'مفتاح' تختتم بازار 'باب العامود' لدعم النساء المقدسيات بتعاقدات لتسويق منتجات مشاريعهن
بقلم: مفتاح
2017/5/11

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15170

اختتمت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" وبرعاية من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بازار باب العامود، ضمن مشروعها "دعم النساء المقدسيات من خلال مشاريع صغيرة مدرة للدخل"، والذي كان افتتح أبوابه أمس الأول في قاعة إيليت - باديكو هاوس، في الماصيون برام الله، بمشاركة العديد من النساء المقدسيات المستفيدات من المشروع في المناطق المهمشة من محافظة القدس، خاصة المقيمات قرب الجدار، وبمحاذاة المستوطنات اليهودية.

قصص نجاح

وكان البازار في يوميْ افتتاحه شهد إقبالا من قبل المواطنين أفرادا ومؤسسات، وحقق نجاحا مهما على صعيد مستقبل المشاريع التي برزت إنتاجاتها المميزة من خلال المعروضات التي تضمنتها أجنحته وأقسامه المختلفة، من مشغولات التطريز والألبسة التراثية، والصناعات الغذائية البيتية، بمشاركة أمهات وزوجات أسرى.

وقالت حنان سعيد، منسقة المشروع في "مفتاح"، أن البازار سجل عددا من قصص النجاح للنساء المستفيدات من مشروع الدعم الذي وفرته لهن "مفتاح"، كان من أبرزها التشبيك والتنسيق مع شركات ومؤسسات وأفراد لتوريد منتوجات النساء، وبالتالي مساعدتهن في التغلب على مشكلة التسويق التي تواجههن، حيث حصل مشروع البيدر لإنتاج الألبان والأجبان على تعاقد لشراء منتجاته، كما حصل مشروع العطارة في بيت سوريك على تعاقد مماثل بحيث تم التعاقد مع أفراد المجموعة على تحضير رزم من العطارة لبيعها كهدايا في رمضان لدى أحد المحال التجارية الكبرى في رام الله، والتعاقد على تواصي من مختلف المنتجات، من قبل أفراد وشركات ومؤسسات، في حين تطمح "مفتاح" إلى مأسسة هذه المشاريع، والعمل على تسجيلها لدى الغرف التجارية، لتكون منتجاتها مؤهلة للتصدير للخارج، بالإضافة إلى حرص "مفتاح" على ديمومة هذه المشاريع وضمان استمرار دعمها.

حفل الافتتاح في اليوم الأول

وكان البازار افتتح أبوابه أمام الجمهور أمس الأول، وفي حفل الافتتاح الذي جرى بحضور نجاد غنام ممثل الصندوق العربي للأنماء الاقتصادي والاجتماعي في مؤسسة التعاون، حيث افتتح البازار، بالوقوف دقيقة صمت دعما للأسرى وإسنادا لمطالبهم، بالتزامن مع عزف النشيد الوطني الفلسطيني.

ثم ألقت د. ليلي فيضي المدير التنفيذي لـ"مفتاح"، كلمة رحبت فيها بداية بالحضور، ونوهت إلى إضراب الأسرى في سجون الاحتلال، مؤكدة الدعم الكامل لمطالبهم العادلة والإنسانية من خلال إحدى زوايا البازار "مي وملح"، وأشارت بهذا الشأن إلى مشاركة بعض زوجات وأمهات أسرى في أجنحة البازار المختلفة، فيما وجهت الشكر إلى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لدعمه ورعايته للمشروع، وثمنت مشاركة ممثل عن إدارة الصندوق في مؤسسة التعاون، نجاد غنام في حفل افتتاح البازار، كما وجهت الشكر لموظفي "مفتاح" الذين عملوا كطاقم موحد في التحضير والإعداد للبازار، الذي يشكل إسهاما من "مفتاح" في دعم النساء المقدسيات وتمكينهن.

بعد ذلك، ألقت حنان سعيد منسقة المشروع في "مفتاح" كلمة، استعرضت من خلالها الهدف من المشروع وغايته، وأشادت بجهود المشاركات اللواتي استهدفن من خلاله، وقالت: "يأتي بازار "باب العامود" تتويجاً ودعماً لمنتجاتِ النساءِ اللواتي استفدن من المنح، ما سيعززُ من دورِهِنَّ وإبداعاتِهِنَّ وصمودِهِنَّ كمقدسيات. وكم كُنّا نتمنى أن يتمَّ تنظيمُ هذا البازارِ في بابِ العامود، أجملِ أبوابِ مدينةِ القدسِ وأكبرِها وأهمِّ مداخلِها الرئيسية، غيرَ أنَّ الاحتلالَ الإسرائيليَّ الجاثِمَ على أرضِنا يُعَكِّرُ صفوَ الحياةِ ويُقطّع أوصالَها، فاخترنا أنْ يتقدَّمَ هذا البازارُ ببابِ العامودِ نصّاً وروحاً وعَبَقاً، وأنْ يحملَهُ على كتفَيْهِ.. هنا، على بُعدِ بسمةِ أملٍ من القدسِ الجريحةِ الصامدة، لِنُطلِقَ احتفاليَتَنا بإنجازاتِ نساءٍ واجهنَ قيدَ السجانِ وسياسةَ الخرابِ والدمارِ والتهميش والإقصاء، يَحدوهُنَّ الأملُ بغدٍ مُشرقٍ يُنيرُ البلادَ بالحريةِ والتنويرِ والمساواةِ والإبداع".

نجاد غنام: استعداد لمزيد من الدعم

أما نجّاد غنّام. ممثل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في مؤسسة التعاون، فنقل في كلمة له قبيل الافتتاح الرسمي للبازار تحيات إدارة الصندوق للقائمين على البازار ولمؤسسة "مفتاح"، متوجها بالشكر باسم مؤسسات المجتمع المدني إلى إدارة الصندوق لدعمها وعطائها المستمرّيْن، والذي كان آخره تخصيص مبلغ ٥٠ مليون دولار لدعم القدس ومؤسساتها. وقال:" نأمل أن يستمر هذا المشروع وأن يتطور"، مبدياً استعداده لتقديم كل مساعدة ممكنة على هذا الصعيد.

قص شريط الافتتاح

بعد ذلك، جرى حفل الافتتاح الرسمي للبازار، حيث شارك كل من د. ليلي فيضي، ود. عزمي الشعيبي، والسيد نجّاد غنام بقص شريط الافتتاح، وتجول الحضور في جميع أقسام المعرض واطلعوا على إنتاجات النساء المقدسيات في أجنحة وأقسام البازار المختلفة، والتي اشتملت على: سواعد مقدسية/ مطرزات، سنابل ريف/ عسل، صالون نسرين/ صالون تجميلي، مشروع كروشيه، مشروع فن طي الورق، صابون زيتونة، مشروع البيدر/ ألبان وأجبان، مشروع إيفا/ خياطة، مشروع الأمل والخياطة، مطبخ صحة وهنا، مطبخ طيبات القدس، مفرزات خيرات بلادي، مشروع الشمع، مشروع الحلي والفضة، مشروع عطارة، مشروع أدوات منزلية من الخزف، مشغولات يدوية وصناعات بيتية وأزياء تراثية، معروضات متنوعة من الأزياء التراثية، وتخلل الافتتاح عرض بالزي الشعبي من إنتاج النساء المقدسيات ظهرت من خلاله اثنتان من العارضات بالزيّ الشعبي مثّل مناطق مختلفة من فلسطين، كما اشتملت أجنحة المعرض على معروضات من القاشاني، والأطعمة المصنّعة بيتياً، وأشغال التطريز اليدوية، فيما برز من المشاركات زوجات أسرى، من بينهن المواطنة رفعة سليمان زيدان، من بلدة بير نبالا شمال غرب القدس وزوجة الأسير المقدسي نزار عزيز زيدان الذي يمضي محكومية بالسجن مدتها ٣٧ عاما، أمضى منها حتى الآن خمسة عشر عاما.

زوجة أسير: إسهام كبير ومهم

تتشارك رفعة زيدان، مع مجموعة من نساء بلدتها، في مشروع إنتاج الصابون بدعم وتمويل من "مفتاح"، والتي وفرت لهن أيضا تدريبا على إدارة المشروع، والذي يعتبر بالنسبة لهن حيويا. أضافت:" يفتح هذا المشروع آفاقا مهمة لدعم الأسر المحتاجة فعلا للدعم، خاصة أن المشاركات فيه، هن زوجة أسير، ونساء أخريات يعلن فعلا أسرهن أو يساعدن أزواجهن في إعالتها، لكن من المهم مساعدتنا في تسويق منتجاتنا، وهو تحد نواجهه، ونحن على ثقة بأن دعم "مفتاح" لنا سيساعدنا على تخطي هذه العقبة.

نورا مصطفى: حلم بعالمية تراثنا الشعبي

بدورها، قالت نورا مصطفي من العيسوية، وهي مصممة أزياء، وواحدة من المستفيدات من مشروع تصميم الزي الشعبي مع مجموعة من نساء قريتها، فتصف المشروع بأنه حلم حياتها. لقد درست نورا فن تصميم الزي، وهي تحلم بأن تحقق نجاحا عالميا على هذا الصعيد، بحيث تتمكن من تقديم هذا الزي بصورة مشرفّة في العالم كله. لذلك ترفض نورا، أن تعرض تصميماتها على زيّ لا يحترم الذوق العام، ولا يؤصل للتراث الفلسطيني كما تقول، مشيرة بذلك إلى أزياء اليوم مما يرتديه الشبان والفتيات.

لا تنسى نورا أن تشكر "مفتاح" على ما قدمته من دعم لمجموعتها، وترى في البازار فرصة كبيرة ومهمة لهن، لكن تؤكد هي الأخرى على الحاجة للمساعدة في تسويق مشغولاتهن، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، أو من خلال التسويق المباشر سواء في السوق المحلية أو الخارجية، مشيرة إلى أن مصممي الأزياء في العالم يبدون اهتماما بالزي الفلسطيني.

دعم النساء: مسيرة مستمرة

يذكر، أن "مفتاح"، كانت بدأت بتنفيذ مشاريع مدرة للدخل منذ العام ٢٠٠٨، بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، في حين تم استهداف محافظة القدس على وجه التحديد لدعم النساء المهمشات، ولتساهم في تعزيز صمودهن وتحسين أوضاعهن المعيشية وأوضاع أسرهن. أما الهدف الثاني للمشروع، فهو التأثير بالثقافة المجتمعية اتجاه دعم الدور القيادي للنساء في المناطق الريفية، ومن أجل ذلك تم إشراكهن كصاحبات قرار في اختيار النساء اللواتي قدمت لهن "مفتاح" منحا مالية، للبدء بمشاريعهن الخاصة.

http://www.miftah.org