ظاهرة ثقافية / "شعب واحد حكاية واحدة: أم شعب واحد وحكايا
الموقع الأصلي:
شعب واحد حكاية واحدة؟ أم شعب واحد وحكايا؟! ***** "عزيزتي فيحاء، صباح الفل والياسمين، أنت دائماً على العهد، تطرحين الأمور بطريقتك المميزة، ولذلك، يكون التجاوب الجيد بينك وبين القراء. التجربة البحرينية حلوة جداً، وتعليق الباحثة علمي وموضوعي وإنساني بالدرجة الأولى، ليتك تبعثين المادة لموقع "حكايا" في عمان، لتعمم التجربة؛ لأنها حقيقة تجربة مميزة. أنا أقوم بتدريب حوالي 20 شاباً وصبية، من عمر 19 وحتى 36، على فن سرد الحكايات والقصص، الشباب والصبايا من جنين، ونابلس، وطولكرم، وقلقيلية، والقدس، وبيت لحم، ورام الله، وأريحا. ببساطة، رائعون، متشوقون لخوض تجربة الحكي، وقد بدأت بتدريبهم من خلال مؤسسة "تامر"، وذلك بهدف ان يحكوا الحكايات في شهر أيار، شهر الحكايات في مؤسسة "تامر"، التي اتخذت شعارها السنة "شعب واحد حكاية واحدة"، المجموعة رائعة جداً، التواصل بيننا مستمر وأنا متفائلة جداً بأن المجموعة ستكون نواة لمشروع "مدرسة فن الحكي الأولى في فلسطين". أنا طلبت من الشباب والصبايا أن يكتبوا عن التجربة، وقد بعثت لي "سامية" من أريحا، بنص حلو أبعثه لك، ممكن أن يكون مادة جيدة للنشر. تحياتي ومحبتي الخالصة. دنيس أسعد/ حيفا حكاية سامية تمثل الحكاية الشعبية، جانباً من الثقافة للشعب وحياتة الروحية، فضلاً عما تحمله من لمحات تاريخية، لها دلالاتها الخاصة، كما وتعبر عن حب الناس للعدل والحرية والسلام، فلكل منا حكاياته الخاصة، منها الصالح والمزيف، فالبعض يحتفظ بها والآخر يكررها ليكمل الناقص منها، فمن هنا أبدأ حكايتي وتجربتي. زمن مضى، وكأنني أعيش حالة جنون نادرة، أشعر بأن شخصيتي مؤقتة، لم أقرر حياتي بعد. ينتابني شعور شبه يومي ومرهق، يترك أثراً قوياً بداخلي، أني مازلت تحت التجربة بكل خطوط حياتي. أحاول دوماً البحث عن مجذاف أتمسك به، كي لا أغرق، وحين أقترب منه، أتأكد بأنني اخطأت الرؤيا، فأحاول تكرارها ثانية؛ لأني أعيش على الأمل، فهو شمس ثانية، فأقوم بتدوين حكاياتي اليومية على دفتري الخاص بي. وبتاريخ 18/4/2004 كان نهار جميل مشرق، حين شاركت بورشة الحكايات الشعبية، التي عقدت في "مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي"، بمشاركة (23) شاباً وفتاة، من (9) محافظات (أريحا، والقدس، ورام الله، ونابلس، وجنين، وطولكرم، وقلقيلية، وبيت لحم، والخليل)، فقد جاءت مشاركتي، من خلال مكتبة بلدية أريحا العامة، فهي مكان عملي الدائم. فقد تعرفت على الحكاية الشعبية وأهميتها، من الحكواتية "دينس أسعد"، التي يعجبني بها اعتزازها بنفسها، وبما تحفظه من حكايات، فلم يكن سردها سراً، بل تلقيها إلقاء فنان. تبدأ حكايتها بصوت خاشع، ثم يرتفع صوتها، مستخدمة إشارات يديها، في مواقف النجدة والشجاعة، ويرقّ صوتها متلطفة في تعبيرها، في مواقف المروءة والحب، وحين الحديث عن فن الحكاية عند العرب، وتحديداً في المجتمع الفلسطيني، وحين تؤكد على أن فن الحكاية سبيلٌ للحفاظ على الهوية الوطنية والتراث، وربط للحاضر بالماضي، خاصة في الواقع الصعب الذي نعيشه. دفعت بي ورشة الحكايات الشعبية، إلى التواصل مع من شاركوني ذلك اليوم، ومن خلال عدة لقاءات عقدت بعد اللقاء الاول، لنخرج بخطة لشهر الحكايات. اتفقنا بأن يكون عنوانه "شعب واحد حكاية واحدة"؛ لأننا نحمل نفس الجرح والمعاناة والحرمان، ولأننا شركاء بنفس العلم الذي يحمل بألوانه رائحة الأرض الخضراء الطاهرة، وقطرات الدم الزكي، وبياض السلام وصفائه، ولون الحداد على شهدائنا. كم هو جميل أن نجود بما عندنا من الحب، والخير، والعزيمة، والطاقة الكامنة بداخلنا؛ لنكون شباب وشابات قادرين على إحياء روح الحكايات الشعبية من جديد، لنقف سوياً، حتى نمنع حكاياتنا الشعبية من الانقراض، فهي هويتنا وتراثنا وتراث أجدادنا. سنروي جميعا حكايات شعبنا على أرضنا في شهر الحكايات، ونطلق الطائرات الورقية، تطير في الهواء، حاملة بأجنحتها أسماء مدننا الفلسطينية؛ لتصل الى كل مكان، لتصل الى كل عربي خارج وطننا الغالي. هذه حكايتنا وسنعيش على أمل الحرية والإستقلال". ***** عزيزتي دينيس، أيتها الفلسطينية المعجونة بالحكايات: تبدأ "سامية" بسرد حكايتها، ثم تتوقف. يذوب صوتها خلف صوت الكثيرات والكثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني. تذوب حكايتها، ولا يظهر منها سوى إعجابها بأدائك، وإيمانها بأهمية الحكاية والحكايات. سامية: حين يحكي كل منا حكايته، بنكهته الخاصة؛ تتشكَّل حكاية شعب واحد، يختلف ويأتلف. لا نريد صوتاً غير صوتك، وحكاية غير حكايتك، بلغتك الخاصة وبقناعاتك. لا تخافي الاختلاف، أو كسر السائد والمألوف، فحياتنا هي في التجديد، والتنوع، والإبداع، وكسر القوالب الجاهزة. بانتظار طائرتك الورقية، أقصد حكايتك.
http://www.miftah.org |