عقب سلسلة لقاءات تشاورية نفذتها 'مفتاح'..
مبادرات مجتمعية تقودها مجموعات مناصرة لقضايا النوع الاجتماعي في الضفة الغربية وقطاع غزة تعزز مشاركة النساء والشباب في الحياة العامة

بقلم: مفتاح
2017/3/29

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15154

وصف مشاركون من قيادات مجتمعية مؤثرة، من محافظات القدس، نابلس، الخليل، رفح وخانيونس سلسلة لقاءات تشاورية نظمتها "مفتاح"، حول "المشاركة السياسية للمرأة في الحكم المحلي من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين"، بأنها كانت من أهم اللقاءات الحيوية التي يشاركون فيها منذ فترة طويلة، ما أتاح المجال للتفاكر وتوسيع دائرة الحوار والنقاش بين المشاركين والمشاركات باختلاف تمثيلهم، وعزز لديهم المعرفة والخبرة، وقادهم إلى مجموعة من المبادرات الخلاقة، والتي ستساعد في تعزيز مشاركة النساء والشباب في صنع القرار.

اللقاءات التشاورية هذه، كانت بالشراكة مع برنامج "تمكين النساء في صنع القرار" المنفذ من قبل التعاون الألماني GIZ، بتمويل من ال BMZ، في إطار اللجان التي شكلتها مفتاح مؤخراً لمناصرة قضايا النوع الاجتماعي "مناصرو النوع الاجتماعي/ مناصرو العدالة"، في تلك المحافظات بهدف قيادة حراك مجتمعي باتجاه تعزيز مشاركة النساء والشباب في الحياة العامة.

تقول أريج الخليلي، إحدى الشخصيات المؤثرة والقيادية في محافظة نابلس:" هذه اللقاءات كانت مهمة وحيوية من حيث ما أتاحته لنا من إمكانية التواصل المباشر بالفكر، وبآليات وضع الخطط والمبادرات مع الجيل الشاب، والتعرف على تفكيره وتعزيز مشاركته، ومشاركة النساء في مراكز صنع القرار، آملين أن يتم الأخذ بعين الاعتبار المبادرات التي خرج بها المشاركون والمشاركات ووضعها حيز التنفيذ، من قبل فصائلهم وأحزابهم".

بالنسبة للشابة آلاء برهوم، وهي طالبة في جامعة بير زيت، تطرقت إلى مبادرة "الكوتا الشبابية"، ووصفتها بأنها من المبادرات الهامة التي تمخضت عن اللقاء التشاوري الذي شاركت فيه مجموعتها، وهي مبادرة تطمح آلاء إلى أن تعزز دور الشباب من كلا الجنسين في مراكز صنع القرار وعلى جميع المستويات، باعتبارها خطوة تالية لما تم في اللقاء، على أن تكون هناك ديمومة واستمرارية من الدعم تقدمه "مفتاح" للمستهدفين من فئتي الشباب والنساء".

كانت مبادرة "من طالب إلى طالب"، من أبرز المبادرات التي تمخضت هي الأخرى عن مجموعة اللقاءات التشاورية من محافظة القدس، كما يقول ماهد جمهور، طالب علم الاجتماع في جامعة بير زيت، وهي مبادرة يفترض أن ينفذها طلبة في مجالات ثقافية وإعلامية وفنية، مثل كتابة مقال، أو قراءة لكتاب، وإعداد فيلم على اليوتيوب، لعرضها على طلاب آخرين، ومنهم إلى غيرهم.. يتم من خلالها التطرق إلى دور الشباب وتفعيله".

اللقاءات التشاورية، كما يقول ماهد، كان مهما ومفيدا للغاية، واكتسب المشاركون فيها من فئة الشباب معرفة وخبرة من تجارب جيل سبق، تم التعرف عليها والاستفادة منها، خاصة فيما يتعلق بالمشاركة السياسية وبموضوع النوع الاجتماعي".

في حين اعتبر خليل عثمان، عضو مجلس بلدي بني نعيم بمحافظة الخليل، أن ما طرح في هذه اللقاءات لامس احتياجات المجتمع المحلي من حيث تركيزها على الفئات المهمشة المرأة والشباب خاصة في محافظة الخليل التي تتميز بواقع عشائري، يتطلب جهدا مضاعفا من العمل وصولا للتأثير فيما طرح من قضايا. أضاف:" لأول مرة أشارك في لقاءات على هذا المستوى من النوعية والفرادة. شاركت في السابق بدورات حول حقوق الإنسان ، لكن ما تم خلال لقاءات "مفتاح" مختلف تماما من حيث الطريقة التي أدار بها الميسرون النقاشات والطريقة التي تم فيها عرض القضايا".

بالنسبة للينا البلتاجي، وهي طالبة علوم سياسية في جامعة الخليل، وإحدى المشاركات في اللقاءات التشاورية من مجموعة الخليل، قالت:" لأول مرة نشارك في لقاءات تتميز بالعمق وتناقش موضوعات من واقع مجتمعنا خاصة مشاركة فئتي الشباب والمرأة، إضافة إلى موضوع العشائرية والاصطفافات داخل مجتمعنا، ومنا النقاشات استخلصنا أفكارا ومبادرات للحديث عن تلك الموضوعات وطرحها على المجتمع بطرق جديدة تناسب واقعه".

بدوره، قال عباس مسالمة، مدير دائرة العلاقات العامة في بلدية دورا، أن تشخيص المشكلة يؤدي إلى فهمها بشكل أكبر وأعمق. هذا ما تحقق من اللقاءات التي نظمتها "مفتاح"، حيث حصلنا على معلومات ذات قيمة عالية فيما يتعلق بحصر المشكلات في محافظة الخليل وكيفية التعامل معها. وكبلدية، وبحكم موقعي فيها، سنكون فاعلين أكثر باتجاه نشاطات توعوية وذات عمق، وبالتالي زودتنا اللقاءات بالمفتاح الرئيس الذي سنفتتح به باب الاصطفافات ومعالجتها".

في حين، تحدث بلال منصور، من جمعية "وفاق" في قطاع غزة، عن مبادرة أعدتها مجموعته، حول تفعيل دور النساء في المجالس المحلية.

بالنسبة لبلال، فقد منحه اللقاء التشاوري الذي نفذته "مفتاح" فرصة أكبر للتعرف عن قرب على دور المرأة في المجالس المحلية، على خلاف ما كان استقاه في السابق من تدريبات نفذتها مؤسسات أخرى على هذا الصعيد. فالإعداد للقاء والتفسيرات التي اقترنت به كانت رائعة ومفيدة للغاية، في حين كان اختيار الفئة المستهدفة من القيادات الشابة من كلا الجنسين موفقا، وهو الذي يجب أن يحظى على الدوام بالاهتمام، في حين أن الوعود بدعم المبادرات التي تقررت أعطى أملا أكبر بنجاحها.

أما مسلم النجار، وهو صاحب فكرة جمعية أطفال البيكيو "ضياء الغد"، فاعتبر أن اللقاءات تلك نوعية وفريدة من حيث ما طرحته، ومن حيث توقيتها، في وقت لم تأخذ المرأة دورها الحقيقي ومكانها اللائق الذي تستحقهـ أولا بسبب تهميش المرأة لدورها، وتهميش صناع القرار لهذا الدور. أضاف:" من ناحيتنا اخترنا مبادرة تقوم على حق المرأة في المساءلة والكشف عن موازنة البلدية في عبسان، وقد نبع اختيارنا لهذه المبادرة تحديدا كون المرأة هنا مغيبة تماما ولا تعطى أي دور. وبالتالي نحن نأمل بأن تساهم مثل هذه اللقاءات في تعزيز دور المرأة وانخراطها في الحياة العامة، ورفع وتطوير قدراتها وكفاءتها".

في حين، قال كارم نشوان، محام ومدرب وناشط حقوقي، أن ميزة اللقاءات التي نفذتها "مفتاح"، وسمتها الإيجابية تتمثل في إدماج النوع الاجتماعي في البلديات، واستهدافها على وجه التحديد الفئات المهمشة التي لا تربطها علاقة بالبلديات والمجالس المحلية، رغم الاحتياجات الكثيرة لهذه الفئات، والتي وحدها قادرة على تحديدها. وأضاف:" انتهت اللقاءات بتوافق المشاركين والمشاركات فيها على أربع مبادرات ستنفذ في كل محافظة، وتتصل جميعها بمشاركة النساء وإدماجهن في موازنات وخطط ومشاريع البلدية، وتعزيز وسائل الاتصال والتواصل مع الجهات المعنية وذات العلاقة بقضايا المرأة واحتياجاتها، وإدماجهن.

http://www.miftah.org