الحكم الرشيد
بقلم: عماد الاصفر
2006/11/1

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=6253


تصر حكومتنا على مدح نفسها ووصف نفسها بالرشيدة لتكون متميزة عما سبقها من حكومات كانت أشد تواضعا واكثر اعترافا واقرارا بالذنب والتقصير , ولن أبحر كثيرا في مصطلح " الحكم الرشيد " وما يعنيه من معايير صارمة لتأمين تنمية مستدامة، في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية .

ولن اغوص عميقا بما ينص عليه "الحكم الرشيد"من اتباع ادارة فعالة تستخدم المصادر والموارد المختلفة لجهاز الحكم بشكل شفاف ونزيه بغرض التنمية العادلة والمستمرة والمخططة في بيئة سياسية ومؤسسية تحترم حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية والمسائلة وحكم القانون.

لن اغوص في هذه جميعا فلقد بادرت مجموعة من الكفاءات المشهود لها بتشكيل ملتقى اطلقت عليه اسم ملتقى الحكم الرشيد ووضعت له هدفا يتمثل في تكريس معايير الحكم الصالح عبر متابعة عمل المؤسسات الحكومية لإبراز إنجازاتها وإخفاقاتها ومحددات عملها، ولإتاحة المجال أمام المواطن الفلسطيني المهتم بالشأن العام للحصول على معلومات حيادية ومهنية من مصادر رسمية تمكنه من متابعة أداء المؤسسات العامة وفقا لمعايير الحكم الرشيد المعروفة عالمياً والتي تتلائم مع الواقع والاحتياجات الفلسطينية.

لكن وبحكم كوني عاملا في مجال الصحافة ومتابعا لما صدر عن حكوماتنا مع حفظ القابها واوصافها أجدني معنيا بالتركيز على نقطة الوضوح المفقودة لدى حكوماتنا من الاولى التي ضمت فتح وحماس وفدا وتدرجت على طريق الفشل ثانية فثالثة فتاسعة وصولا الى العاشرة التي ضمت حماس ومن والاها وتربعت على عرش الفشل الذريع دون منازع.

لقد ذهبت الحكومات السابقة التي قادتها فتح بقضها وقضيضها وبكل ما لها وما عليها ولم يعد يجدينا نفعا جلدها فلقد فعلنا ذلك عبر صناديق الاقتراع ولكننا نقف اليوم امام حكومة لا نأخذ منها حقا ولا باطلا ولا نسمع منها جوابا واحدا قاطعا على اية مسألة - اللهم الا مسألة عدم الاعتراف باسرائيل - واما ما دون ذلك وفوقه فمتروك لاجتهاد من ستلتقطه الفضائيات ليطل علينا مساءا برأي يخالفه فيه زميله او رئيسه على محطة فضائية أخرى ليتركنا حيارى نندب حظنا العاثر .

لقد آن الاوان لحكومات بلدنا ان تحترم عقول مواطنيها خاصة وانهم انتخبوها طوعا وانها تواصل التغني ببطولاتهم صباح مساء فضلا عن انهم هم مصدر السلطات الوحيد كما يقول القانون الاساسي المعدل.

لقد آن لنا ان نحصل على معلومات واضحة ومواقف محددة لا يختلط فيها الحابل بالنابل ولا يختلف عليها وزيران في حكومة واحدة ولا تختلط فيها ادوار الوزراء ولا ادوار الناطقين الرسميين باسم الحكومة بادوار الناطقين باسم الفصيل وآن لنا كذلك ان نحظى بمجلس تشريعي دائم الانعقاد فهناك عمل كثير مطلوب من نواب الشعب عمل يتجاوز ازمة فتح وحماس .

لا نريد بعد اليوم اخطاء في رسائل وزير الخارجية الى الامم المتحدة ولا نريد لوزير خارجيتنا الزهار ان يستولي على مهام زميله سعيد صيام ليعلن نشر قوة تنفيذية في الضفة ولا نريد لوزير اللاجئين عاطف عدوان ان يحل محل زميله المكلف بوزارة المالية ليتهم الرئيس بحجب اموال ولا نريد تضاربا في المواقف من الاضراب هذا يحرمه وذاك يفاوض القائمين عليه ولا نريد للناطق باسم الحكومة ان يعلن هو عن موافقة حماس على تشكيل حكومة كفاءات ولا نريد للناطقين باسم حماس ان يعلنوا عدم نشر القوة التنفيذية في الضفة الا بعد يعترفوا صراحة بان هذه القوة هي لفصيلهم وليست لوزارة الداخلية.

نريد وضوحا لاننا نستحق هذا الوضوح واكثر منه .......صبرنا ونستطيع الصبر اكثر بشرط ان تعطونا املا نصبر من اجله ووعدا بمستقبل خال من الاقتتال الداخلي . - البيدر 1/11/2006 -

http://www.miftah.org