فلسطين في "العناية المركزة"
الموقع الأصلي:
الوضع الفلسطيني مرشح اليوم لتصدّر أزمات الشرق الأوسط من باب الحرب الأهلية، التي ستهمّش أسّ القضية وحلبة الصراع مع الاحتلال “الإسرائيلي”، وتضع غاية الدولة الفلسطينية الموعودة في دائرة المجهول، لا سيما أن الوضع الجديد، التي ستخلقه مثل هذه الحرب، سيدّمر المقوّمات الأولية للدولة التي ظهرت بعد اتفاقات أوسلو. مثل هذا السيناريو السوداوي ينتظر ما قد تصرّح به الأيام المقبلة، وتظهر نتائج مروحة الاتصالات العربية مع أقطاب الصراع الداخلي المتمثل بحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإعادتهما إلى جادة اتفاق حكومة الوحدة الوطنية، التي كانت في طريقها إلى التطبيق وطي أشهر من الخلافات الفلسطينية، التي ظهرت إلى العلن بعد فوز “حماس” الكاسح في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في يناير/كانون الثاني الماضي. مسؤولية فشل هذا الاتفاق متشعبة، وتخرج عن الإطار الداخلي الفلسطيني وتدخل في حسابات عربية ودولية مرتبطة بترسيم الحالة الشرق أوسطية بعد العدوان “الإسرائيلي” على لبنان، والالتفاف على أي مكاسب قد يكون حققها حزب الله اللبناني لخيار المقاومة في المنطقة، وتطويق هذه المكاسب قبل وصولها إلى الساحة الفلسطينية عبر تضييق الخناق على “حماس”، إما عبر إخراجها عن إطار الشرعية الشعبية أو عبر إجبارها على خرق الميثاق الذي قامت عليه، وحصلت عبره على ثقة الشارع الفلسطيني، وفي الحالتين زجها بصراع داخلي مع “فتح” أو تشكيل حالة انشقاق داخل “حماس” تخرجها أيضاً من دائرة المواجهة مع الاحتلال. إلى اليوم يبدو أن الخيار الأول في طريقه إلى التطبيق، وحالة من الصدام الداخلي المحدود قد تمهد الطريق باتجاه مواجهة على نطاق واسع، تحقق مراد إخراج فلسطين، لب الصراع، من دائرة المواجهة مع “إسرائيل”، وبالتالي يصبح من السهل إعادة تشكيل الحالة الشرق أوسطية بما يخدم مخطط “الاعتدال”، الذي تجاهر به وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس منذ العدوان “الإسرائيلي” على لبنان وخلال جولتها الشرق أوسطية. http://www.miftah.org |