البرغوثي: سنجتث بؤر الفساد ولا حصانة لأحد "فتح" لن تتردد في الاعتذار عن الأخطاء وتريد فرصة أخرى
2005/12/31

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=4373


أكد النائب مروان البرغوثي، أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية ومتصدر قائمة الحركة للانتخابات التشريعية المقبلة، "أننا لا نتردد في الاعتذار لشعبنا عن الأخطاء التي ارتكبت في السنوات الماضية في ممارسة الحكم" داعياً الشعب الفلسطيني إلى "تجديد الثقة بحركة (فتح) وإعطائها فرصة أخرى" متعهداً بأن تسعى (فتح) بعد الانتخابات التشريعية "لإجراء إصلاح جذري واسع النطاق واجتثاث بؤر الفساد ورموزه وإحالتهم إلى المحاكم وفرض سيادة القانون والنظام والقضاء التام على كل مظاهر الفوضى والفلتان الأمني ووضع حد نهائي لها ولكل أشكال السلاح المنفلت".

وقال البرغوثي، في رسالة من سجنه وصلت "الأيام" نسخة منها: أعد شعبنا وأتعهد له بأننا سنقوم بأوسع وأعمق عملية تغيير في أداء السلطة وعملها وسنقوم أيضا بتقديم أفضل ما لدينا للشعب الفلسطيني. متعهدا ايضابـ"التحقيق في كل ملفات الفساد والتجاوزات المالية والإدارية منذ قيام السلطة الفلسطينية وحتى يومنا هذا وتحويل من تثبت إدانته أياً كانت رتبته وموقعه إلى النائب العام ليلقى العقاب الذي يستحق. ولا حصانة لأحد". وجدد البرغوثي، التأكيد على الوحدة الوطنية، مطلقاً شعار "شركاء في الميدان شركاء في البرلمان". وقال: لقد كنت أول من قال شركاء بالدم شركاء بالقرار. وإنني الآن أقول: شركاء في الميدان شركاء في البرلمان" وأضاف: الانتخابات المقبلة هي انتفاضة ديمقراطية جديدة ستقود إلى تجديد النظام السياسي الفلسطيني وستنتج عنها صيغة جديدة ومؤسسة جديدة تمثل جميع القوى والفعاليات الحية في شعبنا.

وأبدى البرغوثي، رفضه واستهجانه لما تتعرض له مقار لجنة الانتخابات المركزية من اعتداءات مشدداً على ضرورة احترام حرمة ومقار وطواقم لجنة الانتخابات، وداعياً تشكيلات المقاومة الفلسطينية وخاصة كتائب شهداء الأقصى إلى حماية العملية الانتخابية ومراكز الاقتراع "لإنجاح هذا العرس الديمقراطي الكبير".

وفيما دعا الشعب الفلسطيني لتجديد الثقة لحركة (فتح) في الانتخابات التشريعية المقبلة فقد أكد على أن "حماس ليست بديلا لحركة فتح وإنما شريكة لها" مذكراً بأن حركة فتح هي"أول حزب سياسي يقود السلطة في العالم العربي ويجسد الشراكة السياسية على قاعدة الديمقراطية وهو ما حدث في الانتخابات الرئاسية مطلع العام الجاري والانتخابات التشريعية المقررة مطلع العام المقبل".

وقال البرغوثي: "فتح لا تخشى الانتخابات فهي أول من دعا لإجرائها على مستوى البلديات في العام 1996 رغم معارضة الفصائل الفلسطينية، وأنا تحديدا كنت من شجع حركة حماس على المشاركة في الانتخابات البلدية ومن ثم التشريعية". وأضاف : لقد قادت (فتح) نضال الشعب الفلسطيني خلال العقود الأربع الماضية وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء ومثلهم من الأسرى والجرحى ..هذه الحركة التي نجحت في بعث الهوية الوطنية ما بعد النكبة وفي إقامة كيان سياسي فلسطيني قاد نضال شعبنا ممثلاً بمنظمة التحرير الفلسطينية التي انتزعت الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ..هذه الحركة التي لها الشرف في إطلاق الثورة المسلحة المعاصرة والتي أيضا تمكنت من بناء أول سلطة وطنية على ارض فلسطين. وفي هذا الصدد، شدد البرغوثي، على أن"فتح هي ضمانة إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية و لا دولة دون حركة فتح"، وقال: "فتح كانت أول من أطلق الرصاصة الأولى وستكون، إن شاء الله، من يطلق الرصاصة الأخيرة بانتهاء الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية المحتلة العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مع إيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وأضاف: "فتح هي الضمانة لنظام سياسي ديمقراطي فلسطيني، فالديمقراطية هي خيار استراتيجي لحركة فتح".

واستذكر في هذا الصدد أن الرئيس الشهيد ياسر عرفات، دفع حياته ثمناً للتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية ورفض التنازل عن القدس والمقدسات الإسلامية، إضافة إلى تمسكه وإصراره على حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين ورفضه الدعوات الدولية لإحداث حرب أهلية فلسطينية، وقال: لقد كرس الرئيس الشهيد ياسر عرفات القضية الفلسطينية على الخارطة السياسية الدولية وبات موضوعها الأول والأساسي على جداول أعمال الاجتماعات الدولية، فيما جعل من موضوع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حقيقة لا تراجع عنها.

وأكد البرغوثي، الذي يقضي حكماً إسرائيلياً بالسجن المؤبد 5 مرات لاتهامه بقيادة انتفاضة الأقصى، على التوازي مع المقاومة والمفاوضات وقال : لقد كفلت القوانين الدولية لشعبنا الفلسطيني حق مقاومة الاحتلال و(فتح) اختارت طريق المزاوجة بين المقاومة والمفاوضات وهي الخيار الذي ثبتت صحته على ارض الواقع. وأضاف : الانتفاضة والمقاومة هما اللتان قادتا إلى تحرير قطاع غزة من الاحتلال الإسرائيلي و إلى قيام حكام تل أبيب وللمرة الأولى باتخاذ القرار بتفكيك مستوطناتهم في غزة ويمكنني الآن أن أقول واثقا كثقتي بشعبنا البطل: إن لحظة نهاية الاحتلال قد اقتربت فبالأمس غزة وغداً الضفة الغربية والقدس الشريف.

وفيما يمكن وصفه ببرنامج عمل للفترة المقبلة ما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة فقد وعد البرغوثي الشعب الفلسطيني بأن تعمل (فتح) من خلال وجودها في البرلمان والحكومة على:

ــ إعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي، على أن يكون موضوع مواجهة ومحاربة الفقر والحد من البطالة وتوفير فرص العمل على رأس الأولويات والعمل على تشجيع وجذب أكبر عدد من المستثمرين العرب والأجانب وتوفير الأمن والأمان والبيئة الاستثمارية المطلوبة لهم ولاستثماراتهم وتعزيز وتشجيع فرص الاستثمار للمستثمرين المحليين الفلسطينيين. ــ العمل على احترام القوانين والتشريعات بشأن التوظيف في القطاع العام بحيث يتم الاستناد إلى القوانين العصرية التي تعتمد الكفاءة بعيداً عن المحسوبية والفئوية والعائلية. ــ إنصاف ورعاية أسر وعائلات الشهداء باعتبارهم خيرة الخيرة وأنبل من أنجب هذا الشعب من خلال تقديم المخصصات المالية لهم والخدمات الاجتماعية والصحية وتوفير التعليم المجاني على المستويات كافة.

ــ اعتبار العام 2006 هو عام تحرير الأسرى. ــ بناء مؤسسة أمنية فلسطينية عصرية وحديثة تخضع لسلطة النظام والقانون وأيضاً للمستوى السياسي وتلتزم بالقوانين والتشريعات المعمول بها بحيث تكون قادرة على القيام بمهامها بالدفاع عن الوطن والمواطن وفي مواجهة الاحتلال وفرض سيادة القانون والنظام وحماية المواطن وممتلكاته. ــ التعهد بحكومة إصلاح وطني بوجوه جديدة وأيدٍ نظيفة تقوم بعملية إصلاح شاملة وجذرية وتفرض سلطة النظام والقانون وتنهي حالة الفوضى والفلتان.

وأكد البرغوثي على الدور التاريخي لحركة فتح في القضية الفلسطينية ودورها في المقاومة وقيادة الانتفاضة مشددا على أن أبناءها سيكونون الحماة للوطن. وقال: "فقراء (فتح) ومناضلوها والمحرومون من الامتيازات هم حماتها وحراسها". إلى ذلك فقد شدد النائب البرغوثي، على وجوب إجراء الانتخابات في موعدها المحدد. وقال: الانتخابات ضرورة وطنية عاجلة استعداداً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي نراها أقرب من أي وقت مضى.

http://www.miftah.org