من المستفيد؟!!
بقلم: ابراهيم حسين ابو صعلوك/ اللد
2006/10/5

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=6131


لا شك أن المصالح على اختلافها هي التي تحرك الناس أفردا وجماعات لكن عليهم التميز بين الشخصية منها والعامة وتقديم الثانية على الأولى لأنها أحق بالمحافظة عليها وتفضيلها على سابقتها لكن ما جرى بين الأشقاء في السلطة الوطنية الفلسطينية في الأيام الأخيرة يثير التساؤل حول الأهداف التي ترمي إليها هذه الإحداث المؤسفة فلو نظرنا إليها بمنظار مصلحة المتظاهرين الشخصية التي تكمن في المطالبة بدفع رواتبهم وهذا أمر مشروع وملح نظرا لطول الفترة التي لم تدفع خلالها رواتبهم فان ما جرى لن يخدم مصلحتهم ولن يجعل الحكومة تدفع لهم رواتبهم حتى لو نوت دفعها لما استطاعت في ظل عدم توفر الإمكانيات المادية لما تعانيه السلطة الوطنية من حصار عسكري واقتصادي وهذا أمر معلوم لدى الجميع أما على مستوى المصلحة العامة حتى وإن كان هدفهم الإطاحة بالحكومة الحالية والإتيان بحكومة بديلة فيجب أن يكون ذلك بلغة اللسان لا بلغة السلاح ولن يكون حظ الحكومة الجديدة أوفر من الحكومة الحالية في تحقيق مكاسب عامة للشعب الفلسطيني حتى ولو نادت بعض الأوساط في إسرائيل وفي الولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز مكانة أبو مازن فأبو مازن هو نفسه الذي كان قبل فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية التي سماها البعض في حينها بالعرس الديمقراطي الفلسطيني، وقامت على أثرها بتشكيل الحكومة فلم يعزز مكانته احد، فما هي الضرورة التي تقتضي تعزيزها الآن؟ لا يخفى على عاقل أن تزامن هذه المناداة مع ما يجري في السلطة الآن ما هو إلا إذكاء لنار هذه الفتنة، ومن هنا كان على أبو مازن التنبه إلى هذا الأمر وأن لا يجعل المناداة بتعزيز مكانته تنسيه عدم تعزيزها قبل الانتخابات من ناحية ومن ناحية أخرى تنسيه اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون اتخاذ هذه المناداة من قبل بعض العناصر ذريعة ودافعا إلى إثارة الشغب الذي لا داعي له أصلا وأما بالنسبة لحماس فعليها تفادي الانجراف وراء لذة تولي السلطة وعليها أيضا التنبه إلى تجربة الأحزاب الإسلامية التي سبقتها بالوصول إلى سدة الحكم كالجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، وجبهة الإنقاذ في السودان والاعتبار بهذه التجربة وجعلها نبراسا لها لتحاشي تحول مناطق السلطة الوطنية إلى جزائر ثانية لذا يتحتم على الفريقين الترفع عن الخلافات والنظر الى المصلحة العليا للشعب والتي لا شك أن الجميع يحرص عليها كل على طريقته والسعي الى درىء الفتنة خاصة في ظل تحركات وزيرة الخارجية الأمريكية في المنطقة التي تهدف ربما إلى تسريع الاتصالات السرية بين إسرائيل والسعودية هذه الاتصالات التي ستؤول في نهاية الأمر إلى دفع الفلسطينيين إما إلى قبول ما يملى عليهم أو الوقوف لوحدهم في مجابهة أمريكا وإسرائيل لان الهدف من هذه الاتصالات هو ترك الفلسطينيين والسوريين لوحدهم بعد أن تعرض عليهم السعودية والدول العربية المعتدلة بإسم أمريكا شروطا غير مقبولة عليهم وعند رفضها ستتخلى عنهم وتذروهم لوحدهم، ومما يؤكد ذلك، إجراء هذه الاتصالات على الرغم من عدم وجود أراضي سعودية محتله من قبل إسرائيل أو وجود مصالح ملحة للسعودية لدى إسرائيل تفرض عليها ضرورة إجرائها أو حتى عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل وقد يكون هناك سببا آخر لإجراء مثل هذه الاتصالات هو ما تمني به الولايات المتحدة السعودية من أن ذلك يصب في مصلحة السعودية وإسرائيل المشتركة في الوقوف صفا واحدا للتصدي لخطر إيران النووي من جهة ومن جهة أخرى التلويح الى حماس أن مصادر التمويل ستجفف لكي لا يصبح نجاح حماس نموذجا يحتذى به في الوطن العربي لكن هذا غير صحيح فان مصالح الولايات المتحدة الأمريكية لدى إيران تفوق مصالحها لدى السعودية أضعافا كثيرة وأهمها حاجة الولايات المتحدة لإيران لمساعدتها في التخلص من كابوس العراق لان مفتاحه بيد إيران. وليس بغريب أن تعيد الولايات المتحدة سيناريو العراق على السعودية بعد أن تتخلص من كابوس العراق فيأخذها الحرص والغيرة على الديمقراطية كتلك التي تجلت في أبو غريب والفالوجا وفي شوارع العراق حاليا وعلى مصالح الأقليات في السعودية خاصة وان السعودية قد بدأت بتمهيد الطريق إلى ذلك حين أعطت الولايات المتحدة وعدا بتغيير برامجها الدراسية طبعا لتصبح ديمقراطية أكثر وحينها ستصبح الطريق ميسرة أمام الولايات المتحدة إلى إثارة القلائل في السعودية بحجة ظلم الأقلية الشيعية فيها وعندها لن تنفع السعودية الطائرات التي اشترتها من بريطانيا مؤخرا وستصبح مثل "معيد قريتين لا هو هون ولا هو هون" لذا اذا لم يتنبه كل من الفلسطينيين والسعوديين الى ما يدور حولهم سيبكون ندما ولسان حالهم يقول يا ترى من هو المستفيد؟ - مفتاح 5/10/2006 -

http://www.miftah.org