تأمل أن تستمر لسنوات عديدة قادمة..
'أم رأفت'، عضو مجلس قروي زعترة: بدأت حكايتها في العمل الريادي ومع 'مفتاح' قبل عشر سنوات

بقلم: مفتاح
2017/8/19

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15193

ديمومة علاقتها مع "مفتاح" على مدى أكثر من عشر سنوات، رسخت لدى مريم محمد جمعة أبو ربدة ( أم رأفت) من بلدة زعترة بمحافظة بيت لحم كثيرا من تجربتها كناشطة مجتمعية، وعززت من توجهاتها الأساسية فيما يتعلق بدور المرأة وقدرتها على أن تكون ندا للرجل في كل ما يتعلق بتحمل المسؤولية وتحقيق النجاحات المأمولة.

لا يكاد فردا من قريتها إلا ويعرفها ويدرك حجم عطائها لمجتمعها، حيث ترأس النادي النسوي في زعترة، التابع لجمعية تنمية المرأة الريفية، إلى أن رشحت نفسها لانتخابات المجلس المحلي في قريتها والتي جرت في أيار من العام 2017، بضغط ودعم من أبناء القرية جميعا، حيث فازت في عضوية المجلس إلى جانب عضوة أخرى كانتا انضمتا إلى إحدى القوائم هناك، .

بدايات مستمرة

كان حديث (أم رأفت)، وبعد مرور ثلاثة شهور عن فوزها في انتخابات المجلس، وترؤسها للجنتي المشتريات والمرأة والطفل، عن بداياتها مع "مفتاح" قبل عشر سنوات، وما تحقق من هذه العلاقة من تأثير وانعكاس على شخصيتها وحضورها، وإيمانها بأنها قادرة وتستطيع، وأن تعكس ما تعلمته أثرا على الأرض عممته على غيرها من نساء قريتها وحتى شبابها، الذين اندفعوا حماسا لدعمها في الانتخابات والضغط عليها كي تترشح، ومناصرتها حتى فازت وحققت تطلعاتهم في أن يكون لواحدة من نساء قريتهم موقعا في صنع القرار، يواجه احتياجات القرية ويلبي مطاليها لدى الجهات التنفيذية.

كان أول لقاء نظمته "مفتاح:، وشاركت فيه "أم رافت"، جمع عشرات النساء مع نقيب الصحفيين آنذاك عبد الناصر النجار، استمعت المشاركات خلاله إلى مداخلات عن حقوق المرأة والعنف الممارس ضدها، ودور الاعلام، وكان لقاء مفيدا ومهما، وعاملا جوهريا في أن تستمر في تواصلها مع "مفتاح"، ومع منسقتها في بيت لحم رشا موسى، حيث شاركت في جميع اللقاءات الجماهيرية وورشات التدريب المختلفة.

تقول "أم رأفت" في هذا الشأن:" كانت البداية الأولى التي عمقت المعرفة لدي، ومكنتني معلوماتيا، وعززت من قوة شخصيتي، علما بأنني كنت على تماس يومي مع مجتمعي في قرية زعترة كناشطة نسوية، وانعكس ذلك لاحقا باندماج كبير مع فئات المجتمع خاصة النساء، من حيث تعريفهن بحقوقهن وواجباتهن، وأن دور المرأة لا ينحصر فقط في البيت وتربية الأولاد، وأحدث هذا انعكاسا اليوم بحجم التفاف النساء حول حقوقهن ومطالبتهن بها"..

تجربة الانتخابات

تقول (أم رأفت):" ما تعلمته من "مفتاح"، وما تركته تدريباتها ولقاءاتها الجماهيرية من أثر على شخصيتي وتنمية قدراتي ومهاراتي، كان سببا مهما لخوض انتخابات المجلس، وهو قرار قوبل بالدعم الكبير من أهالي القرية، بل ومن القائمة التي انضممت إليها، بعد أن أدركوا أهمية وجودي معهم وضمن قائمتهم، وكان فوزي مستحقا، ليس بسبب الدعم الذي حصلت عليه من المجتمع فقط، بل أيضا بفضل ما أنا عليه من حضور عام، عززه دعم "مفتاح" المتواصل لي من خلال منسقتها في بيت لحم، حيث خضت تجربة الانتخابات، وكنت على علم ومعرفة بقوانينها، وحقوق المرأة فيها". أضافت:" ما حققته من فوز في الانتخابات كان واحدا من انعكاس هذه العلاقة مع "مفتاح"، ولذا حرصت أن أنقل معرفتي إلى غيري من نساء القرية، وأن أقف داعمة ومناصرة لزميلتي في عضوية المجلس القروي، ولم يعد انعكاس هذه التجربة والمعرفة حصرا عليّ فقط، بل امتد إلى كثير من النساء في زعترة، حيث بات اليوم صوتهن مسموعا، ولا تجد من يعارضه ويعترض عليه، بعد أن تولدت الثقة لدى الجميع بقدرة النساء على العطاء والمساهمة في بناء القرية التي تتطلب جهود الجميع نساء ورجالا".

حضور لافت

حضور (أم رأفت) لافت في اجتماعات المجلس المحلي في قريها زعترة. فمنذ انتخابها لم تفوّت واحدة من جلساته. ولم يكن حضورها – كما تقول – مجرد تكملة عدد أو "رجل طاولة" أو "تبصم على المحضر وبس". تقول:" أنا بقعد وبناقش وبتدخّل في كل القرارات.. ما بمرّ أي قرار دون ما يكون لي رأي فيه.. صحيح الجلسات بتصير بعد المغرب، ورغم هيك بحضرها ولا بفوّت أي جلسة، حتى ما أعطي فرصة للرجال ويقولوا إني مقصّرة".

في ذلك، تحظى (أم رأفت) بدعم زملائها أعضاء المجلس، وكذلك دعم المجتمع، حيث ترى أن من أولوياتها العمل من أجل المرأة في زعترة، لأن الاحتياج كبير للمشاريع الصغيرة المخصصة للنساء في قريتها، لأن البطالة متفشية والعاطلون عن العمل من النساء والرجال كثر، وهناك نساء مطلقات وأرامل وبحاجة إلى أن يساعدن في إعالة أسرهن.

الاستجابة للتحديات

بالنسبة ل "أم رأفت"، التحديات كبيرة وكثيرة، وفي التوصيات التي تنادي بها، ترى في "مفتاح" جهة يمكن التوجه إليها للحصول على مزيد من الدعم سواء عبر مزيد من دورات التوعية واللقاءات الجماهيرية، أو من خلال المساهمة في توفير المشاريع الصغيرة، إضافة إلى أنها ومن موقعها في عضوية المجلس بدأت تحركا لحل مشكلتي الصرف الصحي، والمياه المقطوعة ، حيث تعكف مع أعضاء المجلس المحلي على متابعتها، وهي تأمل أن تحقق نتائج ملموسة، لتكون نجاحات لها وللمجلس حديث الاستلام لمهامه.

ما تنشده (أم رأفت)، وهي واحدة من نساء "مفتاح"، ومن قصص نجاحها، أن تتواصل العلاقة بينها وبين "مفتاح"، فالمشوار الطويل الممتد على مدى عشر سنوات مضت، يمكن أن يستمر لسنوات عديدة قادمة، ليصبح للنجاح معني، وللتأثير مدلول في حياة مجتمعها وقريتها، وهي تجسد بجهودها وكفاحها في القرية الإصرار والمثابرة للوصول إلى الهدف المنشود، عملا بالمثل القائل:" رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة".

http://www.miftah.org