كل عام وانتم فلسطينيون
الموقع الأصلي:
لقد علم الله مسبقا ما الذي سيحدث لكن تذكروا لم يفرضه علينا انه وما كسبت ايدينا ،ان قانون المستقبل بسيط جدا ليس فيه ذلك التعقيد الذي نظنه ،انه من كلمتين تقولان : المخرجات من نوع المدخلات ،قلها باي كلمات اخر ،سوف يبقى المعنى يحوم في فلك هاتين الكلمتين . ان المتتبع لتجربة شعب فلسطين النوعية العميقة الواسعة المتعددة واخيرا الاسطورية سوف يدرك ان هذا الشعب يستحق الحياة ،تلك الحياة المفقودة عند الكثير من شعوب الارض . ما كان يستحق كل هذه الاطنان من المعاناة والالم ، وخصوصا النوع الجديد منها تلك التي خرجت علينا مؤخرا من تشيعنا ضد انفسنا لنذيق بعضنا بأس بعض ،لم تتعود عيوننا على ذرف هذا النوع الجديد من الدموع ،الدموع على الاخوة القتلى باليد الفلسطينية نفسها ،لقد تعودنا على ذرف دموع العز والفخار والانتصار على اخوتنا الشهداء الذين يُقتلون باليد الظالمة ،يد الاحتلال الاسرائيلي الحقير ،لذلك عندما بدأت القتلى تتدفق بالعشرات في احداث غزة المؤسفة ، احتارت عيوننا وبحثت عن دموعها فلم تجدها. اذ انه لم يعمل لها حساب في عصارات الدمع المختزلة في عويننا ،احتارت عيوننا فاحتارات قلوبنا ، ودخلت احاسيسنا في فوضى عارمة ،لقد قسونا على انفسنا ،ما كان ينبغي ذلك ابدا ،الجميع يتحمل المسؤولية ،اجزاء منا قاتلة واجزاء اخرى مقتولة ،اننا اشبه ما نكون بذلك الربوت الذي صعدت عليه شاحنة ، يخرج مشوها لكنه لا يموت ،اننا شعب لا يموت ،سنبقى ما بقيت الارض تدور حول الشمس ،سوف نقوى على اعادة تشكيل جسدنا المشوه ،سنعود اقوى مما سبق ،قولوا :ان شاء الله ،ولا تدعوا اليأس يدخل قلوبكم ،ولكم في نهاية القول هذه البشرى :قلنا في بداية المقال ان المستقبل كلمتين وكانتا بمعنى ما تزرعه تحصده ،اذن اين البشرى ،اظننا لم نتقن الزرع في العام الماضي ،لان ما حصدناه كان شوكا مؤلما جرح كينونتنا ،وهشم كبرائنا ،اذن اين البشرى ،البشرى تقول :ان الله ليس خالق وحسب بل ومدبر ايضا ،تفاءلوا ، سوف لن يضيعنا الله ،تأكدوا من ذلك ،سوف يجعل الله لنا في الامر امر ،وعندها سوف يصدق املنا كما صدق امل الانبياء من قبل واذكركم بقول نبي الله يعقوب اذ كان دائم القول من:( فصبر جميل والله المستعان) . اياكم يا شعب الحرية والشهداء ان ينال اليأس منا ،وان حدث ذلك لا سمح الله فلن يكون لكل شهدائنا وتاريخ نضالنا العظيم معنا. عودوا انفسكم على اختيار عنوان لكل سنة جديدة بعيد عن كل الاحباطات التي واجهناها في العام المنصرم،فما بالكم في سنتين صادفتا البدء ،الميلادية منها والهجرية ،لقد سمعت احد الفلسطينين يقول انه اختار لنفسه عنوانا هذه السنة اسماه : بدايات جديده ،ولطالما احترفنا البدايات نحن الفلسطينيون . وكل عام وانتم فلسطينيون ،سأقول : بدايات نوعية جديدة ان شاء الله لولا انكم تفندون . - مفتاح 2/1/2008 - http://www.miftah.org |