'مفتاح' تطلق استراتيجية 'شوفونا' نحو إدماج النساء والشباب في مواقع صنع القرار وعلى طاولات الحوار الوطني
بقلم: مفتاح
2020/11/30

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=15472

رام الله – 26/11/ 2020 - تحت رعاية الدكتورة آمال حمد وزيرة شؤون المرأة، وضمن مشروع "شوفونا" أطلقت المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" خلال لقاء مفتوح عقد في السادس والعشرين من تشرين الثاني 2020 استراتيجية "شوفونا" نحو إدماج النساء والشباب في مواقع صنع القرار وعلى طاولات الحوار الوطني.

استهل اليوم المفتوح بكلمة مؤسسة "مفتاح" ألقتها د. تحرير الأعرج المديرة التنفيذية للمؤسسة، قالت فيها: " إن تشكيل "منصّة شوفونا نحو تمثيلٍ ومشاركةٍ فعّالةٍ للنّساء على طاولةِ الحواراتِ الوطنيّةِ وفي مراكز صنع القرار" تأتي استكمالاً للجهود التي تقوم بها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" في تعزيز الدور القيادي للنساء والشباب والضغط باتجاه انخراطهم/ن في صياغة القرار السياسي ورسم السياسات العامة، وتمثيلهم/ن في دوائر الحوار الوطني، حيث عملت مؤسسة "مفتاح" ومن خلال برنامجها "حوار السياسات والحكم الرشيد" على تهيئة بيئة حوارية وتفاعلية للنساء والشباب من خلفيات ومهن وانتماءات سياسية متنوعة على مستوى القاعدة والنخب لمناقشة التحديات التي تعيق دمجهم في الحياة السياسية، وتناقش الأسباب وراء غياب النساء والشباب عن حوارات المصالحة الوطنية وإعادة الوحدة الوطنية.

أضافت:" لقد سعت مؤسسة "مفتاح"، وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي UNDP وشبكة وطن الإعلامية إلى توفير المساحات الحوارية الديمقراطية حول واقع مشاركة النساء السياسية في السياق السياسي والاقتصادي الفلسطيني وما تعتريه من تحديات أبرزها مدى وجود الإرادة السياسية في عملية إصلاح القوانين والتشريعات في مواجهة الثقافة الأبوية الذكورية في المجتمع الفلسطيني، وتطوير السياسات التي من شأنها أن تعمل على ضمان تحقيق المساواة والعدالة ما بين الجنسين القائمة على النوع الاجتماعي من خلال تنظيم مجموعة من التدخلات".

بعد ذلك، ألقى سفيان مشعشع، مساعد الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة أل UNDP، كلمة الممول والشريك للمشروع، حيث أشار إلى أن هذا المشروع بعكس المشاريع الأخرى قد مُوّل ذاتياً، ما يعكس اهتمامنا بإطلاق موضوع الاستراتيجية وهو ليس نهاية المطاف". أضاف:" الاستراتيجية كانت في الواقع تعبيراً عن مجموعة من الأنشطة السابقة، ونحن نشعر بأن هذه الاستراتيجية هي منصة مستقبلية لعمل مستمر من أجل تعزيز دور المرأة الحقيقي في المشاركة بصنع القرار، وليس فقط معالجة ملف الانقسام والمشاركة في لجان المصالحة. وبالتالي المنصة ومشروع "شوفونا" هو نقطة انطلاق لا يتم تقييمه فقط من خلال إطلاق استراتيجية بل المعيار الأساسي في مدى فاعليتها المستقبلية، ومدى تمكننا من وضع مشاركة حقيقية وليست شكلية فقط".

في حين، لفتت كلمة المنصة التي ألقتها أحلام الوحش إلى أنه سبق تشكيل منصة "شوفونا" عدة لقاءات توعوية وإرشادية توّجت بتشكيل منصة تضمّ العديد من النساء والشباب. وقالت:" لدينا طموح بالوصول إلى مواقع صنع القرار من أجل أن يكون لدينا دور على طاولة الحوار والمصالحة، لأنّ هناك تهميشاً وإقصاءً للمرأة في هذه المواقع، على مبدأ أن الحقوق لا تتجزأ، وتجمعنا مبادئ أهمها حرية الرأي والتعبير التي يكفلها تاريخنا النضالي الفلسطيني، نحو تمثيلٍ ومشاركةٍ فعّالةٍ للنّساء على طاولةِ الحواراتِ الوطنيّةِ وفي مراكز صنع القرار هي منصة تفاعلية نسائية شبابية ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتوسيع دائرة تفاعلنا على منصات التواصل الاجتماعي الافتراضية، مصمّمين على أن نكون مرئيين، ف"شوفونا" نحن النساء والشباب استطعنا أن نصل إليكم/ن في ساحات حقيقية وافتراضية تفاعلية".

من ناحيتها، عبّرت وزيرة شؤون المرأة د. آمال حمد في مداخلتها خلال اللقاء عن تقديرها لمؤسسة "مفتاح" وما تتمتع به من أداء مميز على الأرض حيث تلامس الأولويات والاحتياجات، وتتصف برؤية واضحة في كل التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية. وأكدت في سياق الكلمة على مجموعة من القضايا من أبرزها أهمية الشراكة بين الحكومة والتكامل مع المجتمع المدني باعتباره شريكاً فاعلاً وله دور أصيل في السياسات والبرامج والتدخلات التي تنطلق من احتياج ومن أولوية، وهو ما تعمل وزارة شؤون المرأة على أرضيته وانطلاقاً منه مع مؤسسات المجتمع المدني. وفي هذا الصدد تطرقت وزيرة شؤون المرأة إلى موضوعة المشاركة السياسية مشيرة إلى الاستراتيجية القطاعية للوزارة، والتي هدفت بالأساس إلى تمكين النساء ووصولهن إلى مراكز صنع القرار في جميع أطر منظمة التحرير الفلسطينية وأطرها واتحاداتها النقابية، وفي داخل الفصائل والأحزاب المطلوب منها أن تبادر أولاً إلى تجسيد قرارات المجلسيْن الوطني والمركزي بخصوص الكوتا النسائية من خلال العمل على التشريعات والقوانين التي تضمن تحقيق هذا الهدف.

بعد ذلك، جرى عرض للخطة الاستراتيجية لمنصة "شوفونا"، حيث عرض السيد حاتم طه عضو المنصة رؤية المنصة التي تتمحور حول التمثيل الحقيقي والمشاركة الفاعلة للنساء الفلسطينيات في الحوارات الوطنية ومراكز صنع القرار، وسلّط الضوء على أهم أهداف الخطة التي تؤكد على الشراكة النسوية الفاعلة في التداول الديمقراطي والتمثيل في مراكز صنع القرار، وفي المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام.

وعرضت السيدة شادية أبو سلطان والسيد ياسين أبو عودة بدورهما أهم المبادرات الالكترونية والوجاهية التي خططتها المنصة عبر سلسلة طويلة من الاجتماعات واللقاءات ونفذتها المنصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأهمها باص المصالحة الوطنية - باص شوفونا ومباراة كرة القدم الودية بمشاركة الفصائل الفلسطينية.

وحول القيم والمبادئ التي تبنتها الاستراتيجية أوضح السيد سامي الساعي بأن استراتيجية "شوفونا" أكدت على الإيمان بقيم السلم المجتمعي، والديمقراطية، وحرية الرأي والتعبير، وعلى جميع القيم التي تعزز المواطنة، واحترام التعددية والقدرة على التفكير والنقد البناء، وديمومة تطوير المهارات القيادية، وقيادة مبادرة التغيير وصولاً للهدف المرجو منه في إطار منهجية منصة "شوفونا".

فيما عرضت السيدة وجدان البحيصي أهم مرتكزات خطة "شوفونا" الاستراتيجية وأهمها وثيقة الاستقلال الفلسطينية، والتوجهات الاستراتيجية الواردة في أجندة السياسات الوطنية، بالإضافة إلى توجهات المجتمع الدولي في تمكين المرأة ومناهضة جميع أشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي.

وتضمّن الاستعراض تحليلاً لواقع النساء في ظل الانقسام، حيث أوضحت السيدة رشا نوفل بأن استراتيجية "شوفونا"، أكدت على أن النساء كنّ الأكثر تضرراً منه على مختلف الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وقد ترتّب عن الانقسام السياسي الفلسطيني تهديداً مباشراً للحق الفلسطيني في الحياة، حيث بلغ عدد الفلسطينيين الذين فقدوا حقهم في الحياة خلال الفترة بين 2007-2017، 1098 مواطناً ، نتيجة لأعمال العنف الداخلية، وانتشار السلاح، والوفاة في مراكز التوقيف، وخلافه من الأسباب غير الطبيعية للوفاة، وذلك باستثناء الشهداء الذين سقطوا نتيجة انتهاكات الاحتلال. وقد جاء هذا العدد مقسماً بواقع (11%) في الضفة الغربية، أي بواقع ((127 حالة، فيما بلغت النسبة (89%) في قطاع غزة، بواقع (971) حالة.

كما تضمن العرض استعراضاً لمؤشرات إحصائية لواقع مشاركة المرأة الفلسطينية، فعلى الرغم من أن النساء يشكّلن ما نسبته 49% من عدد السكان في فلسطين، وترؤس النساء 11% من الأسر الفلسطينية، فقد بدا واضحاً تغييب دورهنّ في الحياة السياسية العامة وعلى طاولات الحوار الوطني.

مداخلات وتوصيات

كان من أهم المداخلات ما قدمته الإعلامية ريم العمري من شبكة وطن الإعلامية، والتي أكدت فيها على الأهداف التي رسمتها شبكة وطن، في تعزيز مشاركة النساء وتمثيلهن في مختلف المحافل والقطاعات، لا سيما السياسية، حيث آمنت منذ البداية، بضرورة الانحياز لقضايا الفئات المهمّشة، ومنها قضايا النساء والشباب، وتجلى ذلك خلال تنفيذ حملة "شوفونا" التي شملت البرامج الحوارية متعددة الوسائط والفيديوهات القصيرة والومضات الإذاعية والرسائل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والعرائض الالكترونية واستطلاعات الرأي الالكترونية، ووصل عدد مشاهدات برنامج "شوفونا" الرئيس في موسمه الأول ما يقارب 4 ملايين مشاهدة. كما عملت "وطن" من خلال حملتها الإعلامية على التعريف بمنصة "شوفونا" من خلال تغطية النشاطات والأخبار الخاصة بالمنصة، كما عملت على مناقشة القضايا الهامة التي تؤثر على مشاركة النساء، ومنها الخطاب الديني، والانتخابات، والتمثيل في الأحزاب السياسية ومجالس الطلبة والنقابات والاتحادات، كما شملت أيضاً التركيز على الدور الحيوي للنساء في إدارة الأزمات، واستضافة مؤثرات على مستوى دولي للاطلاع على التجربة الفلسطينية من خلال استضافة الناشطة السياسية الأمريكية من أصل فلسطيني ليندا صرصور، وتوّجت حملتها من خلال اختيار الدكتور ناصر القدوة سفيراً خاصاً ب"حملة شوفونا" لحمل جميع هذه الرسائل والتوصيات التي خرجت بها الحملة لصناع القرار على مستوى النظام السياسي.

وفي نهاية اللقاء تم استعراض العديد من المداخلات والتوصيات، التي أكدت على أن المنصة تجربة رائدة ومميزة من أجل تحقيق الهدف الرئيس بتعزيز مشاركة النساء وتمكينهن في مختلف مستويات القرار، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، وضرورة تشكيل لجنة من أجل المطالبة والضغط الجدي فيما يتعلق بمشاركة النساء في لجان المصالحة، وإجراء زيارات ميدانية لمسؤولي ملفات المصالحة للضغط عليهم في هذا الاتجاه، والعمل على توعية الشباب بأهمية دورهم ومشاركتهم في صنع القرار.

بدورها، اعتبرت لميس الشعيبي مديرة البرامج في مؤسسة "مفتاح"، أن هذا اليوم الذي يشهد إطلاق الاستراتيجية الخاصة بمنصة "شوفونا"، يمثل نجاحاً للعمل الذي تم العمل عليه مع الشركاء جميعاً، باتجاه مزيد من التفاعل المجتمعي، في حين أنّ المنصة جسّدت الوحدة الوطنية والمجتمعية في إطار وحدوي وليس فئوياً. أضافت: " المطلوب حالياً أن تكون المنصة قادرة على أن تقود نفسها بنفسها، وأن تحدد أدواتها وخططها التنفيذية، مدعومة باستعداد "مفتاح" وشركائها لتقديم كل مساعدة ممكنة، والعمل ضمن هذه المساحة المفتوحة ليس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، بل من خلال تجسيد ذلك على الأرض".

أما نجوى ياغي - صندوقة مديرة المشروع في "مفتاح"، فأكدت على أن هذا اللقاء يأتي ضمن جهود المؤسسات الشريكة لمؤسسة "مفتاح" في بناء تصور لتطوير واقع شراكة المرأة الفلسطينية لأهمية الدور النسوي في بناء مؤسسات الدولة والتأثير برسم السياسات العامة والتشريعات الوطنية استجابة لاحتياجات المكونات المجتمعية المختلفة وباتجاه زيادة التمثيل العلي للمرأة والشباب في هياكل النظام السياسي الفلسطيني ما يساهم في مأسسة حق المواطنة للفلسطينيين على أرضية المساواة والشراكة والتعددية واحترام الحريات وتحقيق الكرامة الإنسانية.

http://www.miftah.org