ضمن مشروع 'دعم حماية المرأة'
'مفتاح' تختتم ستة أيام تدريبية للأئمة وواعظات من أربع محافظات بالضفة

بقلم: مفتاح
2018/5/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15275

استكملت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" مؤخرا ستة أيام تدريبية حول العنف المبني على النوع الاجتماعي والحقوق الصحية والإنجابية للعشرات من الأئمة والواعظات من محافظات أريحا والأغوار ، الخليل، وبيت لحم، ضمن مشروع "دعم حماية المرأة"، والذي تنفذه "مفتاح" بالتعاون والتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان .UNFPA

نشر الوعي

وفي هذا السياق، قالت حنان سعيد، منسقة المشروع، أن التدريبات الأخيرة جاءت انطلاقا من تجربة "مفتاح" وبالتعاون مع وزارة الأوقاف خلال السنوات الماضية 2014 – 2016، فيما يخص تدريب الأئمة والواعظات حول تلك القضايا من العنف، بهدف توسيع دائرة الاستفادة في المحافظات المستهدفة، وقد اشتملت التدريبات على توعية بالقضايا الأساسية ذات الصلة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي، والحقوق الصحية والإنجابية، كون المشاركين فيها جهة مؤثرة في المجتمع، وأن تضمين هذه القضايا في الخطاب الديني سيساهم في نشر الوعي بين المواطنين. أضافت:" لاحقا لهذا التدريب، سينفذ المشاركون والمشاركات لقاءات توعوية في مجتمعاتهم المحلية على ضوء ما طرح من قضايا خلال التدريب، ومن أبرزها: تنظيم الأسرة، التزويج المبكر، التحرش الجنسي، الاعتداء الجنسية داخل الأسرة.

بدورها، تطرقت المدربة حنان ابو غوش، خلال تلك التدريبات إلى مفهوم حقوق الانسان، وتحديدا الحقوق الانجابية، خلال مراحل حياة المرأة المختلفة ( المراهقة ، المرحلة الإنجابية، ومرحلة ما بعد الانجاب)، ومفهوم حقوق الانسان وسمات وميزات هذه الحقوق باعتبارها حقوقا عالمية ومتكاملة، لا يمكن تجزئتها او فصلها عن بعضها البعض. كما تم نقاش المحددات الاجتماعية التي تؤثر على التمتع بالصحة والوصول لحالة من الرفاه في الصحة الانجابية، واهم هذه المحددات المستوى التعليمي والاقتصادي والعمل والسكن ووجود الصرف الصحي والتمتع بكافة الحقوق من أجل التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة الانجابية، والعوامل التي تؤثر على محدودية دور الشباب والرجال في الصحة الانجابية وأهمها: تقسيم الأدوار على أساس النوع الاجتماعي، وهذا التقسيم التقليدي الذي يعزز أنه لا يوجد للذكور شأن في هذه القضايا والتربية الذكورية التي تعزز التقسيم التقليدي، وعدم الوعي لأهمية الدور والادماج، وعدم بذل الجهود ايضا من جانب المؤسسات لرفع الوعي بهذا الموضوع.

وبالإضافة إلى ذلك، تم مناقشة موضوع العنف، وأشكاله وتأثيره، وأهمية كسر دائرة العنف، وطلب النساء المساعدة من المؤسسات المختصة أو من ذوي الخبرة في حال التعرض للعنف، تخلل ذلك مناقشة تجارب المشاركين والمشاركات فيما يتعلق بتعرضهم للعنف، وكيف أنهم ما زالوا يعانون ويتألمون حين تذكرهم لواقعة العنف، ودور الأئمة، وأهمية هذا الدور، والصفات التي من المفترض أن يتمتع بها الأئمة لقيامهم بهذا الدور من ناحية التأثير على الذكور، وماهية المواضيع التي يمكن طرحها، وكيف يمكنهم التدخل.

إفادة وإثراء للمعلومات

من ناحيته، أكد الشيخ خميس عابدة، وكيل مساعد لشؤون الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف، على أهمية ما تم من تدريبات لأئمة وواعظات مديريات الأوقاف المختلفة، مشيرا إلى أن هذه الأهمية تنبع من خلال تفاعل المشاركين والمشاركات فيها، وما تمخض عنها من مخرجات وتوصيات تعتبر على قدر كبير من الأهمية، مع ضرورة الاستمرارية في تنفيذ تلك المخرجات.

ورحب الشيخ عابدة بشراكة وزارة الأوقاف مع مؤسسات المجتمع المدني، وفي المقدمة منها "مفتاح"، واستثمار هذا النوع من التدخلات واخذ ما يفيد منها كمجتمع فلسطيني، مؤكدا أن هذا التشبيك ليس الأول من نوعه، علما بأن الوزارة كانت أقامت شراكات مختلفة مع عدة هيئات ومؤسسات ومنظمات محلية ودولية في مواضيع مختلفة تتعلق بدور الوزارة.

أما الشيخ صبحي وريدات ( إمام وخطيب) من مديرية أوقاف أريحا، فقال في تقييمه لنتائج تلك التدريبات، أنها أتاحت له ولزملائه من الأئمة وللواعظات أيضا فرصة اكتشاف حقائق لم يكونوا على اطلاع بها خاصة فيما يتعلق بمفهوم الصحة الإنجابية، وبأهمية دور الأئمة والوعاظ في نشر الوعي بهذه القضايا في صفوف المواطنين. وقال:" التدريبات أثرت معلوماتنا فيما يتعلق بالتنظيم الأسري، والعلاقات داخل الأسرة، وانعكس ذلك على دورنا كأئمة، حيث بتنا الآن نتناول في دروسنا الدينية قبل الصلاة منظومة العلاقات الأسرية، وواجبات الزوج اتجاه زوجته وأسرته، ما رفع من منسوب المعلومات التي لدينا وضرورة أن يستفيد منها المجتمع في علاقاته الداخلية.

في حين، قالت الواعظة وفاء احمد صلاح، من قرية دار صلاح بمحافظة بيت لحم، أن التدريبات الأخيرة أمدتها بمعلومات على غاية من الأهمية فيما يتعلق بالصحة الإنجابية وتربية الأطفال، والعنف النفسي وكيفية التعاطي والتعامل مع تأثيراته، وهي الرسالة التي يجب على الواعظة من الآن فصاعدا أن تأخذ بها خلال تعاملها اليومي مع جمهور النساء، ووجوب نشر الوعي وتعميمه إزاء القضايا المعلقة بالصحة الإنجابية.

أما بالنسبة لليث قواسمة، وهو أخصائي اجتماعي، فقال أن الموضوعات التي طرحت خلال التدريب لم تكن جديدة عليه، لكن الجديد والأهم هو إدخال الخطاب الديني في قضية هامة مثل الصحة الإنجابية، وهذا يعكس جانبا مهما من التأثير في دور الأئمة والواعظات على المجتمع وعلى أفراد الأسرة فيه، وكان له أيضا انعكاس مهم علينا كأخصائيين اجتماعيين لناحية الاستعانة بهذا الدور في عملنا مستقبلا، ما يؤدي إلى تكامل إيجابي في الأدوار.

http://www.miftah.org