المواقع الإخبارية.. صراع بوقود مختلف
بقلم: وليد اللوح
2007/9/3

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=7757


لم تعد هناك ضوابط مهنية ولا أخلاقية تنظم العمل الصحفي الفلسطيني وخاصة في المواقع الإخبارية الالكترونية، التي أصبحت ساحة مواجهة من طراز آخر تخلو من المحرمات. فالتشهير واختلاق القصص والأكاذيب هي في نظرهم إبداع ووجه جديد من أوجه الصحافة العصرية.

فليس غريباً أن تستيقظ وتجد في صفحات تلك المواقع قصة عنك من الخيال تسبح في فصول حياتك وجوانبها السرية والمعلنة وتضعك في إطارات ليست لك ولا في حساباتك.

إنها حالة الاستقطاب الشديدة التي فصلتنا إلى نصفين من البشر إما حماس أو فتح، في شطرين مهترئين من الوطن الضفة والقطاع وأصبحت مهارة الكتابة في بناء قصة صحفية أو أي مادة إعلامية تظهر ضعف طرف على حساب الآخر وباعتبارها السمة السائدة.

فالمواقع الإخبارية الالكترونية التي ساهمت في تصدير القضية الفلسطينية وطرحها كما طرح انتفاضة الأقصى عام 2000 إلى العالم الخارجي، تحولت وحادت عن هدفها الرئيسي في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي وآلته الإعلامية التي تسيطر على الرواية الإعلامية في العالم، إلى صراع جديد داخلي يمزق أركان المجتمع الفلسطيني.

قد يكون الواقع هو من يفرض نفسه على أجندة تلك المواقع الإخبارية في التركيز على جرائم الفلتان الأمني وحالة الاستقطاب الحاد التي تجتاح الأراضي الفلسطينية، ولكن ليس على حساب المصلحة الوطنية وتبرئة الاحتلال وتغييب جرائمه عن صفحات المواقع وفتح حلبة صراع جديدة بين الأشقاء الأعداء.

وبرغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية، إلا أن الإحصاءات الرسمية تؤكد وجود ازدياد ملحوظ في استخدام الانترنت والكمبيوتر، وباعتقادي أن الكثيرين من هؤلاء هم من مدمني التجوال الإخباري لعدد من المواقع للمشاركة في منتدياتها وتعليقاتها وقراءة أخبارها وتقاريرها.

إزاء ذلك، قد نتفق جميعاً بأن المواقع الإخبارية من أهم المصادر الصحفية لوسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، ولكن تلك الممارسات جعلت الصحفيين يتوقفون كثيراً قبل أن يمرروا الأخبار والقصص، بسبب الخوف من الوقوع في مصيدة هذا الفصيل أو ذاك.

والأخطر من ذلك هو زج الكثير من الأسماء الشريفة في أتون تلك المعارك، بحيث تتفاجىء كأي مواطن حينما تجد نفسك في قصص وروايات لم تسمع بها من قبل، أو من يجتزئ من كلامك ما يسد رمقه ويضعك في إطار آخر، كأنك واقع في أفخاخ إعلامية مثل الكاميرا الخفية.

قد لا يكون فقط الهدف هو إرباك الخصم وتمزيقه بل أن هناك هدف آخر غير نبيل على حساب مهنية وأخلاق العمل الإعلامي وهو البحث عن الشهرة والمنافسة مع المواقع العالمية من خلال الحصول على مزيد من الزوار والمتصفحين والترتيب بين قائمة المواقع.

إن إمكانية إقامة حوار بين المواقع الإخبارية والقراء يمثل إيجابية كبيرة، ولكن في المقابل، هناك عدة سلبيات، من بينها استغلال قدرة الانترنت في ترويج معلومات غير خاضعة للرقابة وإطلاق الأدوات التفاعلية، كالمنتديات والمدونات، لتوجيه رسائل الشتم والقذف والتكفير وما إلى ذلك.

walidlouh@hotmail.com - مفتاح 3/9/2007 -

http://www.miftah.org