رفح بلا حدود : غزة تتنفس مصرياً
الموقع الأصلي:
تنفست غزة، أمس، بعض الأوكسجين عبر الرئة المصرية، حيث تدفق سيل بشري من أبنائها الذين كسروا الحصار بالقوة ودخلوا إلى الأراضي المصرية للحصول على احتياجاتهم من الغذاء والوقود، في خطوة أكد الرئيس المصري حسني مبارك أنه سمح بها، لكنها أغضبت “إسرائيل”. واقتحمت مجموعات من المسلحين والمدنيين الجدار الحدودي في منطقة صلاح الدين شمال معبر رفح وأحدثت به عدة فتحات بعد تفجيرات بالقنابل، وتمكن آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى مدينة رفح المصرية من دون اعتراض الأمن المصري، وتجمعوا في الشوارع حيث حمل بعضهم عبوات بلاستيكية لملئها بالوقود، فيما اشترى آخرون ما يستطيعون من مواد الإغاثة، في حين فضَّل غيرهم شراء أبقاراً وأغناماً. ولم تتوقف مسيرة العابرين عند رفح، وواصلت سيرها إلى مدينتي الشيخ زويد والعريش في حافلات، وانتهز مئات المصريين فرصة لا تعوض لدخول فلسطين. واعتبرت الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية، وحركة “حماس”، أن الاحتقان الشديد والحصار أخرجا الأمور عن السيطرة وأديا إلى فتح الحدود في محاولة لإيجاد متنفس للجماهير. وقال المتحدث باسم الحكومة طاهر النونو، “إن الحكومة لم تبلغ بأي إجراءات مصرية من شأنها عرقلة مرور الفلسطينيين”. كما حملت السلطة الفلسطينية “إسرائيل” مسؤولية ما جرى. ووصف رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض الوضع في القطاع بالخطير. وطالب عقب لقائه وزير الخارجية الألماني فالتر شتاينماير في برلين، بإعادة فتح معابر القطاع “بشكل رسمي تماماً”. وفي حين أكد مبارك أنه طلب من قوات الأمن المصرية السماح لفلسطينيي غزة بالدخول إلى مصر للتزود باحتياجاتهم من الغذاء “طالما انهم لا يحملون أسلحة”، عبرت “إسرائيل” عن قلقها مما جرى. وقال ارييه ميكيل الناطق باسم الخارجية “الاسرائيلية” “نحن قلقون إزاء هذه الفجوات التي تتيح لفلسطينيين الخروج من قطاع غزة، وتتيح أيضا لحماس إدخال أسلحة وإرهابيين”، وفق تعبيره. وفي صدى للقلق “الإسرائيلي” صدر تعبير آخر عن القلق ولكن في واشنطن، حيث قال توم كيس نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن دبلوماسياً أمريكياً كبيراً أعرب للسفير المصري في واشنطن نبيل فهمي، عن قلق الولايات المتحدة بشأن أحداث معبر رفح، مطالباً بضمان عدم استخدامه لتهريب البضائع والأسلحة. وسمحت “اسرائيل”، بدخول كمية مساعدة اقل مما وعدت به إلى القطاع. وقال مدير محطة الكهرباء الوحيدة في غزة رفيق مليحه إن المحطة لم تتلق، أمس، الا 200 ألف لتر من المازوت بعد 750 الف لتر تسلمتها الثلاثاء. وأشار المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) كريستوفر غونيس ايضا الى ان المساعدة التي تم تلقيها حتى الآن اقل مما كان منتظرا. وقال “يبدو أننا لن نتلقى إلا 13 شاحنة (من المساعدة الإنسانية) يوميا من 50 موعودة. ونحن نأمل بعدم حصول ذلك، وإلا فاننا سنكون إزاء نقص جدي” في المحروقات. في الأثناء، تضمن مشروع قرار معدل لمجلس الأمن الدولي، مطالبة ب “الوقف الفوري لأعمال العنف كافة” في غزة وما سمي جنوب “إسرائيل” ويدعو القرار إلى الوقف الفوري “لكل الإجراءات التي تتعارض والقانون الدولي وتعرّض المدنيين للخطر”، وهي صيغة أريد منها على ما يبدو تجنب الإشارة الصريحة ل “إسرائيل”.
http://www.miftah.org |