الجدار والاستيطان في محافظة الخليل
بقلم: جابر الطميزي*
2007/12/26

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=8397


مقدمة:

تأسست الفكرة الصهيونية الشوفينية البغيضة ،على أساس طرد الشعب العربي الفلسطيني من أرضة ووطنه، وإحلال المستوطنين اليهود الصهاينة مكانهم ، وذلك كمقدمة لإقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين العربية،وطن نظيف وخال من أي جنسيات أخرى .وللأسف قام هذا الكيان المصطنع على غفلة من الزمان والمكان والتاريخ ، وعرف فيما بعد بدولة " إسرائيل " ، ومنذ ذلك التاريخ تم اغتصاب فلسطين العربية أرضا وشعبا ، وتم تشريد الشعب العربي الفلسطيني في المنافي ، وأصبح في متناول الحركة الصهيونية ومن بعدها الحكومات الصهيونية المتعاقبة ، العمل على تحقيق هذا الحلم على ارض الواقع ، وفرض الهيمنة الإرهابية والعربدة والعدوان على المنطقة العربية ، وتجلى ذلك في تجسيد الاستيطان على ارض الواقع ، والذي أصبح من أهم أولويات هذه الحركة والحكومات والجمعيات الصهيونية الأخرى .

ومنذ اغتصاب الجزء الأكبر من فلسطين عام (1948) والتي تشكل %78)) من الأراضي الفلسطينية ، وبعدها احتلال ما تبقى منها عام( 1967 ) ، دأبت الحركة الصهيونية على إتباع سياسة التوسع العدوانية بوتيرة كبيرة تسابق بها الزمن، لفرض وقائع جديدة على الأرض ، وعلى حساب الشعب العربي الفلسطيني ، بحيث يصعب محو آثارها الوخيمة أو تجاوزها، دونما مراعاة لأبسط حقوق الإنسان الشرعية أو المشروعة ، والتي يتشدق بها الغرب الاستعماري راعي وحامي هذه الفكرة وهذه الحركة العنصرية وهذه الدولة الاستعمارية الاستيطاني المعتدية ، ومنذ البداية صبغت الحركة الصهيونية المتطرفة الاستيطان في فلسطين بصبغة غيبية لاهوتية توراتية ، ومنذ بدايات هذا المشروع الاستيطاني الصهيوني على ارض فلسطين، كان هدفه الأساس والرئيس، السيطرة على أرض فلسطين التاريخية بالكامل وطرد ما تبقى من أبناء شعبنا وتشريدهم في جميع أصقاع الأرض، ونبع ذلك من رؤية شوفينية وعدوانية ذات أبعاد إستراتيجية أمنية وديموغرافية واقتصادية ، وذلك من اجل ترسيخ دعائم دولة إسرائيل، وتقوية كيانها العنصري المغتصب، ليكن أداة طيعة في يد القوى الامبريالية الاستعمارية المعادية لشعبنا، وليقف هذا الكيان دائما، في وجه أي نهوض ثوري للحركة الوطنية الفلسطينية خاصة ، ولمنع أي امتداد أو تطور لحركات التحرر في الوطن العربي عامة ، هذه الحركات المعادية بالضرورة لنهج الهيمنة والاحتواء والخنوع ، والقضاء عليها في مهدها خدمة لأسيادهم من الدول الغربية الاستعمارية الكبرى ، وفي مقدمتها الامبريالية الأمريكية.

محافظة الخليل :

من المعروف أن مساحة فلسطين التاريخية تبلغ 27009)) كم2 ، أي (10421) ميلا مربعا ، وتبلغ مساحة الضفة الفلسطينية وقطاع غزة ((6000 كم2 ، أي حوالي (22%) من مساحة فلسطين, وتبلغ مساحة الضفة 5635)) كم2 ,وتبلغ مساحة القطاع 365)) كم2 ، وتبلغ مساحة محافظة الخليل (1065)كم2 ، وبذلك تكون الأكبر بين محافظات الوطن مساحة وسكانا ، حيث تجاوز عدد السكان إل (600) ألف نسمة ، وكذلك من الناحية الاقتصادية فهي تشكل نحو (40%) من الاقتصاد الوطني في الوضع الطبيعي ،ويزيد على ذلك في بعض القطاعات الأخرى ، مثل صناعة الأحذية والجلود والحجارة والرخام ، حيث تمثل (60%) من الاقتصاد الوطني الفلسطيني.

وكما مدينة القدس العربية عاصمة فلسطين العتيدة والأبدية ، والتي تعتبرها إسرائيل (عاصمتها الأبدية بالقوة)، اتبعت الحكومات الصهيونية المتعاقبة سياسة تهويد ممنهجة لتهويد هذه المدينة المقدسة ، نرى أن نصيب مدينة الخليل وخاصة البلدة القديمة ، وكذلك محافظة الخليل ككل ، لا يقل خطر استهدافها من قبل الاحتلال الصهيوني عن مدينة القدس ، فهذا الاحتلال ومنذ أيامه الأولى ، عمد إلى تغيير الطابع الديني والتاريخي والديموغرافي لهذه المدينة .

فمدينة الخليل اليوم وخاصة البلدة القديمة ، تعيش وضعا مأساويا بوجود أشرس المستوطنين العنصريين الأكثر تطرفا وتعصبا سياسيا ودينيا ، بل والأكثر حقدا وكرها للعرب ،حيث هجرها أكثر من ( (%68من سكانها نتيجة سياسة الإذلال والمضايقات والإغلاق والحواجز والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال ومستوطنيه ، ومن المعروف أن محافظة الخليل قد خسرت (51%) من أراضيها منذ بداية الاحتلال عام 1967م ، وذلك جراء نهبها للأغراض الاستيطانية والعسكرية ، وتم ضم مساحات واسعة من أراضي المحافظة إلى ألأراضي التي احتلت عام 1948 ، أما جدار الضم والفصل العنصري ، والذي يمر بأراضي المحافظة ، والذي يبلغ طوله أكثر من 186))كم ، ويلتهم أكثر من 60)%) من مساحة الأراضي الزراعية ، و 15)%) من الأراضي المروية ، وما مساحته (565)ألف دونم من الأراضي بشكل عام ، وضمها للمستوطنات التي تم توسيع معظمها، وداخل الخط الأخضر أيضا ، ويقتلع الجدار أكثر من 250 ) ) ألف شتلة زيتون ، ويقتطع مساحات واسعة من الأراضي الرعوية ، ويدمر بنية الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ، ويسيطر على مصادر المياه ، حيث شكل ضربة قاتلة للاقتصاد في المحافظة ، وسيؤدي هذا الجدار إلى محاصرة حوالي 40 ) ) ألف مواطن ، يقيمون داخل البلدة القديمة من الخليل ، وهذا يشكل كارثة حقيقية لسكان المحافظة البالغ عددهم ستمائة ألف نسمة ، وليكن معلوما أن الجدار العنصري والطرق الالتفافية ستقسم المحافظة إلى 6 ) ) مناطق مقطوعة ومعزولة عن بعضها البعض ، ويحاصر المحافظة ويعزلها عن بقية محافظات الوطن. وليكن معلوما أن التغيرات الجديدة في مسار الجدار العنصري في الضفة الغربية ومساحة الأراضي المعزولة خلفه تكثفت في منطقتين، الأولى تقع في جنوب شرق الضفة الغربية في منطقة جنوب غور الأردن بمحاذاة المناطق الطبيعية جنوب الضفة الغربية ،حيث تم إقرار امتداد للجدار الفاصل من جنوب محافظة الخليل باتجاه الشمال الشرقي والذي على أثره تم إضافة 53,5)) كيلومتر على طول الجدار هناك، وعزل على أثرها 153,780)) ألف دونم ما بين امتداد الجدار الجديد والخط الأخضر على جانب البحر الميت. كذلك، فقد أدت الإضافة الجديدة لمسار الجدار إلى عزل جزء من الحقوق الفلسطينية في منطقة البحر الميت، حيث تم عزل ما مساحته (71) كيلومتر (37%) من مجموع ((194 كيلومتر وهي المساحة الكلية المخصصة للفلسطينيين هناك. و تجدر الإشارة هنا بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قطع الطريق على الفلسطينيين للوصول إلى مناطق البحر الميت اعتباراً من العام 2007.

أما التغير الآخر فقد ظهر في منطقة شمال غرب رام الله حيث تم إضافة مقطع جديد للجدار وذلك بهدف ضم مستوطنتين صهيونيتين وراء الجدار و عزل مساحة إضافية من أراضي الفلسطينيين. ضمن خطة جديدة لتعديل مسار الجدار الفاصل شمالي تجمع مستوطنات "مودعين عيليت" و المقامة غرب محافظة رام الله.

سرطان الاستيطان والتشريد والتهويد: من المعروف أن للاستيطان في مدينة الخليل بعدان ، البعد الأول تاريخي ، والبعد الثاني ديني ، ولا ننسى قول شارون الشهير ( بان الخليل هي الورقة الرابحة بيد إسرائيل ) ، لندرك أن هناك سياسة ( مميزة ) في التعامل مع هذة المدينة ، في إعطائها أولوية على صعيد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ، بل وعلى صعيد المنظمات الصهيونية التي تقوم بتطوير الأحياء اليهودية ، وتعمل على تهويد المدينة من خلال مخططات مدروسة وممولة ومدعومة رسميا ، لتطوير وتوسيع هذه البؤر الاستيطانية السرطانية ، وطرد السكان العرب الأصليين ، وجلب مستوطنين جدد مكانهم

بدايات الاستيطان في الخليل:

بدأت أول محاوله استيطانية في المدينة سنة 1968م ، بمصادرة أراض، وإقامة بؤرة استيطانية أولية لمستوطنة كريات أربع، وتوالت محاولات الاستيطان بوتيرة اكبر، تمثلت في استيلاء حفنة من المستوطنين على مبنى الدبويا ( بيت هداسا ) سنة 1979م ، ومدرسة أسامة ابن المنقذ الابتدائية سنة 1982م ، وأقاموا عليها موقع ( بيت رومانو) الاستيطاني ، وفي سنة 1983م ، هدم الاحتلال12) ) مبنى في سوق الخضار، وأقام تجمع (ابرهما افينو) الاستيطاني مكانها ، وفي نفس العام ، بدأ الاحتلال بإقامة مستوطنة ( قفعات خارصينا ) ، وفي سنة 1984م ، بدأ الاحتلال بإقامة مستوطنة (بيت حقاي ) ، وفي نفس السنة ، سيطر المستوطنون على الموقع الأثري تل الرميدة ، وأقاموا فيه كرفانات متنقلة ، حيث أصبح عدد المستوطنات في المحافظة 27) ) مستوطنة و17) ) بؤرة استيطانية ، وفي إعقاب اتفاقية الخليل في عام 1997م تم تقسيم المدينة جغرافيا وبشريا إلى قسمين ،H1 وH2، وازدادت خطوات الاحتلال ضراوة ، في إجراءات تهويد المدينة ، التي أخذت أشكال وأساليب عديدة، منها هدم البيوت، وتشريد السكان، وإغلاق المحلات التجارية بأوامر عسكرية ، حيث وصل عدد المحلات التجارية المغلقة وبشكل دائم ، أكثر من (350)محل تجاري مغلق منذ عدة سنوات ، أما المحلات المغلقة نتيجة هذه الأوضاع المأساوية ، تتراوح بين 1000)- 1500 ) محل ، تتواجد في محيط البلدة القديمة ، وسوق الخضار المركزي ، وإغلاق البلدة القديمة واستمرار منع التجول لفترات طويلة ومتكررة، وخلال الثلاث سنوات الأخيرة أقامت سلطات الاحتلال ( 20 ) مستوطنة جديدة ، وفرضت أكثر من ( 544 )يوم منع تجول ،ومنعت الآذان في المساجد ، وأغلقت الحرم الإبراهيمي الشريف لمدة 10)) أشهر متواصلة ، على اثر المجزرة الوحشية ضد المصلين في الحرم في (25/2/1994م ) ، والتي ارتكبها المستوطن ( الدكتور باروخ قولد شتاين ) وهو يرتدي الزي العسكري ، والتي راح ضحيتها 29)) شهيدا ، وإطلاق النار العشوائي، وقتل الأطفال والمواطنين بدم بارد ، مثل الاعتداء حتى الموت على المواطن عمران أبو حمديه ، وإحراق المنازل والممتلكات وتدمير وتخريب (( 2356 منشاة ومؤسسة وسرقة محتوياتها ، وهدم 3835) ) منزل ومنشاة ، ومداهمات البيوت السكنية ليل نهار، واعتقالات بالجملة، والسيطرة والاستيلاء على البيوت ، والمحلات التجارية والمصانع ، ونهب محتوياتها ، وفرض قيود على الناس ، وشل حركة التنقل تماما ، والمعاناة على مدار الساعة من العنف والضرب ، وممارسات الجيش وإفراد حرس الحدود والمستوطنين ، وأخيرا وليس آخر، بناء جدار الضم والفصل العنصري، على طول عدة كيلو مترات، حول البؤر الاستيطانية ، وارتكاب أعمال تدمير وتجريف للأرض والأشجار، ووضع السكان في سجن كبير، حيث تجد أكثر من ( 101 ) حاجز حديدي وإسمنتي ، و( ( 7 بوابات الكترونية ، و 5 )) بوابات مغلقة ، وعشرات الحواجز الثابتة والمتحركة ، والحواجز الطيارة ، ونقاط التفتيش العسكرية في كل الطرقات ، وعلى أسطح المنازل ، وأكثر من ثلاثة آلاف جندي مسخرين لخدمة وحماية 500 ) ) مستوطن ، يعيشون في بحر من العرب ، حيث يقوم كل ستة جنود بحراسة مستوطن واحد لتوفير(الأمن) له ، وجاء بناء جدار المعازل هذا ليعمق المشكلة ، وليزيد الطين بلة على بله ، وليفصل المئات من العائلات العربية داخل البلدة القديمة ، والمنطقة التي تسمى (H2) عن بقية سكان المدينة التي تسمى (H1) ، وسيتم تدمير مئات المنازل التاريخية المأهولة ، خاصة وأنها مناطق تماس مزدحمة بالسكان ، كما سيتم تشريد مئات العائلات ، وتدمير المزيد من الأراضي الإضافية ، وان هذه الإجراءات سببت خسائر فادحة ، وزادت من البطالة إلى أكثر من (70%) ، وتكبدت المحافظة خلال هذه الانتفاضة ، بضع مليارات من الدولارات ، مما يزيد من الإجراءات والضغوطات على المواطنين ، لإرغامهم على الهجرة القصرية ، وهذا هو الهدف الأساس لسلطات الاحتلال الصهيونية ، بالإضافة إلى الجدار الداخلي حول المستوطنات التي تقع داخل المدينة ، والجدار الخارجي الذي بداء من مستوطنة مجدال عوز بالقرب من بيت أمر، مرورا بصوريف ، وخاراس ، ونوبا ، وبيت أولا ، وترقوميا ، وبلدة إذنا ، ودير سامت ، وبيت عوا ، والبرج ، وعرب الرماضين ، والسموع جنوبا ، وإلى منطقة أم الدرج شرق بلدة يطا ، والى آن يصل إلى بلدة بني نعيم في السفوح الشرقية لمحافظة الخليل ، حيث يضم بذلك عدة مستوطنات من بينها كرمئيل ، وماعون ، وسوسيا ، وبني حيفر، ومن المعروف أن الجدار يبقي 7 ) ) تجمعات سكانية بدوية خارج الجدار ، و 68 ) ) قرية وخربة صغيرة تابعة لعدة بلدات في هذه المنطقة ،(تجدر الإشارة إلى أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وبتاريخ 30/10/2007قامت بترحيل أكثر من (33 ) عائلة فلسطينية من خربة قصة القريبة من بلدة إذنا وقامت هذه القوات بهدم البيوت والبراكيات والمغر وتدمير مخزون الحبوب والأعلاف وتم طردهم من أراضيهم إلى الجهة الشرقية لجدار الفصل العنصري )،وإضافة إلى المنطقة الأمنية العازلة التي إقامتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الطرق الجانبية ، والتي تبدأ من منطقة الظاهرية ، وتحديدا من منطقة عرب الفريجات ، وحتى مستوطنة الكرمل في الجنوب الشرقي لبلدة يطا ، وتقع على الطريق رقم (317 ) المخصص للمستوطنات الصهيونية في محافظة الخليل ، وتعزل هذة المنطقة الأمنية أكثر من 5000)) مواطن ، يسكنون في العديد من القرى والتجمعات والخرب العربية الصغيرة ، ومن الواضح أن هذا المخطط سيحصر بلدات الظاهرية والسموع ، ويطا ، بين منطقة الطريق الجديد المنوي إقامته ، وبين مسار الجدار المبني حاليا ، حيث أن سكان هذه البلدات ممنوعون من المرور عبر الطريق رقم (317) ، والطريق رقم (60) ، للوصول إلى أراضيهم ، وزيارة أقاربهم المحاصرين في هذه المنطقة ، التي تقدر بآلاف الدونومات من الأراضي الزراعية الخصبة ، والمناطق الرعوية ، والتي ستتضرر جراء ذلك العديد من العائلات التي تعتمد كليا على الزراعة والفلاحة وتربية المواشي ، إضافة إلى إخطار عشرات المنازل بوقف البناء والهدم ، حيث خلق مشكلة اجتماعي تضاف إلى المشاكل القائمة ، إضافة إلى الناحية الأمنية الخطيرة ، المتمثلة في أن كل مواطن يقترب من هذه المناطق ، سيكون عرضة إلى أطلاق النار والموت ، أضف إلى ذلك أضرار لا تحصى لحقت بالمواطنين في النواحي الصحية والنفسية والتعليمية ، هذة الفظائع والجرائم الخطيرة والممنهجة تهدف وبكل وضوح إلى خنق المواطنين اقتصاديا وسياسيا ووجوديا وإرغامهم على التشريد والتهجير والترحيل .

المصادر:

• لجنة أعمار البلدة القديمة. • لجنة الدفاع عن الأراضي. • خبير الخرائط والاستيطان عبد الهادي حنتش. • أريج. • شبكة نداء القدس.

* منسق لجان الحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري في محافظة الخليل - مفتاح 26/12/2007 -

http://www.miftah.org