صرخة من الأغوار لعلها تلامس شغاف القلوب
الموقع الأصلي:
لا ادري لماذا تبادر إلي ذهني خلال حديثي عن هذه الطفلة صورة الفتاة الفلسطينية في مخيم نهر البارد وهي لا تقوى الوقوف على قدميها جراء إصابتها في القصف الذي تعرض له المخيم، أو مشهد الفلسطينيين في العراق وهم يتعرضون لأبشع أنواع القتل والإبادة، ربما لان سبب المعاناة واحد وهو الاحتلال، ربما لان قدر الفلسطيني أن يعيش في معاناة وألم وتشرد أينما كان في داخل وطنه وخارجه ما دام يحمل هم قضيته ووطنه. بالرجوع لموضوع الطفلة نجد أنها تعيش في إحدى قرى الغور الذي يسعى الاحتلال ليل نهار لتهويده وطرد سكانه مرتكبا بحقهم صنوف التنكيل والمضايقات، امتدادا من الحواجز وقطع الطرق والأسلاك الشائكة وإقامة المستوطنات، إلى محاصرتهم اقتصاديا ومنعهم من فلاحة أرضهم ومصادرتها، مما جعل سكان الغور يعيشون حياة الضنك والعذاب والحرمان ونقص في الخدمات الصحية والاجتماعية، وحتى تعرضهم للتجاهل والتهميش إلا علامي. تشكل الأغوار 25% من مساحة الضفة "1220كم مربع"، تمتد من منطقة البحر الميت حتى شمال الضفة حيث قريتي كردلة وبردلة شمال الضفة، تخضع أريحا والعوجا للسيطرة الأمنية الفلسطينية، عدا ذلك فان بقية أجزاء الغور وفق تصنيف أوسلو هي مناطق(ب ، ج)، تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية بمساحة تقدر نسبتها 90 % . يوجد في الأغوار 18 تجمعا سكانيا أي ما يعادل 35 ألف نسمة ،60% منهم يسكنون مدينة أريحا ومخيمي عقبة جبر والنويعمة، في السنوات الأخيرة أخذ العدد في التناقص بسبب الحصار والإغلاق المفروض منذ عام 2002، حيث منع الاحتلال دخول الفلسطينيين إليها بمن فيهم حملة التصاريح، مستثنيا حملة هوية الأغوار، وتحيط بالأغوار أربعة حواجز رئيسية" تياسير، معالي افرايم، الديوك، نقطة الارتباط " إضافة إلى الحواجز الأخرى بين الأغوار ومدينة أريحا. إن الأغوار قضية بحد ذاتها وارض فلسطينية تتعرض لهجمة صهيونية كبقية بقاع هذه الأرض المباركة، وأهله يتعرضون للتنكيل والمضايقات، في مشهد مأساوي صامت يتم في ظل تعتيم إعلامي، وتقصير من قبل من يجب أن يكون الأمر على سلم أولوياتهم. وكثيرا عندما كان يطرح موضوع الغور على الزملاء الصحفيين والتقصير الإعلامي لما يعانيه، كان الجواب المشترك الأغوار منطقة بعيدة ونائية وصعب الوصول إليها!!!! جواب يحمل الكثير من المدلولات والإشارات، إلا انه في النهاية يعطينا نتيجة ومحصلة نهائية أن هناك أرضا من وطننا المغتصب تتعرض لإهمال وتقصير في مختلف الجوانب ومنها الجانب الإعلامي، إن اقل ما يمكن أن نفعله هو أن نرفع سماعة الهاتف ونتصل على من يمكنه أن يفيدنا بمعلومات من سكان الأغوار، فهم يحملون في صدورهم كلاما كثيرا وينتظرون من يفرغون في أذنيه هذا الكلام الذي يحمل هموما وآمالا وآلاما. - مفتاح 29/5/2007 - http://www.miftah.org |