هل هي أزمة سياسية ام أزمة قيادة...؟
الموقع الأصلي:
إن ما يحدث الان داخلياً من اغلاق البنوك وتشديد الحراسة عليها واشعال الاطارات في مقترقات الشوارع، لهو نتيجة حتمية لاهمال أو نسيان متعمد من قيادتنا الفلسطينية للشارع الفلسطيني ومتطلبات حياته اليومية، وإنشغال قادتنا بمواقع ريادية تناكفية داخلية، بعيدا عن المصلحة العامة لقضيتنا وشعبنا الفلسطيني. لقد بات من المؤكد أن احد من قادتنا لا تعنية كافة النداءات والاستغاثات العاجلة التي نشرت في الصحف والاذاعات وحتى الفضائيات المختلفة، وبات جل اهتمامهم هو كيفية تركيع الفصيل المنافس، وكأننا تحررنا وأصبحنا في حالة استقرار دائم مع الاحتلال الاسرائيلي، الذي اعطانا حقنا الطبيعي في الارض واللاجئين والمياة والحدود واطلق كافة اسرانا وعوضَنا عن قتلانا وعن تدمير بيوتنا وحقولنا ونيتنا التحتية. ندرك تماما أن الصراع الداخلي الذي يحصل الان بين القطبين الفلسطينيين الرئيسيين، ما هو إلا إمتداد للصراع الاقليمي والدولي، وان اجندات كثيرة يجب ان تفرغ هنا في اراضينا كما هو الحال باجندة لبنان الجريح، وأن صراع القوى والمراكز يتسم عندنا بين نفوذ الهلال الشيعي المتمثل بايران سوريا وحلفائها من جهة، وبين مصر والسعودية والاردن ومن يتبعهم من جهة اخرى والاجندة الثالثة التي تتمثل في الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل، المتفق في العديد من نقاط الالتقاء في المحور الثاني، ولهذا تجدنا بعد فوز حركة حماس بالتشريعي الفلسطيني، نواكب العجلة السياسية ببطء متناهي، كما هو حال البرنامج الايراني النووي. سيما وأن الولايات المتحدة الامريكية تحاول هذه الاثناء لعب دور مختلف عما كانت عليه سابقاً، بعد انهيار عصاها العسكرية الغليظة في الشرق الاوسط أمام حزب الله اللبناني صاحب الاجندة الايرانية، خاصة بعد ان اعترفت دولاً سنية هامةً صراحة بأن عملية حزب الله والتي اسفرت عن خطف جنديين اسرائيليين هي مغامرة من الدرجة الاولى، وهذا يعني ضمناً أن المحور السنى لم يكن راضٍ عن الحرب الشرسة التي دارت بالجنوب اللبناني، بغض النظر عن نتائجها. وبعد انتصار حزب الله في تلك الحرب، انكسرت شوكة الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الامريكية (اسرائيل) ورهلت الانظمة العربية السنية أمام تصريحاتها المتسرعة، فيما علت أسهم المحور الشيعي ورايات حزب الله في العديد من الدول العربية... ولذلك كان لا بد من تدخل الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة من جديد لاعادة التوازن بين السنة والشيعة من جهة وتفوق دائم للترسانة الاسرائيلية من جهة اخرى.. ولهذا السبب تجد الاجندة المصرية السعودية في حواراتنا الداخلية أكثر فعالية مما كانت عليه في السابق، بينما تحاول الاجندة الايرانية فرض سيطرتها وقوتها الخارجية من خلال ترجمة أجندتها في الاراضي الفلسطينية. وهكذا ضعنا جميعا وضاع شعبنا وأطفالنا وضاعت قضيتنا بين تزاحم الأجندات المختلفة على حساب اطفالنا وحياتنا اليومية، دون ان نجد أحداً من قادتنا ينظر لدموع وصرخات أطفالنا بعين الرأفة.. فصراعاتنا أخذت منحى اخر غير المعتاد.. وبات شعبنا الفلسطيني في أزمة حقيقة غير الازمات السياسية والاقتصادية وأزمة الاجتياحات المتكررة، ألا وهي ازمة قيادة. Yousefsadek2004@hotmail.com - مفتاح 27/11/2006 - http://www.miftah.org |