اعصار مخيف يجتاح فلسطين المحتلة
بقلم: د. محمد صالح المسفر
2006/10/10

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=6157


اكتب هذه الزاوية في الوقت الذي تتكاثر نذر الشر بوصول الإعصار المخيف إلي قطاع غزة ومنه إلي الضفة الغربية، كل الدلائل تشير إلي إن ذلك الإعصار إذا حدث لا سمح الله وحل علي القطاع فانه لن يبقي ولن يذر لا بشرا ولا شجرا وسيكون القطاع مقبرة لسكانه. من سيكون صاحب المصلحة في هذه الابادة الجماعية لأهلنا في غزة والضفة الغربية؟ هل حزب فتح بقيادة محمود عباس وكهنة ذلك الحزب ومن حولهم لفيف من الاشخاص الذين شاهدناهم علي شاشة التلفزة العربية والدولية وهم يحرقون مقار الحكومة ويضربون المارة بالهراوات ويطلقون عليهم النار ويجبرون جميع مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني علي إغلاق مكاتبهم والا فان مصيرهم الموت؟ المستفيد الوحيد من هذه المصيبة إسرائيل بلا جدال.

من المسؤول عن الأمن فيما يعرف بأراضي السلطة الفلسطينية الضفة والقطاع؟ هل هو محمود عباس رأس السلطة؟ إذا كان هو المسؤول، وبموجب المراسيم الرئاسية التي أصدرها بأنه المسؤول عن المعابر والاعلام والأمن والتعليم فلماذا يسمح لزمرته المكونة من وحدات من موظفي السلطة الأمنيين بان يعيثوا في شوارع غزة والضفة كل أنواع الجريمة والعبث بأمن الناس؟ في حياة الشهيد ياسر عرفات كلف محمود عباس برئاسة الحكومة واشترط أن تكون كل قوي الأمن موحدة تحت سلطته وإشرافه وكذلك الاعلام والتعليم، فلماذا ينكرها اليوم علي رئيس الحكومة السيد إسماعيل هنية؟

مليشيات محمود عباس يهددون وعلي رؤوس الأشهاد بأنهم سيقتلون قادة حركة حماس المجاهدين الثلاثة خالد مشعل وسعيد صيام وزير الداخلية والسيد الزهار وغيرهم، إن فتح لم تستطع القبول بان يعيش أفرادها خارج السلطة، وإنهم فشلوا في كل مشاريعهم السياسية علي امتداد أكثر من أربعين عاما وخاصة بعد تنازلاتهم في اوسلو عن كل مطالب الشعب الفلسطيني دون استئذانه.

( 2 )

يا عقلاء امة العرب والمسلمين، أفتونا في الأمر، منذ أن وقع محمود عباس اتفاقية اوسلو في 13 ايلول (سبتمبر) في 1993 في حديقة البيت الأبيض وبموجبها أعطي إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل كل ما طلبته إسرائيل من منظمة التحرير الفلسطينية من تنازلات أمام العالم كله، وما برح الكيان الصهيوني يمارس كل وسائل الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني من قتل وخطف وتجريف للأراضي الزراعية رغم كل التنازلات التي قدمتها قيادة فتح لهذا الكيان الارهابي دون تفويض شعبي، وتوجت هذه الأعمال الإرهابية الصهيونية باقتحام شارون وجنوده حرم المسجد الأقصي عام 2000 الأمر الذي أدي إلي انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد انتهاكات المقدسات الإسلامية من قبل الصهاينة، وعلي اثر ذلك اجتاحت القوات الصهيونية أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وما برحت قواتها تجتاح تلك الأراضي بشكل يومي تقتل وتختطف من تشاء وتقيم حواجز الإذلال وتدمر المنازل وجحافل فتح التابعة لعباس المدججة بالسلاح تتفرج، ولم يكن آخرها اقتحام سجن أريحا واختطاف كل المعتقلين السياسيين من الفصائل الفلسطينية وعلي رأسهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولم يكن آخرها اختطاف وزراء من الحكومة الشرعية ورؤساء المجالس البلدية المنتخبين شعبيا وبعض من كبار رجال السلطة الفلسطينية. ليس ذلك فقط وإنما اعتقلت رجال امن السلطة الفلسطينية في أريحا الذين هم تحت إمرة محمود عباس وجرجر الجيش الصهيوني تلك القوة الأمنية الفلسطينية في أريحا علي امتداد الشارع العام بعد أن جردتهم من ملابسهم العسكرية وأسلحتهم ولم تبق عليهم سوي ما يستر العورة، كان ذلك تحت سمع وبصر العالم عبر شاشات التلفزة العالمية ولم نسمع احتجاجات أبو حنيك الفلسطيني ولا أبواق فتح الذين يطلون علينا في كل مناسبة يكذبون ويزورون الحقائق ضد حركة حماس المجاهدة في سبيل الله ثم الوطن.

هل بعد كل ما فعلته إسرائيل وما تفعله بالفلسطينيين يجوز لنا شرعا أن نقبل بكل هذا الإرهاب يمارس علي مقدساتنا وعلي أهلنا وان نسلم امرنا للإرادة الصهيونية أو حق علينا مقاومتهم؟

( 3 )

تطلب قيادات فتح المتسلطة من حركة حماس الاعتراف بالشرعية الفلسطينية، أليست الحكومة الفلسطينية حكومة شرعية ناتجة عن مجلس تشريعي منتخب؟ مطلوب من حماس الاعتراف بالشرعية الدولية، فهل الشرعية الدولية هي اتفاقية اوسلو التي لم يستشر الشعب في بنودها، الشرعية الدولية التي لا يتحدثون عنها هي قرارات الأمم المتحدة رقم 181 و194، و242 والقرار 338 وهي القرارات المطلوب تفعيلها من قبل اسرائيل. مطلوب من حركة حماس الإقرار بكل الاتفاقيات والتنازلات التي قدمتها منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة فتح عام 1993 للكيان الصهيوني دون مقابل وطني لصالح الشعب.

والحق لو وقفت مصر والأردن والسعودية مع المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية كما وقفت سورية وإيران مع المقاومة اللبنانية لتغيرت المعادلة في الشرق الأوسط لصالحنا. والحق لو كانت كل القوي الفلسطينية متحدة وصادقة في الحصول علي حقوقها المشروعة كما تفعل حماس لاستطاعوا تحقيق أهدافهم في بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس، كان هم هذه القوي المصالح الوطنية العليا لكسبوا احترام العالم، كما فعل ثوار الجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا، ولكن يا حسرتي معظم القيادات الفلسطينية همها الجاه والسلطان وجمع المال أما الوطن فحاجة ثانية. والحق لو ادخل محمود عباس الأموال إلي فلسطين المحتلة لدفع المرتبات بدلا من السلاح الذي ادخله أخيرا لتدعيم مليشياته في مواجهة حكومته التي كلف إسماعيل هنية بتشكيلها لكان خيرا ما فعل، لكنه بكل أسف نهج مواجهة مسلحة مع بني وطنه والعدو يغذيه بالمال والسلاح. فكان الله في عون الشعب الفلسطيني. - القدس العربي 10/10/2006 -

http://www.miftah.org