الخطاب النسوي: استنهاض النساء أم العمل مع النساء
الموقع الأصلي:
**** "حضرة الدكتورة فيحاء عبد الهادي، بداية الديمقراطية، يجب أن تعم العالم العربي بصورة عامة، ويتفهمها المجتمع العربي، حكومات وجماهير ... بالطبع لا الديمقراطية المفروضة من قبل الذين لا يتفهمون المجتمع العربي ... فعلى المجتمع العربي، أن يقرر الديمقراطية التي تعجبه ويفضلها، أو ما يعادلها، وبعد ذلك يأتي دور تفويض الديمقراطية النسوية ... بالطبع لا معنى لهذه الديمقراطية، مادام الرجل العربي لا يشعر بالديمقراطية، أو بالأحرى، ليست لديه أو لم تفوض له الديمقراطية". ماجد الشريف/ صحفي مصري في إيران "عزيزتي فيحاء، تحياتي واحترامي، رغم عزوفي عن خوض ما يسمى بالمواضيع النسوية؛ لا لأنني رجل؛ بل لعدم اهتمامي، هأنذا أكتب هذا التعليق السريع: هل من سبب لخطاب نسوي؟ وما معنى الأدب النسوي، والتمثيل النسائي في مجالس الأمة؟ إلخ. أعتقد أن المسألة حضارية بالدرجة الأولى. وهي أيضا متعلقة بمستوى تعليم الرجل قبل المرأة. صحيح أن الرجل تاريخياً قامع للمرأة؛ لكن مرد ذلك أن عضلات الرجل أقوى، لذلك فهو المتحكم بالمرأة بالقوة الجسدية؛ لكن الحال يتغير كلما ارتفع منسوب الحضارة. ومنسوب الحضارة ذو علاقة مضطردة مع مستوى تعليم كلا الجنسين. لعلك عاصرت الزمن الذي كانت فيه المرأة أقل علماً، لذلك أكثر إهمالاً. أما اليوم، ففي المجتمع الذي تنتمين له، لا تختلف المرأة عن الرجل، رغم أن الرجل مازال أقوى جسدياً. ربما يحتاج الرجل والمرأة كلاهما في المجتمعات غير المتعلمة إلى توجيه؛ لكن إقناعهما غير مضمون. غير أن الرجل المتعلم المتحضر، يدرك أن عضلاته، رغم قوتها، لا تؤهله لأن يقمع زوجته أو أخته؛ ليس لأنهما متعلمتان فقط، بل لأنه هو لا يقبل على نفسه أن يضع عضلاته موضع عقله. لذلك ركزن، يا نساء العالمين، على التعليم والتحضر، ما لم تكنَّ ترغبن في إيجاد تسلية تتسلين بها، اسمها الحركة النسائية. معذرتي وأطيب تحياتي". بسام شفيق أبوغزالة/ عمّان/20 تموز 2007. "الزميلة دكتورة فيحاء، تحياتي لك، اليوم فقط، تمكنت من الاطلاع على النقاشات حول مقالتك، بتاريخ 8/7/2007، وأرى أنه صحي جداً أن تثار هذه النقاشات وهذه الأسئلة، وهذا ما أردت منه في دعوتي لاجتماع الذين حضروا هذه الورشة، لنرى كيف سنقوم بتوصيل هذا الحوار، إلى أكبر مجموع من المؤسسات النسوية ومؤسسات المجتمع المدني، وكيف لنا أن نتفاعل ضمن خطوات مبرمجة، لتحقيق خطاب نسوي، يعبر عن مصالح المرأة الفلسطينية المهمشة، والتي يتم تهميشها أحياناً كثيرة، من المؤسسات النسوية النخبوية. أنا أتفق تماما مع ما طرحتِه حول مراجعة الخطاب النسوي الفلسطيني، ولا بد أن يكون تقدمياً لمواجهة الخطاب الليبيرالي، الذي يرى في أن عملية التحرر للمرأة تنتهي بتحقيق المساواة، والذي من شأنه أن يلغي الصراع الطبقي الرأسمالي. في حين أن الصراع الطبقي والرأسمالي هما الأساس لكل صراع، ولا يمكن تحقيق العدالة، وليس فقط المساواة، ما لم يتم إنهاء الصراع الطبقي الرأسمالي. كما أنني أتفق تماما مع أهمية الربط بين السياسي والاجتماعي دون تغليب الواحد على الآخر، وهذا ما نشهده على الساحة الفلسطينية، في المرحلة الحالية، نجد معظم المؤسسات الأهلية والنسوية في أغلبها تميل الى العمل الاجتماعي، على حساب السياسي، كونه الأكثر أنسجاماً مع سياسة الممولين. أؤيد استعمال مصطلح نهوض المرأة، بدلاً من التمكين؛ لأن التمكين عملية اجتماعية واقتصادية سياسية تكسب المرأة الحقوق. والآخر يعتقد أن التمكين خطوة أساسية قبل النهوض. ولأن المرأة لديها الطاقات والقدرات الهائلة التي بحاجة إلى دعم وإسناد اجتماعي وسياسي وقانوني، وهذا ما نقصده بعملية التمكين؛ فعلينا الاعتراف بأن المرأة هي إنسان له طاقاته وقدراته، تستطيع القيام بالأدوار المتعددة؛ إذا ما أتيحت لها نفس الفرص. جناحا نهوض المرأة، أتفق، كأساس حركة نسوية تقدمية، تحمل خطاباً نسوياً تقدمياً، ترأسه وتتقدمه النساء الكادحات والفقيرات والمهمشات، وعملية إصلاح اجتماعي، على رأسها الإصلاح القانوني، وبدون الإصلاح القانوني يكون عبثاً. مع الحب" فكتوريا شكري/ بيت لحم ***** اتفقت معظم المساهَمات، على وجوب تطوير خطاب نسوي، ينبع من مصالح النساء؛ وليس من مصالح خارجية، كما اتفقت على وجوب الالتفات إلى الجماهير النسائية، عبر التوجه إلى الريف، لاستنهاض النساء، كما عبَّر "د. أيمن يوسف"، أو عبر تحقيق الديمقراطية في العالم العربي أولاً، كما عبَّر "ماجد الشريف"، أو عبر تنظيم العمل مع النساء، في المدن والقرى والمخيمات، كما عبَّرت "سلام حمدان". وبينما يتحدث "د. أيمن" عن استنهاض النساء؛ تتحدث "سلام" عن العمل مع النساء؛ الأمر الذي يتفق مع ما تطرحه "فيكتوريا شكري"، والخطاب النسوي الجديد، المنسجم مع تقرير التنمية الإنسانية، والذي يؤكد على نهضة المرأة. أما نقاش "بسام أبو غزالة" للمواضيع المطروحة؛ فأعتقد انه يعبر عن اهتمام بقضايا المرأة، رغم إعلانه عكس ذلك، فهو يعتقد أن المسألة حضارية بالدرجة الأولى؟ فهل هي كذلك؟ وهل تتعلق بمستوى تعليم الرجل قبل المرأة، على حد قوله؟ وهل تتسلى النساء حين تناقش أوضاع الحركة النسوية؛ بل هل هناك فكر نسوي أساساً، أو أدب نسوي؟ هل عدنا إلى المربع الأول؟ بانتظار المزيد من الحوار. faihaab@gmail.com http://www.miftah.org |