إسرائيل تغلق أبواب السلام
بقلم: صحيفة القدس
2008/6/3

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=9367

احتفلت إسرائيل أمس بذكرى قرارها ضم القدس الشرقية المحتلة عام 1967 قبل 41 عاما بالتمام والكمال هي عمر الاحتلال وقد أقامت الدنيا وأقعدتها وملأت الشوارع مسيرات ومهرجانات سواء داخل الأسوار أو خارجها.

وفي هذه المناسبة أعلن وزير الإسكان الإسرائيلي عن بدء حملة استيطانية واسعة في بعض أحياء وضواحي المدينة المقدسة تشمل بناء 900 وحدة إسكان، وذلك في إطار المخطط الذي ينفذه بثبات وقوة ووفق برامج واسعة وشاملة لتهويد المدينة.

ومن المعروف أن حملات الاستيطان هذه لم تتوقف أبدا وهي تجري داخل البلدة القديمة وحولها وفي محيطها وضواحيها البعيدة ، كما تجري تحت الأرض أيضا بالأنفاق التي لا أول لها ولا أخر ، خاصة في منطقة الحرم القدسي الشريف.

وإسرائيل في الوقت نفسه تمنع أي نشاط فلسطيني ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ، منع الاحتفال الذي كان مقررا يوم أمس الأول لإحياء ذكرى ابن القدس فيصل عبد القادر الحسيني واعتقال مؤقت لعدد من المشاركين بينهم نجل الفقيد ، علما بان الحسيني هو شجرة زيتون تمتد جذورها مئات السنين في هذه المدينة وهذه البلاد ، وكان الاحتفال سلميا يشارك فيه أبناء القدس ويتضمن إلقاء بعض الكلمات ورفع صور وربما إعلام ، ولم يكن احتفالا عسكريا أو احتفالا سريا ومع هذا كله ، فلم تتحمل إسرائيل الديمقراطية أو واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، كما تقول هي ويقول الرئيس بوش إجراء مثل هذا التأبين في ذكرى استشهاد ابن القدس المخلص فيصل الحسيني الذي آمن بالحوار دائما وبالعمل السلمي وآمن فوق هذا وذلك بحقوق شعبه ووطنه ومدينته كأي إنسان وطني شريف.

أن بيت الشرق حيث كان مقر الحسيني ومرجعية أهل القدس مغلق بقرار إسرائيلي جائر وقد حاول وفد أوروبي برلماني بعد ظهر أمس إعادة فتح المقر والتعبير عن رفض قرار إغلاقه واستمرار هذا الإغلاق.

إسرائيل تسمح لنفسها بالاستيطان في كل موقع وكل ضاحية من مدينتنا المقدسة العزيزة وترفض السماح حتى بأصغر نشاط لأبنائها فأي منطق هذا وأية قوانين هذه وأي سلام هذا الذي يتحدثون عنه. لقد قلنا مرارا كثيرة أن إسرائيل غير جادة في عملية السلام ويدرك الفلسطينيون جميعا هذه الحقيقة، وقد أوصلت الممارسات الإسرائيلية المفاوضات إلى طريق مسدود وان اولمرت نفسه مهدد في وجوده السياسي والانتخابات القادمة للكنيست على الأبواب كما هي الانتخابات الأميركية الرئاسية ، ونظل نحن كفلسطينيين خاصة وعرب عامة، الطرف المطلوب منه اتخاذ مواقف وإعادة تقييم الوضع واتخاذ ولو الحد الأدنى من القرارات ردا على حقائق الوضع الإسرائيلي واستمرار التجاهل التام لأبسط متطلبات وشروط السلام والتسوية والحل النهائي ، رغم أن السلطة الوطنية ومن ورائها الأمتان العربية والإسلامية في المبادرة السلمية التي تبنتها القمة العربية مرتين قدمت كل ما يمكن تقديمه لإنجاح السلام وبناء الشرق الأوسط الجديد وربما يكون قد حان الوقت لإعادة النظر في الأمر بأكمله والرؤية إليه من زوايا جديدة وليس من المعقول أننا وامتنا والعالم الإسلامي معنا قد فقدنا القدرة على تقديم البدائل المناسبة.

http://www.miftah.org