بابلو نيرودا: حنين إلى ثوار العالم العظام
الموقع الأصلي:
د. فيحاء عبد الهادي هل أضحت كلمات نيرودا رمزاً لماضٍ جميل؟ أم إنها ما زالت تعيش في الحاضر؟ وتنعش الأمل بالمستقبل؟ أجابت رسائل عديدة، على هذا السؤال، من خلال التعليق على مقالتي الأسبوع قبل الماضي، بتاريخ: 7 تشرين الأول 2007. كان محور الرسائل، التي أنشر بعضها: الحديث عن أهمية التذكير بثوريي الشعوب العظام، أمثال بابلو نيرودا، في هذه الفترة التاريخية المظلمة، التي نعيشها. وأهمية تكريم المبدعين، خلال حياتهم. ومن اللافت للنظر، تركيز معظم الرسائل، على جفاف حياتنا اليوم، بالمقارنة مع حيويتها وإشراقها بالأمس. ويجمعها الحنين والشوق إلى تلك الأيام الجميلة، حيث الأمل في المستقبل، المستلهم من ثوار العالم العظام، أمثال بابلو نيرودا: "د. فيحاء المحترمة، أشكرك لأنك تذكريننا بشاعر عظيم مثل نيرودا: الإنسان المناضل الذي يسمي كل أشياء بيته وقارته والعالم، يناديها لتصير أكثر جمالاً، حين يطلعنا – معها على حقيقة جوهرها الذي هو حركة وجمال. أو جمال الحركة في الطبيعة. كتب عن المرأة والرجل. لا يستطيع غير شعر نيرودا، أن يجعلنا نعيش الرجل والمرأة في علاقتهما الحميمية والتصادمية. كائنين من البشر متساويين ولو في توقعات الأمل والفجر واليأس والموت. لكننا نعيشها عبر شعر نيرودا متلاحمين كذرة ضوء واحدة. ما زال العالم مجسداً بحكوماته، يجهل أو ربما يتجاهل أهمية الشعراء والادباء الذين يحملون القضايا الإنسانية، وقضايا الشعوب ونضالها ضد الظلم والاضطهاد، في قدرتهم على التغيير للأفضل، فلا يجري تكريم هؤلاء الملائكة إلاّ بعد موتهم، وربما بعد مرور وقت طويل، وربما لا ولن يتذكرهم احد. على الحكومات والشعوب أن تنهض لتحتضن الشعراء والادباء وتقوم على رعايتهم وتكريمهم في حياتهم، وأن يتم تغيير الصورة النمطية التي درج العالم الجاهل عليها، ألا وهي تكريم العباقرة، والذين يرسمون مستقبل التغيير لكل أمة بعد مرور عشرات السنين، وربما القرون، حتى يتم تذكرهم، وكم قدموا لشعوبهم وللبشرية جمعاء! هذه المهمة تقع بالدرجة الأولي على كافة المؤسسات الوطنية والمجتمعية، ومن ثم الوزارات المعنية (وزارة الثقافة)، التي من مهامها الاساسية رعاية الأدباء والشعراء والمبدعين. أشكرك مرة أخرى، فقد شحذت وحفزت ذاكرتي، بمقالتك هذه عن الشاعر الأسطورة، وبدأت أستعيد ما قرأته عن هذا الشاعر منذ سنوات طويلة، وقد سعدت كثيراً ان هناك محاولة لإعادة الاعتبار لهذا الشاعر. أتمنى ان يحصل ذلك لأدبائنا وشعرائنا الذين رحلوا، أمثال: غسان كنفاني، وتوفيق زياد، وغيرهم كثيرون". مريم اسماعيل/ بيت لحم "جميل جداً هذا التأنق والروعة في الوصف، والأجمل هذا الوقت لتذكر بابلو نيرودا، في زمن كاد الإنسان ينسى الشعر المناضل، أو يعتبره "موديل قديم"، هذا النص أعاد لي الشعور بالثورة التي كدت أفقدها داخلي، والثورة التي تباطأت في التقدم، وقد كانت في يوم شعلة متقدة على كل المسلمات، وعلى كل شيء. "عندما تصبح الدنيا خارج تابوت الكلمات إزرع قلبك قنبلة موقوتة في كل مكان لا توجد فيه الرحمة " بابلو نيرودا". مع بالغ الاحترام والتقدير/ محاسن البرغوثي/ وزارة الإعلام ***** لم يزرع نيرودا قلبه قنبلة فحسب، في كل مكان لا توجد فيه الرحمة؛ يل عمل على الدفاع عن الثقافة في كل بقاع العالم: "أسس الرابطة اللاتينية الأمريكية، مع الشاعر البيروني سيسار فاليخو، لمساعدة إسبانيا، أثناء اشتعال الحرب الأهلية عام 1936. وشارك في الإعداد للمؤتمر الدولي الثاني للكتاب، الذي انعقد أثناء الحرب في مدريد وفالنسيا, وحضره همنغواي ومالرو وأراغون واهرنبورغ وغيرهم. وقرر المؤتمر تشكيل اتحادات إبداعية في كل مكان للدفاع عن الثقافة. وحين عاد نيرودا إلى تشيلي في تشرين أول 1937؛ أسس اتحاد المثقفين المناهض للفاشية". ***** كأني بصوت الفنان الراحل، عدلي فخري، يصرخ منادياً: "بابلو نيرودا صوتك على موج البحور فى قلوبنا ساري زى ابتسامة الطفل فى القلب اليساري" ***** حين تتم مصادرة كتب المعرفة، وحين يعرض أثاث بيوت المبدعين في مزاد علني، ويتم اغتيال ثقافات شعوب بأكملها. حين يغتال المبدعون، والفنانون، وأصحاب الفكر والمعرفة، عبر العالم، ويزداد التعصب العرقيّ والدينيّ واللغويّ؛ نذكر مسيرة رجال ونساء، دافعوا عن قيم الحق والعدالة والمعرفة والحرية، ودافعوا عن المضطهدين والجياع، وحاربوا الفاشية بجميع أشكالها، وانفتحوا على ثقافات العالم، وأعلوا من قيمة العقل، ونبذوا التعصّب والجهل والتخلف؛ فنالوا تقدير وتكريم شعوب العالم. بابلو نيرودا، تشتدّ الحاجة إلى تشكيل اتحاد للمثقفين، يناهض الفاشية الجديدة، عبر العالم. faihaab@gmail.com - مفتاح 22/10/2007 - http://www.miftah.org |