تراث "اسرائيل" في احتقار قرارات الامم المتحدة....!
الموقع الأصلي:
وفي تعقيبه على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال نائب المدير العام للمنظمات الدولية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، روني لاشنو-ياعر، إن هذه القرارات هي " نكتة"...وبرأيه:" الأمم المتحدة تعتبر أن تلك القرارات "تقليدية". ويزيد: "لا تحمل الإدانة أي معان خاصة، فتلك قرارات متكررة تتخذ كل عدة سنوات". ويشرح: "قد يكون هناك من تفاجأ، ولكن القرارات أصبحت تقليدا، فقد حدث السنة الماضية وقبل 20 عاما وقبل 30 عاما". ويلخص: "لا جديد تحت الشمس"/ الاقتباس عن موقع عرب 48/2006/12/3 ". وقد اتخذت تلك القرارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة أسبوع التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، والذي يصادف أسبوع 29 نوفمبر/ تشرين ثاني من كل سنة، ويعود إلى قرار تقسيم فلسطين الصادر في 29ـ 11ـ 1947م والذي حمل الرقم(181)". ويقول لاشنو" من السخرية أنهم يحيون الذكرى في أسبوع 29 نوفمبر، التاريخ الذين ينبغي أن تحتفل به إسرائيل بشكل خاص". والاخطر من ذلك ان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان يصر من جهته على ان يختم حقبته كأمين عام للامم بالانحياز السافر الى جانب دولة الاحتلال في فلسطين ..اذ هاجم حتى تقارير المجلس الاعلى لحقوق الانسان التي تدين "اسرائيل" باقتراف جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني .. فبعد ان اعلن المجلس الاعلى لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة الذي يضم 47 دولة عن الانتهاكات التي تقترفها "اسرائيل" ضد الفلسطينيين وعن "ان اعتبار المجلس قرار ضم الجولان قبل خمسة وعشرين عاما سنة1981 باطلا" و"طالب اسرائيل بالغائه /عن الوكالات و يديعوت احرونوت العبرية 2006/11/30 "..ثارت ثائرة عنان الذي كما تقول المصادر العبرية لم يحتمل ذلك وقرر "ان يكسر الصمت" داعيا المجلس الى "الاهتمام بالازمات الانسانية الاخرى في دارفور وغيرها بدلا من الاهتمام بالمواطنين الفلسطينيين "... وليس ذلك فحسب ..بل ان الامين العام لم يعمل يوما على الزام "اسرائيل" على سبيل المثال بتنفيذ القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للامم المتحدة وباغلبية ساحقة ... ففي مذبحة بيت حانون مثلا كانت مفاجأة كبيرة ان تتبنى الهيئة العامة للمم المتحدة وبغالبية ساحقة قرارا يدين "إسرائيل" لارتكابها مجزرة بيت حانون. ..وقد صوت لصالح هذا القرار 156 صوتا مقابل سبعة وامتناع ستة عن التصويت. يضاف الى ذلك هذه القرارات الست الاخيرة التي اتخذتها الجمعية العامة يوم الجمعة الماضي 2006/12/1 ضد "اسرائيل" التي وصفتها التقارير الإسرائيلية بأنها في صالح الفلسطينيين، من بينها "مطالبة إسرائيل بتفكيك المستوطنات والإنسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وبضمنها القدس وهضبة الجولان". كما طالبت الجمعية العامة ب "إقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران إلى جانب إسرائيل". وقد جرى التصويت على هذه القرارات في نهاية ثلاثة أيام من المناقشات التي تناولت حقوق الفلسطينيين. وجاء" أن 157 دولة أيدوا الاقتراح بوجوب انسحاب إسرائيل من القدس، وسط معارضة ست دول، هي إسرائيل والولايات المتحدة وجزر مارشال وميكرونيزيا وناورو وبالو، وامتنعت عشر دول عن التصويت، بينها كندا وملدافيا وأوغندا". وما نضح عن الامين العام للامم المتحدة في اعقاب ذلك ان قال إنه "يجب نفخ روح جديدة في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، قبل أن يسقط الصراع ضحايا آخرين-"...تصوروا ..بدل ان يعزز القرارات الدولية بمطالبة "اسرائيل" بتنفيذها ...! في حين ان ردود الفعل الاسرائيلية كانت كالعادة بمنتهى الاستخفاف والاحتقار للامم المتحدة .... والملفت ان هذا الاستخفاف الاسرائيلي بالامم المتحدة وقراراتها ليس جديدا او عابرا او لمرة واحدة ..فهناك تراث من الاحتقار الاسرائيلي للامم المتحدة رغم ان كل قراراتها تجاه "اسرائيل"مع وقف التنفيذ... فقد كان دافيد بن غوريون اول رئيس للحكومة الاسرائيلية قد كناها-وصفها- باحتقارقائلا: "أوم شموم" (أوم - اختصار هيئة الأمم المتحدة بالعبرية، شموم - لا شيء). في حرب العام 1948/عن معاريف العبرية 2006/8/13 "، ويوثق لنا اوري افنيري اليساري الاسرائيلي المناهض للسياسات الاجرامية الاسرائيلية عن بن غوريون قائلا: "لقد خرق بن غوريون آنذاك دون تردد قرارات وقف إطلاق النار التي أصدرتها هيئة الأمم المتحدة عندما كان الأمر مريحا له (لقد شاركت –اي افنيري- كجندي في عدة حملات كهذه). لقد خرق هو ومن خلفه، طيلة عشرات السنوات، معظم القرارات المتعلقة بنا، بادعاء أن هناك أغلبية مسيطرة للكتلة السوفييتية ودول العالم الثالث ضد إسرائيل". ويبقى الاخطر من كل ذلك ان العرب اصحاب الحق بلا ارادة ولا حول ولا قوة، وفي حالة استسلام واستخذاء وتأقلم وبارادتهم هم وليس غير ذلك. فاين العرب اذن....؟!! وإلى متى ستستمر يا ترى حالة العرب هذه..؟! ونقول: طالما ان القرارات الدولية كلها بلا اسنان وغير قابلة للنفاذ ضمن المعادلات الدولية الراهنة، فلماذا لا يكون لدينا نحن العرب انيابنا الخاصة للدفاع عن امننا القومي وعن اوطاننا وحقوقنا..؟! الامر ممكن ومساحته وادواته العربية واسعة وكثيرة اذا ما جد الجد لدى امتنا ودولنا وانظمتنا.. والمسألة في نهاية الامر مسألة ارادة عربية قومية سياسية تحررية.. أليس كذلك؟!! nawafzaru@yahoo.com - مفتاح 9/12/2006 - http://www.miftah.org |