؤل والتأمل في هذه التجارب مستقبلا".

الاطلاع على تجارب الآخرين

فيما تضمنت جلسات النقاش، خلفية معلوماتية عرضها د. علي عبد الحميد، وأسامة صالح مدير المركز الوطني للتنمية المستدامة، عن مؤتمر الأمم المتحدة للإسكان والتنمية - الذي يعقد كل عشرين سنة، وتعرض خلاله تجارب الدول المختلفة والريادة في عملية التنمية الحضرية. بالاضافة إلى ما قدم خلال الجلسة من عرض حول مراحل التخطيط العمراني، وعلاقة التخطيط الفيزيائي بمستويات التخطيط المختلفة، والربط بين التخطيط العمراني والتوجهات الاستراتيجية للهيئات المحلية، ودور عملية التخطيط في التنمية.

وأكد د. علي عبد الحميد، رئيس قسم هندسة التخطيط العمراني في جامعة النجاح الوطنية، أن "مفتاح" كانت على الدوام مبادرة، وهو دور إيجابي ينعكس في تعزيز مشاركة النساء في عملية التخطيط العمراني وصولا إلى التغيير المنشود في دور النساء بالمجالس المحلية؛ على اعتبار أن مشاركة النساء تعتبر من الحلقات المفقودة ضمن المشاركة المجتمعية التي تجري على مستوى مجالس الهيئات المحلية،. مشيرا إلى أهمية الاطلاع على تجارب الآخرين في هذا المجال، وهو ما تحقق وتجسد من خلال المشاركة في مؤتمر الأكوادور، حيث اعتبر بأن الجلسات التي نظمتها مفتاح وال GIZ هي فرصة لربط النظري بالعملي من خلال عرض ومناقشة تجربة بلدة عرابة.

أما أسامة صالح، من مركز التنمية المستدامة، فأكد على أهمية جلسات النقاش التي بادرت لعقدها "مفتاح" بمشاركة هيئات مجالس محلية في الضفة الغربية، وتم خلالها الإشارة إلى تجربة "مفتاح" حول إبراز دور المرأة في التخطيط، وهي تجربة رائدة بشهادة الحكم المحلي والمشاركين والمشاركات في الجلسة.

في حين، قالت نصرة قبلاني، عضو مجلس بلدي بير نبالا شمال غرب القدس، أنه بحضورها جلسة النقاش إلى جانب رئيس المجلس البلدي، مكنهما من الاطلاع على تجارب الآخرين، والاستفادة منها، وهو ما ظهر في تجربة بلدة عرابة، حيث رأينا تجارب نسائية ناجحة، وتمكنا من تبادل الخبرات معها. أضافت:" أفتخر بما تقوم به "مفتاح" وال GIZ على هذا الصعيد وما تقدمه من دعم للنساء. وتجربتي مع هذه المؤسسة تمتد منذ العام 2005 وحتى الآن، ومن خلالها شاركت في العديد من الورش والدورات في مجالات التنمية المستدامة، والتخطيط العمراني والحضري، وما تعلمته من هذه الورش والدورات طبقته في عملي كعضو في مجلس محلي بير نبالا.

من جانبها أكدت مديرة المشروع نجوى ياغي أن هذه الجلسات تاتي في اطار عمل "مفتاح" الاستراتيجي في تسليطها الضوء على النجاحات التي تحققها النساء الفلسطينيات على المستويات المختلفة، حيث أن "مفتاح" تعمل بشكل رئيسي على دعم المبادرات التي تقودها النساء، ومنها تجربة عضو الهيئة المحلية في عرابة ونائب رئيس البلدية فيها، د. رولا جاد الله، والتي تؤكد على أهمية الدور القيادي للنساء في عملية التنمية المحلية، إذا ما توفرت العوامل الذاتية والموضوعية. كما أكدت ياغي أن مفتاح سوف تنظم قريبا جلسة مماثلة تستهدف بها منطقة الجنوب.

http://www.miftah.org