ضمن مشروع 'دعم حماية المرأة' الموقع الأصلي:
بات بمقدور الشيخ بركات زياد حجازي التميمي إمام مسجد خالد بن الوليد في مدينة الخليل أن ُيضمّن في دروسه اليومية والأسبوعية وفي خطب الجمعة موضوعات من صميم ما يعانيه المجتمع المحلي من مشكلات وقضايا لطالما تجنب الأئمة والوعاظ الحديث فيها أو التطرق إليها أخذا بالاعتبار لحساسية المجتمع حيال تناول بعض القضايا، خاصة ما تعلّق منها فيما ينشأ من خلافات وتنازع بين المرأة والرجل. هذا الأمر تحقق بفعل مشاركته في أكثر من دورة تدريبية نفذتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي "مفتاح" في الآونة الأخيرة، في مجال الحقوق الصحية والإنجابية والعنف المبني على النوع الاجتماعي، واستهدفت أئمة وواعظات من مختلف المحافظات، ومن بينها محافظة الخليل، ضمن مشروع "دعم حماية المرأة" الممول من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA. مثل هذا أيضاً، ينطبق على الواعظة ساجدة عمر الشرفا، وهي واعظة في مديرية أوقاف نابلس، حيث منحتها المشاركة في دورات التدريب هذه معرفة ومهارة أكبر في الخوض بقضايا مجتمعية تتعلق بعلاقة الرجل بزوجته وأسرته، وبما يكفل استقرار الأسر وأمن المجتمع والحد من العنف وتناول القضايا المجتمعية والتوعية عليها. يقول التميمي:" تمخضت مشاركتنا عن فوائد كثيرة، أهمها توسيع دائرة المعرفة والاطلاع في مجال الحقوق الصحية والانجابية وخاصة حقوق المراة والعنف المبني على النوع الاجتماعي وأهمية نبذه ومكافحته، وإحداث تفاعل كبير بيننا وبين من بتنا نستهدفهم بخطاباتنا ودروسنا ومواعظنا، ونحن نأمل بأن تتوسع دائرة الاستهداف لفئات أكثر بحيث لا تقتصر المشاركة وإعطاء الدروس على المساجد فقط، بل تمتد إلى معظم مؤسسات المجتمع من أندية وجمعيات ومراكز شباب ليستفيد منها أكبر عدد من المواطنين". يضيف التميمي:" خلال ممارستنا لما تعلمناه واجهنا بداية من هو مقتنع بما نؤديه في رسالتنا وتواصلنا معه، بينما أبدى البعض تحفظا. ومع ذلك كانت هناك نقاشات.. وكان هناك تقبّل بما نطرحه من قضايا مجتمعية وتوعية بقضايا تمس الحياة اليومية للاسرة الفلسطينية وخاصة المرأة والطفل، وهذا الأمر نرجو أن تتوسع "مفتاح" أكثر في طرح موضوعات للنقاش باتت مطلوبة من قبل من خالطناهم وحملوا أراء إيجابية حيال ما قمنا به". بدورها، عبّرت ساجدة الشرفا والتي تعمل واعظة في مديرية أوقاف نابلس، عن رأي مماثل فيما يتعلق بالأثر الذي تركته التدريبات الأخيرة التي شاركت فيها من خلال مؤسسة "مفتاح" في الموضوعات ذاتها والمتعلقة بالحقوق الصحية والانجابية والعنف المبني على العنوع الاجتماعي. وقالت:" أصبحنا الآن نخوض في موضوعات عديدة، أهمها: العنف، وحقوق المرأة، والصحة الإنجابية، وهي موضوعات كانت استكمالا لجولات سابقة من التدريب تمت في العام 2016". أضافت:" نحن اليوم أكثر حرفية ومهنية فيما نؤديه من رسالة في الوعظ والإرشاد، والانخراط مع شريحة كبيرة من المجتمع وهي النساء، ونتمنى أن تكون هناك أيضا مشاركة أكبر للرجال لأن مشاركتهم تساهم في ايجاد حلول لكثير من المشكلات، ويعطي الأسر أرضية ثابتة تمنح ثقة أكبر بالنفس". ترى ساجدة أن العمل على أرض الواقع يمكن أن يكون أكثر فاعلية وجدوى، وبالتالي لا بد من الانخراط والاندماج أكثر مع مشكلات مجتمعنا ومحاولة إيجاد الحلول لها، لأن ذلك يساهم في استقرار المجتمع، وانتظام حياة الأسر فيه. "لهذا، فدورنا الآن لم يعد مقتصرا على المساجد، ولم تعد رسالتنا تقف هناك فقط، بل امتدت إلى الجمعيات والمدارس والمؤسسات، وكل مكان يمكن أن نصل إليه، لأن هذا في صلب الرسالة التي نؤديها، خاصة أن ما تلقيناه من تدريبات منحنا قدرة أكبر على التعاطي مع المشكلات والتفاعل معها، والمساهمة في البحث عن حلول لها، وأصبحنا نواجه هذا التحديات مباشرة ونعمل على التغلب عليها بشكل آني او التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص لتقديم الدعم اللازم للاسر والنساء والاطفال".
http://www.miftah.org |