لنقرأ"سيد الامن في اسرائيل"..!
بقلم: نواف الزرو
2008/4/22

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=9221

يقول الكاتب والمحلل الاسرائيلي الوف بن في هآرتس/ 2007/9/21/ "ان باراك سيد الامن الاسرائيلي الاول"، ويضيف:"في نظر العديد من الاسرائيليين النتيجة الاساس لحرب لبنان الثانية كان فقدان الثقة الجماعية بالنفس، فمن تربى على قصص حرب الايام الستة، عملية عنتيبة وقصف المفاعل في العراق، وجد صعوبة في أن يفهم كيف فشل الجيش الاسرائيلي في المواجهة مع منظمة حرب عصابات لبنانية صغيرة، وبدا الأرق منذئذ في كل حديث عن الوضع، بل واحتدم بعد أن احتلت حماس غزة في ثلاثة ايام، فكيف سننجو امام الاسلام المتطرف..؟، ماذا سنفعل مع ايران..؟، هل اكتشفوا كيف يقوضوننا..؟، هل الصهيونية ستبقى والاطفال سيواصلون العيش هنا..؟، أم سيتعين عليهم التنقل في منفى جديد..؟.

يجيب الجنرال احتياط بن اليعازر قائلا:" إن وزير الحرب أيهود براك هو أهم شخصية في هذه الأيام، وذلك على ضوء التهديدات الأمنية والسياسية التي تواجه دولة الاحتلال في هذه المرحلة"، مضيفا:

"أن باراك لديه الخطط التي تؤهله بان يكون زعيما سياسيا وعسكريا لـ "إسرائيل" ، مشيراً إلى "أنه في كل يوم من الممكن أن تقع حرب ومواجه وباراك هو الشخص الملائم لمواجهة جميع التهديدات والتحديات/عن الاذاعة العبرية/06/04/2008".

وكما هو معروف من تجارب الدورات الانتخابية الاسرائيلية السابقة فان الاسرائيليين يختارون دائما جنرالات الامن والارهاب ، وباراك في الرؤية الاسرائيلية هو الجنرال وسيد الامن الاول...!

فلنقرأ اذن رؤية هذا الجنرال والسيد الاول للامن الاسرائيلي ...؟!

فوفق خطوط واحداثيات المشهد السياسي الاسرائيلي، فان الجنرال باراك، عاد الى قمة المشهد ليلعب دورا مركزيا في السياسات المسقبلية الاسرائيلية الى جانب منافسه نتانياهو ، ولعل اكثر ما يلفت الانتباه في عودة باراك خطابه الحربجي المعهود على نحو اشد تطرفا وتماديا من نظرائه الآخرين، فهو يعود مدججا بسيكولوجيا القوة والعربدة العسكرية باعتبارها الطريق الى اي تسوية سياسية، فقد اعلن في اقرب تصريح له معبرا عن بلطجة القوة :"إن "إسرائيل" تعتبر أقوى دولة في المنطقة" - مرسلاً تهديده لمن يتواجد في الجانب الآخر من الحدود ألا يتحدوا كيانه المزعوم، وجاءت تصريحات باراك خلال جولة أجراها صباح الثلاثاء

01/04/2008 على الحدود الشمالية مع لبنان، مضيفا" أنا أوصي من يتواجدون في الجانب الآخر من الحدود بان لا يتحدونا".

وكان باراك قد صرح في السياق ذاته قبل ذلك قائلا خلال كلمة ألقاها أمام ضباط وطياري سلاح الجو في القاعدة العسكرية "تل نوف":"انه لا زال هناك من يخططون للحرب من حولنا فنحن لا نشعر بالارتياح ولسنا هادئين"، زاعماً "أن "اسرائيل" وجهتها كانت دائماً للسلام ولكن إذا تم فرض الحرب علينا فبقدرتنا استهداف كل عدو أينما كان وفي كل مكان وبقدرتنا الانتصار في أي حرب الان/ عن اذاعة الجيش الاسرائيلي

/20/09/2007"، وبعد ذلك باسابيع كرر باراك رسالته الحربية في حفل توزيع أوسمة حرب لبنان الثانية على هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي قائلا:"انه يتوقع أن تنتهي أي حرب قد تخوضها إسرائيل في المستقبل بالانتصار"، ونقلت وسائل اعلام إسرائيلية/2007-12-25/عن باراك قوله إنه "إذا نشبت حرب أخرى فإننا نتوقع أنها ستنتهي بانتصار مع حد أدنى من الاصابات، وحد أدنى من الضربات في الجبهة الداخلية الإسرائيلية"، وحول غزة والصواريخ قال براك في خطابه أمام مؤتمر هرتسليا السنوي "إن إسرائيل ستمارس مزيدا من الضغط على قطاع غزة لوقف الصواريخ، وإذا تطلب الأمر أن يكون في الطرف الثاني زلزال فليكن/22/01/2008".

وبالنسبة للهزيمة الاسرائيلية امام حزب الله صيف/2006 تنطح باراك ليعلن استعادة هيبة الردع المحطمة فقال في كلمته امام مركز العمل "إنه يسعى إلى «ترميم واستعادة قوة الردع والحسم لإسرائيل /عن المصادر العبرية /2007/7/2"»، واضاف: " ان التسويات السياسية في الشرق الأوسط يمكن التوصل إليها فقط من موقع قوة".

ولذلك لا غرابة عندما يشكك باراك في" إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الفلسطيني "، و"يحمل الفلسطينيين مسؤولية عدم التوصل لمثل هذا الاتفاق/عن عرب 48/13/03/2008 ".

الامر الذي يؤكد عليه الرئيس الفلسطيني ابو مازن حينما يتهم باراك ب"افشال وتعطيل مسار المفاوضات لاسباب داخلية اسرائيلية وتصفية حسابات شخصية معه/ عن المصادر الاعلامية/ 11-03-2008".

الامر الذي عبرت عنه الإدارة الأميركية بشكل غير مباشر بتوجيهها "انتقادات لإيهود باراك بسبب عدم تقدم أي محادثات يكون ضالعا فيها مقابل الجانب الفلسطيني/ المشهد الإسرائيلي 3/16/2008".

ونستحضر المزيد من منطق الغابة والردع لدى باراك، فقد كان كتب في صحيفة معاريف عدد 27/4/1998 بمناسبة مرور خمسين عاماً على النكبة واغتصاب فلسطين وإقامة الدولة الصهيونية يقول : "ان إسرائيل أقوى من كل الدول الموجودة على بعد 1500 كيلومتر منها ، ليس هناك أي منطق سياسي في الصراع الذي نخوضه الآن".

واليوم ، وحيث ان باراك على رأس الحكومة الى جانب الثنائي اولمرت وليفني وعلى رأس الجيش الاسرائيلي، بل انه يقود الجيش والدولة الاسرائيلية نحو حروب قادمة، نقول:

إذا كانت مفردات ومفاهيم ومنطلقات ومعادلات باراك في التعامل مع الفلسطينيين والعرب كلها تقوم على سياسة : " العصا والجزره " ، " والغابة والردع " ونزعة " التفوق والعجرفة والقوة " ، " وأن إسرائيل أقوى من كل الدول الموجود على بعد 1500 كيلومتر منها " ، وأن السلام ممكن فقط من موقع القوة والثقة بالذات " و " انتهاج سياسة صارمة مع الفلسطينيين والعرب " وسياسة " القبض على خناقهم " وغير ذلك، فإذا كانت كل هذه وغيرها الكثير تشكل القاعدة الأساسية والمنطلقات الرئيسة لباراك وخطابه السياسي السابق والراهن والقادم ، فعلى الفلسطينيين والعرب ان يعيدو ترتيب اجندة اولوياتهم السياسية والاستراتيجية ، للتعاطي بمنتهى الجدية مع خطاب وسياسات باراك الذي قد يصبح رئيسا للوزراء قريبا...؟!

http://www.miftah.org