لأول مرة في تاريخ القرية: مجلس ظل نسوي في قرية العوجا بدعم من 'مفتاح'
بقلم: مفتاح
2017/8/12

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15191

لأول مرة في تاريخ قرية العوجا ومجلسها القروي يتشكل مجلس ظل من نساء القرية من تسعة أعضاء، هدفه وغايته دعم أعضاء المجلس البلدي الجديد المنتخب، وتحديدا عضوتين في المجلس، كانتا خاضتا الانتخابات الأخيرة ضمن قائمة مستقلة، وحظيتا قبل ذلك بدعم وإسناد كبيرين من قبل المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، من خلال لقاءات وورش تدريب عديدة استهدفت من خلالها نساء الأغوار وخاصة في قرية العوجا الواقعة إلى الشمال من أريحا، ويقطنها نحو 5500 نسمة.

مجلس الظل النسوي: إنجاز كبير

المبادرة بتشكيل مجلس الظل هذه، لم تكن لتتحقق لولا الدعم الكبير الذي قدمته "مفتاح"، لعضوتيه ولنساء العوجا عموما، كما تقول تغريد الناجي، عضو المجلس القروي، والتي وصفت تشكيل مجلس الظل بأنه أهم نجاحات وإنجازات "مفتاح" في منطقة الأغوار، وهو نتاج سلسلة طويلة من اللقاءات وورشات العمل التدريبية التي مكّنت نساء القرية وجعلتهن أكثر إدراكا ومعرفة لمسؤولياتهن وواجباتهن اتجاه أنفسهن أولا واتجاه مجتمعهن.

في هذا السياق، تشير الناجي، إلى الجهد الخاص والدؤوب من قبل منسقة "مفتاح" في أريحا والأغوار نجاة ارميلية، وكذلك المتابعة الدائمة من قبل نجوى ياغي، مديرة مشاريع في "مفتاح"، خلال جميع النشاطات التي نفذت في قرية العوجا، وكانت حافزا لأن تلتقي النساء ويشكلن مجلس ظل منهن لدعم المجلس البلدي، ومساندتنا كعضوات فيه، بالتوجيه والمشاركة في كل لقاء يناقش قضايا المجتمع ومشكلات القرية واحتياجاتها، بل أن لقاءات للمجلس تعقد في بيوت عضواته لتدارس ما يمكن عمله.

إحداث التغيير

لقد خاضت الناجي الانتخابات الأخيرة، ضمن "قائمة العوجا المستقلة"، وكان دافعها من الترشح رغبتها في إحداث التغيير في أوضاع قريتها حيث تحتاج كثير من المشاريع الحيوية، سواء ما تعلق منها بالبنية التحتية، أو تشغيل العاطلين والعاطلات عن العمل، وتمكين النساء اقتصاديا.

آمنت الناجي، بأن دورها هذه المرة لن يكون هامشيا، وأن طموحها ليس مجرد الوصول إلى مقعد في المجلس القروي لمجرد الوجاهة، ولهذا فمنذ اليوم الأول من انتخابها وممارستها لعضوية المجلس، تتابع أولويات الناس في قريتها، ومن أبرزها مشروع الصرف الصحي حيث التحقت بعضوية اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ هذا المشروع، وهي لا تنفك تتابع أولا بأول، بالإضافة إلى التنسيق شبه اليومي مع مؤسسة "مفتاح" وطلب مساعدتها الاستشارية في بعض القضايا.

بالنسبة للناجي، فإن أولوية أولوياتها، هي تثبيت حق أهالي قريتها ببئر مياه العوجا، بحيث لا تتحدد المنفعة منه بمياه الشرب فقط، بل أيضا لاستخدامات الري، حيث تعتبر القرية زراعية بالدرجة الأولى وتحتاج ريا دائما، وبسبب شح المياه تعاني القرية الآن من التصحر، وهو تحد ترى الناجي أنها ستواجهه وتحاول التغلب عليه، من خلال تثبيت حقوق الأهالي بمياه البئر الخاص بهم، وتأمل بأن يكون ل"مفتاح" دور في حل هذه المشكلة من خلال مساءلة سلطة المياه بهذا الخصوص، باعتبارها صاحبة القرار فيه.

نساء العوجا قادرات ويستطعن

ولأنها تثق بمجلس الظل النسوي، وتؤمن أن نساء العوجا قادرات ويستطعن، تأمل الناجي من "مفتاح" شمول القرية بمشاريع صغيرة تؤمن مداخيل لنساء القرية، ليكنّ قادرات على مساعدة أسرهن وأزواجهن، والتخفيف من حدة البطالة.

ولهذا كانت أول ورشة عمل للجنة الظل النسوية، - عقدت في منزل مرشحة لم يحالفها الحظ في الانتخابات – شاركت فيه 15 شيدة كان من بينهن الناجي، حول الطاقة الشمسية ومحطات تنقية المياه الرمادية وفحص الآبار الارتوازية.

التمكين المعرفي والتوعوي

أما الاحتياج الدائم، والمأمول أن تقدمه "مفتاح" كما تقول الناجي، فهو استمرار دعمها لنساء قريتها في مجالات التمكين المعرفي والتوعوي، وإشراكهن في كل جديد من اللقاءات وورشات التدريب التي تنفذها، خاصة أن تدخلات "مفتاح" السابقة كانت سببا مهما لوصولها إلى عضوية المجلس القروي في العوجا، في طريق تمكينها سياسيا وتعزيز مشاركتها في مواقع صنع القرار.

عملت الناجي متطوعة لأكثر من عشر سنوات، وفي أكثر من مؤسسة، وحين تقدمت للانتخابات فازت بها مستندة إلى تاريخ طويل من العمل الميداني كما تقول:" أنا فزت بالانتخاب وليس بالتزكية.. ووصلت أيضا بأصوات النساء". ولهذا ترى أهمية لتمثيل المرأة في المجالس المحلية باعتبارها شريكة للرجل، وهي نصف المجتمع. "هي التي تصنع قرارها في البيت.. وفي المجلس المحلي .. وفي المجتمع" كما تقول الناجي.

في منزل الناشطة النسوية (أم مهند)، والتي كانت ترشحت ضمن القائمة المستقلة للعوجا ولم يحالفها الحظ بالنجاح لفوز اثنتين من زميلاتها في عضوية المجلس القروي، عقد أول اجتماع لمجلس الظل النسوي حيث أعلن عن تشكيله بحضور منسقة مفتاح في أريحا نجاة ارميلية.

لم يمنعها عدم تأهلها في الانتخابات من الاستمرارية في الطريق الذي ابتدأته، وهي كما قالت، ستعود لخوض الانتخابات القادمة حتى تحقق الفوز، بدعم من نساء القرية، ومجلس الظل الذي سيكون على رأس أولوياته تمكين النساء في مراكز صنع القرار.

تقول "أم مهند:" الفكرة الأساسية من تشكيل مجلس الظل، شعورنا وإدراكنا بأن النساء هنا مهمشات ومستثنيات في المجالس القروية وفي مواقع القرار. وحين قررت خوض الانتخابات فكرت بداية في خدمة القرية، وقلت في حينه، طالما أنه بإمكاننا أن نخدم فلماذا لا أخوض الانتخابات، وانا على ثقة بأن خوض التجربة الأولى وعدم التأهل للفوز سيكون بداية خطوات نجاح يمكن أن نبني عليها، لهذا كان التوجه نحو مجلس الظل النسوي، لدعم زميلتينا اللتين فازتا في الانتخابات، لمساعدتهما في كل ما يمكن أن يكون سببا لنجاحهما".

المرأة ثلثا المجتمع والرجل ثلثه المتبقي

بالنسبة لأم مهند، ترى أهمية خاصة لتمثيل النساء في المجالس القروية، فالمرأة لم تعد فقط نصف المجتمع، بل هي ثلثيه والرجل ثلثه الآخر المتبقي. وهي كما الحال بالنسبة لعضوة المجلس القروي تغريد الناجي، تثق باستمرار دعم "مفتاح" لنساء العوجا، اللواتي يتمتعن بالدافع والحافز، ويعتقدن بأنهن قادرات على القيام بدورهن وتحمل مسؤولياتهن. والدعم المنشود من “مفتاح" أيضا هو مزيد من مشاريع التمكين الاقتصادي لنساء العوجا، إضافة إلى دورات التمكين والتوعية، وهي حاجة مستمرة.

سلسلة طويلة من الأنشطة

بدورها، تطرقت نجاة ارميلية منسقة "مفتاح"، في أريحا، إلى سلسلة طويلة من الانشطة التي نفذتها "مفتاح"، في قرية العوجا أكبر القرى في المنطقة، من حيث عدد السكان والعائلات.

تقول ارميلية:" مراعاة للعادات والتقاليد بدأت اعمل اللقاءات الجماهيرية في الاحياء السكانية في قرية العوجا من خلال عناوين من النساء النشاطات وبدعوة منهن للعمل في بيوتهن وحث النساء وتشجيعهن على المشاركة في الحياه العامة والسياسية، عبر نشر الوعي بالمواطنة الصالحة والحقوق، وتشجيعهن على المشاركة في الانتخابات، كونها ستحدثـ التغيير المطلوب، وبعد عدد من اللقاءات الجماهيرية، لمست تغيرا واضحا وكبيرا من خلال مشاركتهن في الانتخابات كمرشحات وناخبات في انتخابات 2017 .

وفي اللقاء الاخير الذي نفذ في بلدية العوجا بتاريخ 1/8/2017، مع العضوات الجدد وبحضور رئيس البلدية، صلاح فريجات، والذي تحدث مع النساء مطولا، وعن اهمية دور العنصر النسوي والتوعية المستدامة للقطاع النسوي والمساعدة في تطوير البلدية، بالشراكة مع النساء، مؤكدا أن لا تنمية دون مشاركتكن.

وأكدت ارميلية، على ما ورد من توصيات من قبل مجلس الظل النسوي والموجهة إلى مؤسسة "مفتاح"، ومن أبرزها: تنفيذ تدريبات لبناء قدرات النساء ومعرفة مهامهن، وطبيعة عمل المجلس، والقيام بزيارات تبادلية لمجالس ظل في المحافظات الاخرى لتبادل الخبرات معها، إضافة إلى دعم النساء بمشاريع ومبادرات، وتشبيكهن مع مؤسسات مانحة، تعزيزا لمكانة ودور مجلس الظل قي القرية.

http://www.miftah.org