المأساة الكبرى
الموقع الأصلي:
هل من المقبول أن نسكت على هذا الحدث المؤلم ونحن لم نكف أبدا عن رفع أصواتنا باستمرار ضد ممارسات قوات الاحتلال الاسرائيلية القمعية ضد شعبنا. ماذا نقول للعالم اليوم ونحن ندافع عن حقوقنا الثابتة وغير القابلة للتصرف وهم يشاهدوننا نقمع بعضنا البعض ويعيش نصف شعبنا في عزلة عن النصف الآخر وكأن ما حدث من إقتتال داخلي بين فتح وحماس لم يكن كافيا حتى نكلله بممارسات قوات أمننا على مواطينن عزل جل هدفهم كان أن يعبروا عن رأيهم ويؤكدوا للمفاوض الفلسطيني أن يصمد أمام الأغراءات الوهمية للسلام. بعد اربعة عشر عاما على إتفاقية أوسلو أصبح واضحا أن وقت التنازلات والاستمرار في متاهات عملية السلام قد انتهى. إن الواقع على الأرض وتغيير المشهد الفلسطيني بالمستوطنات والطرق الألتفافية والجدار الفاصل ونقاط التفتيس كلها تثبت ذلك. وعليه لا يجوز أن نعود ونبدأ من نقطة الصفر بحيث يكون مؤتمر أنابوليس وسيلة جديدة لتزيد من مكاسب اسرائيل وتوفر لها موطىء قدم في العالم العربي بينما لا يزال الشعب الفلسطيني يعاني من الظلم الذي حل به وبقضيته منذ ستين عاما. لا شك أن حالة الأحباط العام التي تعم الشارع الفلسطيني والفرقة التي برزت بين أبناء الشعب الواحد هما نتاج فشل المجتمع الدولي والعربي لوضع حد لاستهتار اسرائيل بقرارات هيئة الأمم وبالمواثيق الدولية. ولكن لا يجوز لنا نحن الفلسطينيون أصحاب القضية أن نقع بفخ سياسة الاستعمار المعروفة "فرق تسد" فكلما كنا ضعفاء وغير متكاتفين على الصعيد الوطني والعربي أتانا مؤتمر جديد ومبادرة جديدة لتزيد القضية الأساسية تعقيدا وتخلق جوا من البلبلة والضياع والاقتتال الداخلي والمزاودات على غنيمة وهمية. وعليه ننشادكم يا أصحاب القرار في السلطة الفلسطينية وفي منظمة التحرير الفلسطينية أن تفتحوا آذانكم وقلوبكم لجميع أبناء الشعب ولنتتضامن معا ونجمع قوانا وطاقتنا وجهودنا للتصدي للمخططات التي تحاول بعثرة جهودنا وعرقلة مسيرة التحرير والعودة وتقرير المصير. مفتاح 4/12/2007 - http://www.miftah.org |