علامات على الطريق-واجبنا تجاه أنفسنا
الموقع الأصلي:
جميعنا كفلسطينيين نتابع بأعلى درجات الاهتمام زيارات كونداليزا رايس إلى المنطقة، ونتابع اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية، واللجنة الرباعية العربية !!! ونتابع مواقف الاتحاد الأوروبي، وجهود الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى متابعة الأشقاء في النظام الإقليمي العربي، ونقوم بحراك واسع لشرح وجهة نظرنا للأمور المطروحة، سواء مؤتمر الخريف المقبل للسلام الذي سنكون نحن محوره الأصلي، أو تفلتات الحكومة الإسرائيلية المتكررة، وآخر هذه التفلتات هو القرار الإسرائيلي الخطير والعدواني باعتبار قطاع غزة كياناً معادياً! ونحاول من خلال حراكنا الواسع أن نشرح وجهات نظرنا، وأن نحصل على الدعم والتأييد لمطالبنا العادلة، ونحاول أن نحشد أكبر قدر من القوى المؤيدة لمنظورنا نحو السلام الحقيقي في هذه المنطقة الذي نرى أن الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 هي جوهره الأصلي وقاعدته التي دونها لا يكون له أساس. وكل هذه المتابعة، وكل هذا الحراك،يعبر عن حيوية فلسطينية عالية المستوى بما في ذلك الجهود التي تبذلها حركة حماس في السر والعلانية سواء على صعيد إنهاء قضية الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط"، أو على مستوى تثبيت التهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة، وإنهاء حالة إطلاق الصواريخ بهذه الطريقة العشوائية الضارة جداً أو حتى على مستوى المقايضة التي تقوم بها حماس عبر وسطاء أمنيين لفتح المعابر المغلقة، أو تخفيف وطأة العمل على هذه المعابر، بحيث تخف حدة الحصار المفروض على قطاع غزة!. ولكن السؤال الأهم ما هي الجهود الحقيقية التي نبذلها تجاه أنفسنا، تجاه إنهاء هذا الوضع الشاذ الذي ضرب قضيتنا ضربة قاصمة، وأدى إلى كل هذا الانقسام السياسي والإداري والجغرافي، والذي تستغله إسرائيل أمام أعيننا أبشع استغلال، والذي سيقف حجر عثرة في طريقنا بعد أسابيع قليلة، عندما نذهب إلى مؤتمر السلام، أو الاجتماع الدولي للسلام الذي ينعقد من أجل قضيتنا، فنجد أنفسنا وقد ذهبنا إليه بموقف مكسور، منقسم، متناقض، كما لو أننا نذهب إلى معركة حياة أو موت دون سلاح، لأن سلاحنا الأهم هو وحدتنا الوطنية، واحتشادنا نحو الهدف الوطني !!! فماذا نفعل تجاه أنفسنا،لانهاء هذا الوضع الشاذ؟ أنا شخصياً التقي مع عشرات الناس يوميا في قطاع غزة، أناس من كل الاتجاهات وسؤالهم الأول هو إلى متى يستمر وضعنا الداخلي هكذا؟؟؟ إنه سؤال الصباح والمساء، إنه السؤال الذي يلح على الذاكرة ! وكل هذا السجال الإعلامي الهابط الذي عاد إلى الميدان في الأيام الأخيرة لا يفيد شعبنا في الإجابة عن هذا السؤال. مطلوب منا في كل خطوة أن نتحلى بالمرونة والواقعية ونحن نتعامل مع الآخرين، فلماذا لا تكون هذه المرونة والواقعية هي نفسها منهجنا في محاولات الخروج من المأزق الداخلي؟ وأيهما الأشرف والأكثر فائدة لحماس، أن تبحث عن مشترك مع إسرائيل للوصول إلى صفقة معها بشأن جلعاد شاليط، أم تضع الملف كله بـ ين يدي الرئيس والشرعية الفلسطينية والكل الوطني، لتحصل من وراء ذلك على أكبر فائدة ؟ وأيهما أشرف وأجدى لحركة حماس أن تتنازل لإسرائيل في موضوع التهدئة، أم تكون التهدئة في يد الشرعية الفلسطينية لتحصل من ورائها على أكبر مكاسب ممكنة؟ وأيهما أشرف وأفضل لحماس أن تحاول على مدار اليوم والساعة والدقيقة أن تبرر نفسها أمام الآخرين فلا تلقى قبولاً أم تبرر نفسها أمام شعبها وأمام شركاء الوطن، وأمام شرعية البيت الفلسطيني؟ وبما أن يداً واحدة لا تصفق، فإن هذه الأسئلة كلها بلا استثناء مطروحة على كل مفردات النظام السياسي الفلسطيني وعلى كل آليات الشرعية الوطنية الفلسطينية!! تعالوا نجسد بشكل سريع وحاسم صيغة الواجب تجاه أنفسنا، قبل أن نطلب من الآخرين مواقف لصالحنا، فلنطلب من أنفسنا وتجاه قضيتنا أولاً، ما نطلبه من الآخرين.
http://www.miftah.org |