النائبة عايدة توما سليمان، عضو القائمة المشتركة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة..
بقلم: مفتاح
2019/10/26

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15383

  • نحن القوة الوحيدة المناهضة للاحتلال، ونعمل من أجل الديمقراطية والمساواة الحقيقية للمجتمع
  • قادرون على التأثير بشكل كبير في السياسة الإسرائيلية، ولا يمكن تجاهلنا أو تحييدنا في المعادلة السياسية
  • نتائج الانتخابات الأخيرة تعكس أزمة الحكم في إسرائيل، وهي تتجلى في سياسات نتنياهو المتطرفة ومحاولته تحقيق حلمه إسرائيل الكبرى
  • إذا تمكنّا من إخراج نتنياهو خارج اللعبة السياسية وإبعاده نكون قد خدمنا شعبنا الفلسطيني، لأنه يسعى لتحقيق ما يسمى صفقة القرن، والقضاء على أمل الدولة الفلسطينية المستقلة
  • غانتس لا يختلف كثيراً في طروحاته عن نتنياهو فيما يتعلق بقضية الشعب الفلسطيني، فهو يتحدث عن الضم وعن غور الأردن كحد أمني
  • رسالتي للقيادة الفلسطينية: في الوحدة قوة، ولا يمكن تحقيق إنجازات لشعبنا الفلسطيني طالما كنّا مشرذمين

    مقدمة:

    حين أجرينا الحوار مع السيدة عايدة توما سليمان عضو القائمة المشتركة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، عقب ظهور نتائج الانتخابات في إسرائيل، لم يكن صدر بعد التكليف من قبل الرئيس الإسرائيلي لكل من زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، وحزب أزرق أبيض برئاسة غانتس بتشكيل حكومة وحدة بين الحزبين الكبيرين بدعم وتوصية من الأحزاب الفائزة في هذه الانتخابات.

    كان حوارنا مع السيدة توما، ركز على موضوعات رئيسية أساسية تم حصرها في انعكاسات نتائج هذه الانتخابات على المواطنين الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، خاصة بروز القائمة المشتركة كقوة ثالثة في هذه الانتخابات وما جسّده ذلك من واقع جديد في الحلبة السياسية داخل إسرائيل، إضافة إلى الانعكاسات المحتملة لهذه النتائج على الواقع السياسي الفلسطيني، والمسارات التي يمكن أن تسلكها الحكومة الجديدة فيما يتعلق بمستقبل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، على ضوء الجمود الحاصل في عملية التسوية ووصولها إلى طريق مسدود.

    فيما حصل من تطورات بعد تكليف نتنياهو وغانتس بتشكيل حكومة الوحدة وموقف القائمة المشتركة من هذا التكليف لم يشمل الحوار مع السيدة توما، في انتظار ما تحمله التطورات مستقبلاً على صعيد تشكيل الحكومة إن تشكلت فعلاً.

    وفيما يلي نصّ الحوار الذي أجريناه ضمن زاوية "في ضيافة مفتاح"...

    *** ما قراءتك لنتائج الانتخابات الأخيرة للكنيست الإسرائيلي؟

    ** بالنسبة لنا كقائمة مشتركة استطعنا أن نحقق إنجازاً يكاد أن يكون تاريخياً من حيث الدعم والحصول على ثقة جمهورنا العربي والارتفاع الكبير في عدد المصوتين اليهود للقائمة المشتركة، ووضع القائمة على أنها القوة الوحيدة في الخارطة السياسية الإسرائيلية التي تعتبر يساراً، وهي القوة الوحيدة المناهضة للاحتلال وتعمل من أجل الديمقراطية والمساواة الحقيقية للمجتمع. كذلك الإنجاز الهام الذي قمنا به من حيث توجيه ضربة حقيقية لليمين الإسرائيلي وإضعاف نتنياهو من خلال ارتفاع نسبة التصويت بين جماهيرنا العربية واستعادة المقاعد الثلاثة التي خسرناها في الانتخابات السابقة، وهذا أمر لا يستهان به. الجميع بعلم الآن أننا قادرون على التأثير بشكل كبير في السياسة الإسرائيلية ولا يمكن تجاهلنا أو تحييدنا في المعادلة السياسية منذ الآن كما حاولوا. هذه المعركة كانت معركة حقيقية على شرعية ووزن التمثيل السياسي للجماهير العربية الفلسطينية. كان هناك محاولة لضرب التمثيل السياسي للأقلية الفلسطينية وتحويلها إلى مجموعات مشرذمة وعرضة لنهش الأحزاب الصهيونية، ولكن استطعنا بتماسكنا وبالعمل الجدّي واكتساب ثقة الجمهور أن نمنع هذا الشيْ. من الناحية العامة نتائج الانتخابات في إسرائيل تعكس أزمة الحكم الموجود في إسرائيل، وأزمة الحكم هذه تتجلى في أمرين أساسيين، الأمر الأول يتمثل بسياسات نتنياهو المتطرفة والفاشية والتي تحاول أن تصل إلى خطط ونوايا أكبر بكثير من قدرتها، حيث هناك فجوة كبيرة في محاولة نتنياهو تحقيق حلمه بدولة إسرائيل الكبرى، وليس بقادر على فرضه على الأرض بسبب الوضع في المنطقة، وبالتالي البديل هو في استشراسه في الاستيطان، وفي القمع بشكل وحشي.

    *** لكن ماذا عن بعض القوى السياسية التي تحاول أن تطرح نفسها كبديل..؟

    ** للأسف، هي قوى شبيهة بنتنياهو، في حين أن الاختلاف المركزي بينها وبين نتنياهو هو في القضايا السياسية الإسرائيلية الداخلية، ولكن ليس في القضايا الجوهرية المتعلقة بالاحتلال والاستيطان، وبالتالي هناك أزمة حكم في إسرائيل غير قادر أي من القادة السياسيين الموجودين الآن تشكيل حالة بديلة لها، لذلك نرى بأن هناك اصطفافات لا تسمح بتشكيل حكومة، وعلى الأغلب فإن التوجه هو إلى ما يسمى حكومة وحدة قومية.

    *** هل يمكن في حال فشلت الجهود لتشكيل حكومة من أحد الحزبين الكبيرين الذهاب إلى انتخابات ثالثة؟

    ** هذا احتمال وارد، ولو أن هناك إصراراً من طرف غانتس على أنه يريد حكومة وحدة، ولكن من الممكن جداً إذا لم ينجح بتفكيك المعسكر الذي بناه نتنياهو، هو إحداث حالة تمرد داخل الليكود على نتنياهو، لأن شرطه هو حكومة وحدة بدون نتنياهو. أي التحالف مع الليكود بدون نتنياهو. وإذا لم تكن هناك حالة تمرد حقيقية داخل الليكود ضد نتنياهو فسيفشل غانتس في تشكيل الحكومة، وعندئذ من الممكن جداً أن نعود إلى انتخابات جديدة مرة أخرى.

    *** كقائمة مشتركة، وبما تحقق من نتائج، كيف سيكون انعكاس هذه النتائج عليكم؟ وكيف يمكن استثمارها لصالح المواطنين الفلسطينيين في الداخل، وانعكاس هذه النتائج على الوضع الفلسطيني عموماً؟

    ** أولا وقبل كل شيء، نحن أثبتنا بأنه لا يمكن تحييدنا من المعادلة السياسية في إسرائيل، وعلى العكس تماماً، وبسبب حالة التوازن القائمة بين توجهات سياسية بين اليهود أصبحنا نحن بيضة القبّان في كثير من الأمور، وهذه القوة يجب أن تستثمر بشكل قوي جدا. الجمهور العربي يتوقع منا وحدة حال وعمل نضالي مشترك لكل القائمة المشتركة واستثمار هذه القوة التي برزت في الانتخابات الأخيرة من أجل تحقيق مطالب الجماهير. نحن نعتقد بأنه إذا تمكنا نهائياً من إخراج نتنياهو خارج اللعبة السياسية وإبعاده نكون قد خدمنا شعبنا الفلسطيني أكبر خدمة في هذه المرحلة التاريخية، لأن نتنياهو يسعى بكل قوته لتحقيق ما يسمى صفقة القرن وتطبيقها، ويسعى من أجل القضاء على أمل الدولة الفلسطينية المستقلة، ولكن بالتأكيد، فإن أي بديل لنتنياهو في هذه المرحلة لن يكون بالقوة والجبروت والاتصالات والتأثير الإقليمي الموجود لدى نتنياهو مما سيضرب المخططات التي كان يخطط لها هذا الرجل.

    *** في موضوع تشكيل الحكومة، هل لدى المشتركة توجه لو عرضت عليها المشاركة في حكومة برئاسة غانتس؟ هل هذا احتمال وارد أم أنّ لكم موقف آخر من هذه الحكومة؟

    ** لا أعتقد أن هذا الاحتمال وارد من طرف غانتس. فغانتس يسعى لحكومة وحدة قومية، وهو لا يحمل فكراً يعطيه الجرأة الكاملة لتقديم مثل هذا العرض علينا. وثانياً حتى لو عرض هذا العرض علينا، فهناك استحقاقات سياسية تتعلق بالخطوط العريضة لهذه الحكومة، لن نفكر حتى في هذا العرض فيما كانت هذه الخطوط بعيدة عن الحد الأدنى، وأهمها السعي لإنهاء الاحتلال فعلا. أنا لا أرى القصة في أية حكومة لا زالت تكرس الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، وعندما يزول الاحتلال تصبح الأمور مختلفة.

    *** كيف ترين مستقبل المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة؟

    ** دعنا أولاً نرى أية حكومة ستتشكل. لا يمكن التكهّن. إذا كانت حكومة يمينية بقيادة نتنياهو فليس هناك ما يمكن الحديث عنه سلام. وإذا كانت حكومة غانتس في تحالفات الليكود خارجها ستكون مختلفة عن حكومة ما يسمى "وحدة قومية"، وبالتالي هذا مرهون بأي نوع الحكومة ستتشكل، علماً بأنّ غانتس لا يختلف كثيراً في طروحاته. هو قد يكون مختلفاً في القضايا الإٍسرائيلية الداخلية، ولكن فيما يتعلق بقضية الشعب الفلسطيني، فقضيتنا والواقع الإقليمي بالنسبة له ليس بعيداً عن نتنياهو. فهو يتحدث عن الضم وعن غور الأردن كحد أمني، وبالتالي هو لا يختلف كثيراً، وهو يميل لأوساط أخرى داخل المجتمع الأميركي، ولذا علينا أن ننتظر ونرى كيف ستؤول الأمور.

    *** ما هي رسالتكم للقيادة الفلسطينية؟

    ** إذا كان هناك رسالة، فهي أنّ في الوحدة قوة، وأنه لا يمكن تحقيق إنجازات لشعبنا الفلسطيني طالما كنّا مشرذمين، وطالما كان هناك أصوات مختلفة في داخلنا. نحن بحاجة إلى عمل جدّي لإعادة رأب الصدع، وإعادة اللحمة لمجتمعنا ولشعبنا ولقياداته حتى نستطيع فعلاً التأثير على السياسات المنتهجة في المنطقة.

    ** عايدة توما سليمان، من مواليد 16 يوليو 1964، سياسية وقيادية نسوية فلسطينية، ولدت في مدينة الناصرة، تشغل منصب عضو كنيست ضمن القائمة المشتركة ممثلة عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ورئيسة لجنة مكانة المرأة، وهي أول نائب عربي يتولى رئاسة لجنة برلمانية في الكنيست الإسرائيلي، قبل دخولها البرلمان في آذار مارس 2015، اشغلت منصب رئيسة تحرير صحيفة الاتحاد التي تعتبر أهم وأقدم الصحف الصادرة بالعربية في إسرائيل، والتابعة للحزب الشيوعي الاسرائيلي، وكانت المديرة العامة لجمعية نساء ضد العنف، اكبر مؤسسة نسوية في الداخل الفلسطيني.

  • http://www.miftah.org