عامان على رحيل القائد الرمز ياسر عرفات
الموقع الأصلي:
واختط لنفسه وبنفسه طريقا شاقا في أصعب الظروف وحين كان اليأس مخيما على العرب فأشعل شمعة الأمل فكان المؤسس لأول حركة تحرير فلسطينية بعد نكبة 1948 : حركة التحريرالوطني الفلسطينية فتح . فتحولت قضية الشعب الفلسطيني من مجرد مطالب الاغاثة الغذائية والصحية لشعب لاجئ مشرد الى المطالبة بكافة الحقوق الوطنية والسيادية وعلى رأسها حق تقرير المصير والتحرر الوطني والدولة الفلسطينية المستقلة . كان عرفات في مختلف مراحل نضالاته من الاغوار الى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية الى انطلاقة العمل السياسي ومسيرة السلام الذي أراده سلام الشجعان ووقع اعلان اوسلو على أنه مرحلة نحو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . بينما سعت قوى التطرف الاسرائيلية الى تجريد الاتفاق من معناه وأهدافه منذ اليوم الاول لتوقيعه وكان اغتيال اسحق رابين الشريك الاسرائيلي في الاتفاق دليلا على أن القطاعات اليمينية الاسرائيلية مستعدة لفعل كل ما هو ممكن وغير ممكن للحفاظ على الحقائق الاستيطانية الزاحفة على الاراضي الفلسطينية والحيلولة دون تحقيق السلام العادل والمشرف الذي ناضل من أجله عرفات حتى اّخر رمق من حياته . وأمام زحف اليمين الاسرائيلي ومده الكاسح الذي أوصل بنيامين نتانياهو ثم أرييل شارون الى سدة الحكم في اسرائيل تراجعت عملية السلام وحوصر الرئيس الراحل الذي رفض التنازل عن ثوابت القضية الفلسطينية والحقوق الثابتة للاجئين والمسجد الأقصى حوصر في مبنى المقاطعة برام الله ثلاث سنوات تحت ذرائع زائفة اخترعها خصمه اللدود شارون ذلك الخصم الذي لم يقر له قرار حتى أسلم عرفات الروح شهيدا محققا بذلك أمنيته المعلنة حين هدده الاسرائيليون بالاسر : بل شهيدا ..شهيدا ..شهيدا ... عرفات الزعيم والرمز والمناضل في المقاومة ومن أجل السلام العادل سيظل في الذاكرة الفلسطينية وفي سجل أبرز الرجال العظام الذين عرفهم القرن العشرون نموذجا خالدا أمام الاجيال وعنوان فخر واعتزاز لشعبه وأمته تلك الامة العربية التي ظل طيلة حياته يعتبرها الامتداد الحيوي والاستراتيجي لفلسطين حتى وان حالت الظروف الموضوعية دون ما كان يتمناه الراحل من مساندة ومشاركة في الجهد الفلسطيني لتحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني الصابر والمرابط منذ عدة عقود على الجسر الواصل بين مشرق الوطن العربي ومغربه . في ذكرى القائد الراحل يستمطر شعبه الفلسطيني شاّبيب الرحمة على روحه الطاهرة وسيظل العهد هو العهد والقسم هو القسم- ليس فقط من قبل المنتمين الى حركة فتح التي أسسها عرفات ورعاها بحبات العيون بل من الشعب كله على اختلاف فصائله وفئاته بأن يستمر النضال حتى يتحقق أمل الراحل العظيم بسلام عادل ومشرف يعيد الحقوق الفلسطينية التي ناضل من أجلها وحتى يرفع شبل فلسطيني وزهرة فلسطينية العلم الفلسطيني فوق أسوار ومساجد وكنائس القدس. وبكلمات الراحل اقتباسا من القراّن الكريم: انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا- مهما طال الزمن وتوالت التضحيات وتوالت تضحيات الشهداء وامتلأت السجون بالأسرى والمناضلين الشرفاء جريدة القدس (11/11/2006). http://www.miftah.org |