علامات على الطريق-خارج التاريخ أم داخله؟؟!
بقلم: يحيى رباح
2007/9/5

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=7772

تتواصل في غزة ورشة النقاش التي أطلقها مركز التخطيط الفلسطيني بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية حول تطوير وتفعيل منظمه التحرير الفلسطينية، وصياغة برنامج وطني فلسطيني مشترك.

هذا الجهد من قبل مركز التخطيط يستحق الشكر والاعتزاز، ونحن في قطاع غزة على وجه التحديد أول الضحايا لهذا (الانجراف القاري) الذي حدث يوم 14/6/2007م حيث الوطن الصغير المتاح لنا لنقيم فوقه دولة فلسطينية مستقلة تمكننا من إعادة زرع جذورنا والانطلاق نحو المستقبل ، هذا الوطن الصغير المتاح لنا بصفة مبدئية رغم كل العراقيل والصعوبات والمؤامرات ، تعرض للانقسام البشع منذ يوم الرابع عشر من حزيران الماضي ، وبالتالي فان فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة تعرضت لضربه قاسية جدا وقد تتحول هذه الضربة القاسية إلى ضربة قاتلة، من خلال العودة إلى تساؤلات أطلقتها القوى المعادية لنا منذ نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، أسئلة تتعلق بكينونة الشعب الفلسطيني، هل هناك شعب أصلا؟

و هل هذا الشعب موجود فعلا داخل التاريخ أم خارج التاريخ؟؟؟

وهل هو شعب له مكان في المنطقة أم انه زائد عن الحاجة؟؟؟

هذه الأسئلة الخطرة جدا لم تمت أبدا، وإن كانت قد تجمدت في مراحل كثيرة، والذي فرض الجمود والتراجع على هذه الأسئلة هو الشعب الفلسطيني نفسه الذي توحد عبر الشتات، توحد عبر قضيته، ثم طور هذا التوحد عبر نضاله البطولي والمرير، ثم ارتقى هذا التوحد في اعلى أشكاله تحت لواء عنوان واحد، وتحت سقف بيت واحد، وهو منظمه التحرير الفلسطينية الممثل لشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وكلنا نذكر بلا استثناء حجم المؤامرات والضربات التي تعرضت لها منظمة التحرير الفلسطينية التي توحد الشعب الفلسطيني تحت لوائها حيث تعرضت المنظمة في الأربعين سنه الأخيرة إلى الإبادة والمجازر العسكرية، والمؤامرات السياسية، وتجفيف الموارد المالية، والنفي داخل المنفى نفسه مثلما حدث في الخروج المأساوي صيف عام 1982 من بيروت وشتاء عام 1983 من طرابلس، ولكنها رغم ذلك كله استطاعت المقاومة والتحمل وتمكنت من أن تعيش وتبقى معبرة عن الوجود السياسي للشعب الفلسطيني، ومعبرة عن وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ووحدة القضية الفلسطينية.

في السنوات الأخيرة، تعرضت المنظمة لضربات نوعية من الداخل الفلسطيني نفسه، وبأيد تحسب على الشعب الفلسطيني، حيث تمثلت تلك الضربات في التشكيك بوحدانية التمثيل، ثم تطور هذا التشكيك إلى الأسوأ، إلى تجزئة وتقسيم وانفصال الوطن الصغير المتاح لنا عبر الانقلاب الذي جرى في الرابع عشر من حزيران الماضي!!! وهذا الذي جرى رغم كل التبريرات والشروحات يفتح الباب مجددا أمام القوى المعادية لفتح أدراجها القديمة وإخراج برامجها القديمة أيضا لكي تنكر وجود الشعب الفلسطيني وتنظر إليه على انه زائد عن الحاجة سياسيا.

الكلام الذي ما زال يقال فلسطينيا هو كلام في الماضي، وكلام بمعايير الماضي، كلام نظريات طائرة في الهواء وليس كلاما سياسيا يمتلك العناصر الموضوعة للتطبيق على الأرض، بينما الواقع السيء والمخيف يتعمق كل يوم ويفتح شهية القوى المعادية وعلى رأسها إسرائيل كي تفعل ما تريد؟

كيف سيكون هناك تطوير للمنظمة إذا بقي الانقلاب العسكري قائما؟؟؟

وكيف سيجرى حوار وطني ولو بالحد الأدنى إذا لم يحسم موضوع وحدانية التمثيل؟؟؟

وكيف ستجري الانتخابات إذا كان نصف الوطن المتاح وهو قطاع غزة مخطوفا كرهينة؟؟؟

وتطول قائمة الأسئلة المفجعة، ونحن بحاجه إلى آليات وبحاجه إلى إرادة تنفذ هذه الآليات، حتى لا يسجل التاريخ علينا أننا قمنا بأنفسنا بالخروج من التاريخ؟

http://www.miftah.org