طبّل ....طبّل يا رمضان
بقلم: صفا حجه
2007/9/13

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=7840


طبّل ....طبّل يا رمضان ...أهلا و سهلا في رمضان.... هذا ما اعتاد أطفال حارتنا على ترديده استقبالا لأفضل أشهر الرحمن "رمضان"حيث تشتد حناجرهم و ترتفع أصواتهم عاليا معلنين قدوم الحبيب؛ رمضان.

اليوم، و هو ليلة أول أيام رمضان، اجتمع أطفال حارتنا وحمل كل منهم بيده آلته الموسيقية الخاصة به والتي هي عبارة عن "تنكة أو قنية كولا قديمة وعصا خشبية أو بربيش بلاستيكي " .... فقد بدؤوا للتجهيز لهذه المراسم الاحتفالية منذ ثلاثة أيام وتم التدريب وعرض "البروفات" خلال تلك الأيام في شوارع الحارة .... و قد آن أوان الاحتفال الفعلي فقد حضر رمضان .. أخذوا يلملمون أعضاء الفرقة من بنات وأولاد الحارة.... و بعد تفقد العدة، بدؤوا مسيرتهم يقرعون وينشدون النشيد الرسمي لرمضان " طبّل ....طبّل يا رمضان ...أهلا و سهلا في رمضان" بين بيوت الحارة من ثم توجهوا إلى الحارات الأخرى حيث انضم لهم المزيد من العازفين .... قبل حلول العشاء بقليل انتهت جولتهم حيث امتدت إلى أول البلدة أو ما يسمى"الدوار" ...عادوا منهكين ولكن علامات البهجة والسرور بددت كل شعور بالتعب لديهم ... وبعد تفرقهم ذهب القادرين على الصلاة منهم إلى الجامع لأداة صلاة التراويح ... و"الكاتكيت الصغار" رجعوا إلى البيت ليخبروا" ماما" عن جولتهم... و لكي يناموا مبكرا حتى يتمكنوا من القيام للسحور فغدا سيمتنعون عن الطعام ...."لأنه بكره رمضضضضضضضضضان"

تعددت مظاهر الاستقبال فمنهم من قام بتزيين بيوتهم بمساعدة أطفالهم بالبالونات وشرائط الزينة .... و منهم من أنار سطح بيته بهلال اخضر يعكس قدوم رمضان .. وهناك من كان همه في تزويد البيت بأكبر كمية من الطعام "بجوز خايف ينقطع الأكل "... ومنهم من بدأ يتذمر من قدوم رمضان " فالدنيا شوب .. الله يعينا كيف بدنا نصوم " ... والبعض غير مكترث "لانه بصمش ...مش عشان مريض بعيد الشر بس هو عنده طقوس خاصة بالعبادة" ... وكثيرا منهن من أخذت التحضير "لطبخة بكرة" شغلها الشاغل.. كما و يكون بعضهم قد حضر قائمة البرامج والمسلسلات التي سوف يواظب على متابعتها خلال هذا الشهر .. وكثيرون من جهزوا أنفسهم للبدء بصفحة جديدة من حياتهم مع ابتداء هذا الشهر الفضيل وتنقية ما علقت به نفوسهم من الذنوب والآثام خلال الأشهر الماضية.... تتعدد المراسيم ويتعدد المستقبلين ولكن الضيف واحد لن يتعدد مهما مر عليه من سنون....

تجاوزا عن ما يسمع ويردد دائما على أن "رمضان زمان كان أحلى " إلا أن وقار وهيبة حضوره وسعادة صغارنا فيه تنفي ما قيل وما سوف يقال لاحقا عن ضياع بهجة رمضان .. فلكم أملت وأنا "الكبيرة نوعا ما " أن أخرج و أعزف معهم عند مرورهم من أمام باب دارنا ... وأن اردد بصوت أعلى من كل الأصوات " طبّل ....طبّل يا رمضان ...أهلا و سهلا في رمضان" . - مفتاح 13/9/2007 -

http://www.miftah.org