الثابت الأساس: تحريم الاقتتال الداخلي
الموقع الأصلي:
هل هناك من يفكر في أسيراتنا الفلسطينيات، في السجون، في ظل الأحداث المؤسفة في فلسطين؟! هل من سمع نداء نادي الأسير، الذي ناشد فيه المؤسسات الحقوقية، والصليب الأحمر الدولي، وأعضاء الكنيست العرب، المبادرة لزيارة الأسيرات، ومحاولة الاستجابة لمطالبهن؟! هل من حاول إيصال أصواتهن ومطالبهن إلى المجتمع العربي والدولي؟! **** إلى من أطلق الرصاص على أهله: كيف استطعت؟! ***** حمل نداء الأسرى روح الوحدة، الروح التي صاغوا من خلالها وثيقتهم، والتقطوا من خلالها طرف المعادلة الدقيق، واضعين أيديهم على الجرح، وقدموا برنامجاً سياسياً فلسطينياً "برنامج الإجماع الوطني الفلسطيني"، الذي شكَّل قاسماً مشتركاً للقوى السياسية الفلسطينية؛ فتبنته فتبنته حركة فتح فورا وتبنته حركة حماس بعد أكثر من شهر من السجال والمناكفة، ولكننا وبعد الأحداث المؤسفة الأخيرة، نرى بسهولة كيف أن التبني كان شكلياً، ولم تتغلغل روحه الوحدوية إلى نفوسهم. وفي حين مارس أسرانا العمل الديمقراطي، من خلال حوارهم الجماعي الفاعل والمسئول، لإيجاد مخرج وطني لعموم الشعب، لا لقبيلة بعينها؛ تحوِّل الحوار بين القوى السياسية، إلى نقاش دائري، يعود دائماً إلى النقطة التي بدأ منها، ويتمحور حول القوتين الرئيستين في الساحة الفلسطينية، دون الالتفات إلى القوى الأخرى والمستقلين وعموم الشعب. كيف يمكن أن نتعلم من أسرانا درس الوحدة، ودرس العمل الديمقراطي، ونرسِّخها في وجدان شعبنا، ونزرعها في نفوس أطفالنا وشبابنا؟! وهل نستطيع أن نبحث عما يجمع، وننبذ ما يفرِّق؟! وهلاّ نحرِّم الاقتتال بين الإخوة، ونجرِّمه، ونحاكم أمراءه. ***** إلى من أطلق الرصاص على شعبه: كيف طاوعك قلبك؟! ***** حين قرأت نداء الأسرى؛ أحسست بألمهم ومعاناتهم، وتساءلت إن كنت قد فكرتَ فيهم، وأنت تطلق رصاصك الأعمى، تمنيت لو أن وثيقتهم الوحدوية جمَّدت رصاصَتك؛ بدل أن تجمد قلبك. كيف تحس الآن وأنت تقرأ نداءهم العاجل لوقف الاقتتال الداخلي، وصون الوحدة الوطنية؟! هل تحس بالندم وأنت تسبب الخزي لأسرى الحرية؟! هؤلاء الأسرى الذين رهنوا حياتهم فداء لتحرير وطنهم. ما إحساسك وأنت تسبب أزمة نفسية حادة لهم؟! كيف استطعت؟! كيف استطعت أن توجّه طلقتك نحو صدر أمك وصدر شقيقتك؟! كيف استطعت أن تنظر في عين شقيقك وعين ابن عمك؟ هل أغمضت عينيك في تلك اللحظة؟! هل أصابتك رعشة، أم لهفة، أم خيمت سحابة سوداء فوق رأسك، فطار العقل وتطيّر الفؤاد؟! لا تهمّني الأسباب، ولا تهمني الذرائع، ولن أدافع عن ديمقراطية استبدلت الحوار بالرصاص، ولن أقف مع قبيلة تدافع لاسترداد سلطتها بأي ثمن، أو مع قبيلة تتشبث بسلطتها بأي ثمن، لن يجرّني أحد إلى الاصطفاف مع واحدة من القبيلتين، لأدافع عن "الثوابت"، أو لأدفع خطر دفن عملية السلام. سوف أدافع عن ثابت أساس: تحريم الاقتتال بين الإخوة، وسوف أناضل من أجل دفع خطر كبير يطل على شعبنا: خطر الحرب الأهلية. ***** إلى من أطلق الرصاص على شقيقه: كيف طاوعك زندك؟! ***** "عيني عليه ساعة القضا من غير رفاقه تودعه/ عيني عليه/ عيني عليه/ يطلع أنينه للفضا يزعق ولا مين يسمعه/ عيني عليه/ يمكن صرخ من الألم/ من لسعة النار في الحشا، يمكن ضحك أو ابتسم أو ارتعش أو انثنى/ يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع لاجل الجياع/ يمكن وصية للي حاضنين القضية". faihaab@p-ol.com - مفتاح 9/10/2006 - http://www.miftah.org |