'نحو برقة أجمل..' و'أنا فلسطيني..' مبادرتان شبابيتان تعززان المشاركة السياسية للنساء
بقلم: مفتاح
2017/6/13

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15177

"نحو برقة أجمل".. هذا هو الشعار الذي اختارته الناشطة المجتمعية ريم حجي عضو مجلس محلي قرية برقة بمحافظة نابلس ونشطاء آخرين من القرية، عنوانا لمبادرة استهدفت تحسين مظاهر الحياة والبيئة في القرية، كي تظهر جميلة نظيفة وفي أحسن حال.

لقاءات تشاورية

كانت ريم ومن معها شاركوا قبل ذلك، في سلسلة لقاءات تشاورية نظمتها "مفتاح"، حول "المشاركة السياسية للمرأة في الحكم المحلي من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين"، ما أتاح المجال للتفاكر وتوسيع دائرة الحوار والنقاش بين المشاركين والمشاركات باختلاف تمثيلهم، وعزز لديهم المعرفة والخبرة، وقادهم إلى مجموعة من المبادرات الخلاقة، والتي عززت مشاركة النساء والشباب في صنع القرار.

في حين، أن اللقاءات التشاورية تلك، كانت بالشراكة مع برنامج "تمكين النساء في صنع القرار" المنفذ من قبل التعاون الألماني GIZ، بتمويل من ال BMZ، في إطار اللجان التي شكلتها مفتاح مؤخراً لمناصرة قضايا النوع الاجتماعي "مناصرو النوع الاجتماعي/ مناصرو العدالة"، في عدد من محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف قيادة حراك مجتمعي باتجاه تعزيز مشاركة النساء والشباب في الحياة العامة.

مبادرة خلاَقة

المبادرة كما تقول ريم تقوم أساسا على مجموعة من الأنشطة من أبرزها: تنظيف حجر سور مدرسة بنات برقة الأساسية ودهنه بالكامل، ووضع حماية على رصيف المدرسة، وكانت النتائج واضحة على طالبات المدرسة خاصة لناحية الشعور بالأمان، علما بأن المدرسة تقع مباشرة على الشارع الرئيسي للقرية. كما ترك ذلك تأثيره على جميع المواطنين في القرية، حيث أعطى منظرا جماليا وادخل البهجة على قلوبهم. إضافة إلى ذلك، قام المبادرون من مناصري النوع الاجتماعي بوضع مظلة خاصه بالنساء في مركز القرية واشتملت على رسم جدارية توحي بالعدالة المجتمعية، عكست الدور الكبير لمناصري النوع الاجتماعي، ومكنتهم أكثر من توجيه طاقاتهم نحو تحقيق هدفهم في تعزيز المساواة ومشاركة المرأة في الحياة السياسية.

تحديات وصعوبات

لم يخل تنفيذ المبادرة بداية من بعض الصعوبات، من قبيل عدم تقبل بعض الأفراد لفكرة دهن حجر المدرسة، لكن تم التغلب عليها عن طريق الاقناع، وبعد إنهاء العمل كانت ردود الفعل جميلة جدا، علما بأن حارات بأكملها تبرعت بكميات من الدهان لتنفيذ المبادرة، في وقت قام متطوعو المركز بدهن الجدران ورسم الجداريات.

أخيرا، تؤكد ريم حجي ومن معها، بأن المبادرين لن يتوقفوا عن تنفيذ المزيد من المبادرات لتكون برقة أجمل وأنظف، ولهذا كانت توصية الجميع بتقديم مزيد من الدعم لمناصري النوع الاجتماعي في قريتهم، علما أن "مفتاح" ساهمت على نحو كبير في تقديم مثل هذا الدعم، والذي انعكست آثاره في النظرة المجتمعية لدور النساء وتعزيز مشاركتهن في الحياة العامة إلى جانب الرجال.

أما في محافظة الخليل، فقد كان للمبادرين من مناصري النوع الاجتماعي – مناصرو العدالة، مبادرتهم الخاصة والتي حملت شعار "أنا فلسطيني"، وكانت عبارة عن مخيم أقيم بمشاركة شباب ونساء وفتيات، في مركز إدارة الكوارث التابع للهلال الأحمر في بلدة بني نعيم.

"أنا فلسطيني..."

يقول علاء غيث، الباحث الميداني في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، ومن مناصري النوع الاجتماعي في محافظة الخليل:" المبادرة تقوم بشكل أساسي على تعزيز المساواة والمشاركة السياسية للمرأة في الحكم المحلي، واشتملت على تدريبات في المرحلتين الأولى والثانية للشباب أولا، وشارك فيها أعضاء في مجالس بلدية وأشخاص مؤثرين. أما فكرة المخيم، فقد قامت على كسر الحالة الموجودة في المجتمع والمتعلقة بالتمييز بين المناطق والتقسيم القائم بخصوصها، لذا أسسنا من خلال هذا المخيم حضورا منوعا من المدينة والقرى والمخيمات، وكنا نراهن على كسر الحاجز بشكل سريع، وبالفعل تمكنا ومن أول يوم من تحقيق حالة من الاندماج التام بين جميع المشاركين". يضيف:" عدا ما ذكرت، فإن فكرة المخيم تأتي من فكرة المشروع القائمة على دعم النساء من كل فئات المجتمع، وقد استضفنا أعضاء وعضوات من مجالس محلية، مثل بني نعيم وسعير، ما ترك أثرا كبيرا لدى المشاركين والمشاركات، وكان من أبرز نتائجه المطالبة بإعطاء كوتا أكبر للنساء في المجالس المحلية وفي مراكز صنع القرار، ولعل هذا نجاح كبير للمبادرين والداعمين لقضايا النوع الاجتماعي، سيترك أثره مستقبلا في مزيد من الجهد لدعم النساء، وبالتالي، فإن النجاح الكبير الذي تحقق يتمثل في دعم المشاركين في المخيم وتشجيعهم لترشح النساء في الانتخابات القادمة، وأن يكون للنساء حضور أكبر فيها، خاصة أنهن يمثلن نصف المجتمع".

جدارية مشاركة المرأة في الحياة السياسية

الناشطة عفاف فرعون، متدربة ومتطوعة ومن مناصري قضايا النوع الاجتماعي، وهي اليوم عضو في مجلس محلي العيزرية جنوب شرق القدس، قادت واثنين من النشطاء الشباب مبادرات هدفت إلى تعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية، وبالتالي كان لهذه المبادرات أثر في تعزيز الدعم الذي يقدمه مناصرو العدالة الاجتماعية، كما تقول. وتضيف:" كان النا في البداية لقاءات تدريبية في قضايا النوع الاجتماعي والمشاركة السياسية للمرأة في قاعة الهلال الاحمر، وتبع هذا التدريب لقاءات تثقيفية في جامعتي بيرزيت، والقدس – أبو ديس عقدتهما الناشطة نجوى عودة، وسلوى هديب عضو المجلس الثوري لحركة "فتح". كما كان هناك ايضا أربعة لقاءات مساءلة مجتمعية عقدت في أربع بلدات من ضواحي القدس بدو وبير نبالا وعناتا والعيزرية .

المبادرة الأبرز

بيد أن المبادرة الأبرز، كانت في رسم جدارية حول مشاركة المرأة في انتخابات الهيئات المحلية، ورسمنا جدارية على مدخل البلدة وفي مكان يمكّن الجميع من رؤية هذه الجدارية، وكلن لهذا أثره الكبير مجتمعيا وباتجاه تطوير قدراتنا الذاتية".

تمكين النساء ورفع قدراتهن

ترى فرعون، أهمية كبيرة لمثل هذه المبادرات التي: "عززت من دورنا كمناصرين وداعمين للعدالة الاجتماعية، وقد بدا ذلك من خلال اندفاع الشباب وانخراط في عملية الدعم لمشاركة النساء في الحياة السياسية أسوة بالرجال". تضيف:" يكمن النجاح في هذه التجربة أيضا، في أنني كمتدربة استفادتي من التدريبات التي عقدت بعد الترشح للانتخابات، حيث أصبحت بعد ذلك على وعي تام بأمور كثيرة كنت اجهلها بالسابق، وهنا يكمن هنا التمكين في اختيار النساء والفتيات الراغبات باحتلال دور مهم في مجتمعاتهن لكنهن يحتجن الى تلقي التدريبات لمواجهة المشاكل التي من الممكن ان تعترض طريقهن، وكيفية تعاملهن مع هذه المشاكل وأبرزها القمع الذكوري والاستهتار بقدرات المرأة والاستخفاف بها".

http://www.miftah.org