مؤتمر دمشق ومستجدات المعارضة
بقلم: سميح شبيب
2007/10/29

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=8102


دخلت التحضيرات لعقد مؤتمر قوى المعارضة والممانعة الفلسطينية مرحلتها النهائية، وبات من الواضح للعيان، ان هذا المؤتمر سيكرس لمناوءة السلطة الفلسطينية وتمثيلها للشعب الفلسطيني، وليعمل على إثارة المرجعية السياسية للفلسطينيين... وستأخذ هذه الإثارة بعداً جديداً، يختلف عن تلك الإثارات السابقة.

في العام 1974، وبعد طرح برنامج النقاط العشر، وجدت المعارضة في هذا البرنامج تجاوزاً سياسياً، وخروجاً عن الإجماع الفلسطيني، وخطراً يهدد الوضع الفلسطيني برمته، فتداعت فيما بينها وقامت بتأسيس ما عُرف بجبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية، وتأسست من الجبهة الشعبية والجبهة الشعبية القيادة العامة، والصاعقة والنضال الشعبي. الشعبية قامت بتجميد عضويتها في اللجنة التنفيذية، وبقيت في أطرها كافة، بينما آثرت القيادة العامة، البقاء في إطار اللجنة التنفيذية وقيادة جبهة الرفض في آن معاً.

بعد الخروج من بيروت 1982، وما شهدته حركة فتح من تصدعات وانشقاقات داخلية ظهرت جبهة الانقاذ على شكل ائتلاف ضم قوى وفصائل متعددة، وكان هدفها اسقاط النهج والرمز، بمعنى نهج التسوية لـ م. ت. ف، ورمز الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات. حاولت جبهة الانقاذ جاهدة تأسيس بديل قادر على إسقاط مرجعية م. ت. ف بزعامة عرفات لكن جهودها باءت بفشل ذريع، واضطرت قوى وفصائل عديدة للانسحاب من هذا الاطار والانخراط في أطر حوارات عدن الجزائر، وصولاً لعودتها لإطار م. ت. ف والمجلس الوطني واللجنة التنفيذية.

ما سيقوم به مؤتمر دمشق، هو تجاوز محاولة خلق البديل، ذلك ان تلك المحاولة سبق أن فشلت، لذا، تم استبدال هذا النهج بنهج آخر، وهو التمسك بـ م. ت. ف، كإطار وكمرجعية، رغماً عن قوى أساسية ومهمة داخل هذا المؤتمر هي خارج إطار المنظمة أساساً وفي المقدم منها، حماس والجهاد. سيقوم هذا المؤتمر بالتمسك بالمنظمة على أساس إصلاحها وتطويرها، وعلى أساس الطعن بمشروعية اللجنة التنفيذية الراهنة، وبالمجلس الوطني، وبوثائق المنظمة الراهنة، بمعنى آخر فإن ما سيعمل عليه هذا المؤتمر هو بلورة لجنة متابعة، مهمتها الأساسية، محاولة الاستيلاء على م. ت. ف، والادعاء بقدرة فصائل هذا المؤتمر على ادارتها وقيادتها، وعلى نحو يذكر، بما سبق أن حدث زمن أحمد الشقيري، وانتقال زمام الأمور في المنظمة الى فصائل العمل الوطني وحملة البنادق.

لا تتوافر أية حاجة حقيقية لدى المؤتمر لمهاجمة المنظمة وقيادتها، بقدر ما تتوافر الطعون بمشروعية ما هو قائم، والدعوة مجدداً لإنهاض المنظمة وإحياء دورها، وبمشاركة حماس والجهاد تحديداً وبدعم إقليمي واضح، وعلى المستويات كافة. ما سيفرزه هذا المؤتمر، وبما سينبثق عنه من وثائق، وما سيحظى به من دعم إقليمي بيّن، هو إحداث حالة فرز جديدة داخل الساحة الفلسطينية والدفع وبقوة، باتجاه وجود تيارين: تيار الممانعة، وهو ما سيمثله هذا المؤتمر ومتابعاته، وتيار الاعتدال، وهو ما ستمثله السلطة الفلسطينية، وسترى الولايات المتحدة في ذلك فرصة مهمة للقول إن تيار الممانعة هو جزء من محور الشر، بينما سيمثل التيار الآخر، تيار الاعتدال. وفقاً لتلك المعادلة المفترضة والخطرة في آن، يبرز السؤال العريض، وهو: ما الذي ستقدمه إسرائيل والولايات المتحدة في مؤتمر أنابولس.. وفي حال الخروج من هذا المؤتمر، دون تحديدات سياسية وانجازات يعتد بها، فهل سيربح "تيار الممانعة" مواقع جديدة؟! سؤال برسم الاجابة!. - الأيام 29/10/2007 -

http://www.miftah.org